-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وجهات نظر

حواء والحجر.. نعمة ام نقمة

وجيدة حافي
  • 1324
  • 1
حواء والحجر.. نعمة ام نقمة
ح.م

كيف تعاملت حواء مع داء كورونا؟ هل كان نعمة أم نقمة لها؟ صراحة كوفيد 19 جاء في الوقت المُناسب وخاصة للفتيات العاملات المُقبلات على الزواج، فيا سيدتي هي فُرصة لدخول المطبخ وتعلم كل أبجديات هذا الفن الأصيل، إستغلي الفُرصة وتعلمي ما لا تعرفيه لكي لا تندمي فيما بعد، إسرقي الصنعة من أُمك وجدتك، جربي كل الوصفات لتكوني طباخة ماهرة لزوجك وأبنائك في المُستقبل، أما إذا كنت مُتعلمة وعالمة بخبايا الطبخ فحاولي تعلم شيء آخر يُفيدك في حياتك القادمة، “فما خلق بالصوف غير الخروف” كما يقول مثلنا الجزائري، ونحن مهما فقهنا وعرفنا إلا أننا نبقى جاهلين في كثير من الأشياء والمواضيع..

للمرأة المُثقفة هذه العُطلة الإستثنائية فُرصة لقراءة الكُتب التي تستهويها، ولإكمال كل مشاريعها الكتابية بما أنها تخلصت من ضغط العمل، فُرصة لكن أنتن العاملات في الخارج للتقرب من أولادكن ومُصادقتهم، معرفة مشاكلهم وما ينقصهم، فالعمل ثماني ساعات والرجوع إلى البيت حرم كثيرا منكن من هذه النعمة المحسودة عليها الماكثات في البيت، فكورونا جعلكن ترتحن من النهوض باكرا وأعطاكن فُرصة للنوم والراحة، وتمتيع عائلاتكن بما تجود به أيديكن، مُتابعة البرامج المُفضلة وتنظيف البيت صباحا وعشية، فهناك من السيدات اللواتي إستغلين الفُرصة ومارسن العادات والتقاليد التي ورثناها عن أمهاتهن وجداتهن خصوصا في هذا الحجر البيتي، ففتيل الكسكُسي والعيش، وصنع الشخشوخة حرف عادت للظهور مُجددا وبكثرة، وهذا شيء إيجابي يدل على أن العولمة ساهمت في كسل المرآة وعُزوفها عن مُمارسة عديد الأنشطة القديمة والتي تدخل في نطاق عاداتنا وتقاليدنا، فالمصنوع باليد ليس كالمُشترى رغم إجتهاد الكثير من المصانع وخاصة المتخصصة في العجين في تقليد ما تعودت عليه جداتنا..

كذلك الوسواس والخوف هو الذي جعل المرأة تُضحي وتعود لعادتها القديمة تحت شعار” كل من يديك” فكورونا في هذه الحالة كان نعمة، لكن البعض من نساء العالم وجدن فيه سجنا ونقمة، فالتي لم تتعود على مُكوث أطفالها في البيت أربع وعشرون ساعة وجدت صُعوبة في التأقلم معهم، ففي ما مضى كانت تُرسلهم للخارج وترتاح هي من صُراخهم وطلباتهم، أماالآن وفي هذا الوضع الإستثنائي فقد تعبن بالفعل وتجدهن دائما مُعصبات الرأس وفي حرب من طلوع الفجر حتى غروبها، وهذا شيء خطير جدا في رأيي الشخصي ويتطلب مُتابعة، فالمرآة معروفة بحنانها ورقتها، لكن أن تُصبح قاسية هكذا دون مُقدمات وتتمنى زوال الداء للرجوع إلى عملها أو إرسال الأطفال إلى الشارع أو المدرسة، هنا صراحة يجب التوقف ومُعالجة الظاهرة بجدية، وهي ليست مُجرد أفكار من مُخيلتي يا بنات جنسي، هي وقائع نعيشها كلنا كنساء في كل المعمورة، فالأطفال نعمة من الله سُبحانه وتعالى، حُرم الكثير منهم لأسباب وأُخرى، لذا يجب شُكر الخالق بالمُحافظة على المخلوق والإعتناء به جسميا ونفسيا، فهم سيكبرون يوما ما وسيعرفون ما عليهم ولهم، لذا لا تتعجلي، وحكاية أنكم لم تتعودوا على الضجيج، وتلبية طلباتهم ووو، نعم أُوافقك الرأي في جُزئية ولست معك في أُخرى، فأنت تعودت العمل والخروج وتركت التربية والتعليم للمُربية والمُدرس، حتى الفترة التي تقضينها معهم تكون سريعة وفقط للأكل والاستمتاع بنومة هنيئة تُنسيك تعب اليوم، فيا سيداتي المُتذمرات هؤلاء أولادكن من صًلبكن ويجب عليكن تحملهم والاعتناء بهم.

فيروس كورنا سينتهي عاجلا أم آجلا بإذن الله، ولن تبقى إلا ذكريات أيام الحجر البيتي، لذا لا تُفوتي الفُرصة عزيزتي حواء وإستغليها في كل ما هو مُفيد لك ولعائلتك، وبما أننا مُقبلون على شهر الرحمة والغُفران لما لا تبدئي بتحضير نفسك له روحيا وماليا وحتى بدنيا، وفي الأخير نقول للواتي يجزمن أن كورونا نقمة ومُشكل كبير عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، فما هي إلا أيام نتداولها بيننا ونرحل بفيروس كورونا أو غيره، وفي الأخير ندعو العلي الغفير أن يغفر لنا ويرفع عنا هذا البلاء لنرجع لحياتنا العادية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ماكثة بالبيت

    اتنين اغبياء ماشيين فى الشارع قابلتهم مذيعه سألت للأول: وش تمثلك الجزائر؟؟ قالها: الجزائر…. يما وقالت للتانى: وانت..وش تعنيلك الجزائر؟؟ قال لها: ام السيد لى كان يحكي معاك وسي با لابين نحكي عليها?
    هههههههههههههههههههههه اضحك أيها الغبي ما تخليهاش في قلبك