-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الفنان البدوي أحمد عباس المعروف بـ"خليفي أحمد"

حنجرة صداحة غازلت الفن البدوي بسلاسة

صالح عزوز
  • 1119
  • 1
حنجرة صداحة غازلت الفن البدوي بسلاسة
ح.م

ننتقل، في ركن أسماء من الذاكرة، لهذا العدد، إلى مكان آخر، ونجلس إلى فنان أبدع في طابع البدوي، كان ولا يزال الوجه الفني الذي سطع نجمه في هذا الفن الأصيل، فن تدرج فيه عبر مراحل عديدة، استطاع من خلالها أن يصقل موهبته، ويقدم إلى الثقافة الجزائرية نوعا آخر من الفنون، يعتمد على الصوت القوي والنفس الطويل، أضيف إلى مكتبة التراث الفني الذي تزخر به بلادنا، إلى جانب مختلف الطبوع الأخرى.

هو من مواليد ولاية بسكرة، سنة 1921، من أسرة فلاحيه، وكغيره من الفتيان الصغار، وعادة الأهل في تلك الأزمنة، وهي تحفيظ أبنائهم القرآن منذ الصغر ، فقد كان مولعا بكلام الله، فحفظ النصف الأول منه منذ صغره.

بالإضافة إلى هذا، فقد كان يجالس خاله، الحاج بن خليفة، كثيرا، فتأثر بما يقدمه من مدائح ، ومن هنا كانت البدايات الأولى له في شق الطريق نحو الأغنية البدوية.

كان واجبا عليه التنقل للبحث عن أفق آخر من أجل السير قدما في تحقيق مبتغاه، وتحقيق نجاح أكبر والتقاء شخصيات أخرى تساعده على تثبيت خطاه في هذا العالم.. لذا، فقد انتقل إلى قصر الشلالة، واستقر بها سنة 1941، جلس فيها إلى الكثير من الملحنين، وأخذ عنهم المبادئ الأولى والقواعد الأساسية للموسيقى، قضى فيها ما يقارب السنتين ثم تحول إلى العاصمة، التي فتحت له أبوابها على مصراعيها، وأصبح مشهورا في تأديته للمدائح الدينية، في مسجد سيدي محمد ببلوزداد.

ونتيجة لتحكمه في اللحن والصوت، ساعده هذا الحضور الطبيعي وسمح له بأن ينتقل إلى مجال آخر، ويصبح في ما بعد قائدا للفرقة الموسيقية البدوية بالإذاعة الوطنية، بعدها وفي حصة “من كل فن شوية”، للأستاذ محمد الحبيب حشلاف، برز صوته وهاجا في هذه الحصة، وأصبحت لديه مكانة كبيرة عند المستمعين في تلك الفترة، ونتيجة لسمعته التي زاد اتساعها بعد كل ما يقدمه، فقد استطاع أن يجلس إلى العديد من لملحنين والشعراء، على غرار الشيخ عيسى بن علال، الذي أهداه “قلبي تفكر عربان رحالة”، التي ذاع صيتها في تلك الفترة، ولا يزال إلى حد الساعة، رغم مرور عدة سنوات عليها.

نال الجائزة الأولى في المهرجان الوطني للأغنية الجزائرية، سنة 1966، اعترافا له بحنجرته الذهبية، التي ألفها الجمهور وأحبها، وصوته الوهاج الذي تخطى الحدود الجزائرية، وشارك رفقة العديد من الفنانين الجزائريين في الأسبوع الثقافي الجزائري بباريس في تلك الفترة، كما كان حاضرا في الكثير من التجمعات الموسيقية والغنائية في الكثير من الأقطار العربية، نتيجة لحسن صوته وتمكنه من هذا الطابع الأصيل. وبعد كل هذا العطاء والتجوال، وافته المنية سنة 2012.

هو اسم من قائمة الفن الأصيل والتراث الذي تتمتع به الجزائر الكبيرة، بقيت أحرفه منقوشة في ذاكرة كل من عاش العصر الجميل، وبقي راسخا في أذهان من أحب هذا الطابع، وكذا كل الفضوليين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • dzair

    Un tres belle voix. Rahimahou Allah