-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حوار طالبان وتطهير العراق من الطائفية

حوار طالبان وتطهير العراق من الطائفية

أدركت الولايات المتحدة الأمريكية أن حركة طالبان المتمركزة في أدغال أفغانستان، والمحتمية بكهوف سلاسله الجبلية، والمتسللة إلى مراكز المدن لتنفيذ ضرباتها النوعية التي تقض مضاجع الجيش الأمريكي، لا علاج لتطرفها المسلح سوى الحوار، بعد استنفاد الخيارات العسكرية العاجزة عن تطهير الأرض، المعقدة بتضاريسها المتنوعة.
لكن الحوار الذي يحسم صراعا بتكاليف أقل، جاء متأخرا، مع بطء البدائل الأمريكية، لتخطي كوارث الرئيس المنفلت دون وازع أخلاقي أو عقلاني، سيئ الصيت جورج بوش”الابن”، الذي كلف بلاده حملا من التكاليف المادية والبشرية والمعنوية، التي أساءت لهيبة الولايات المتحدة، ومصداقيتها، عندما انطلق من كذبة رخيصة فضحها العالم في غزوه الهمجي للعراق وأفغانستان.
وإذ ينطلق الحوار في مدينة أبو ظبي بين طالبان وأمريكا، يستذكر العالم، مساوئ المحافظين الجدد الذين أطلقوا أسوأ رجل لديهم ليعبث بالعالم كما يشاء، فوق قواعد رخوة مستندا لمشروع فاشل لم ير النور سماه مشروع “الشرق الأوسط الكبير” عززه بنظرية شريرة ألقى بها “صاموئيل هنتغتون” سماها جهلا بـ”نظرية صدام الحضارات” ادعى فيها أن المسلمين والعرب خطر يهدد الأمن العالمي، وجب التصدي له بحروب كبرى مبررها المباشر أحداث 11 سبتمبر 2001!
أطلقت إدارة البيت الأبيض روايتها الرسمية، وقالت إن 19 شخصا على صلة بـتنظيم “القاعدة” نفذوا هجمات باستعمال طائرات مدنية مختطفة، وانقسم منفذو العملية إلى أربع مجاميع ضمت كل مجموعة شخصا تلقى دروسا في معاهد الملاحة الجوية الأمريكية. وكان الهجوم عن طريق اختطاف طائرات نقل مدني تجارية، ومن ثم توجيهها لتصطدم بأهداف محددة. وكانت الهجمة الأولى في حدود الساعة 8:46 صباحا بتوقيت نيويورك، إذ اصطدمت إحدى الطائرات المخطوفة بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي وبعدها بربع ساعة في حدود الساعة 9:03، اصطدمت طائرة أخرى بمبنى البرج الجنوبي، وبعد ما يزيد على نصف الساعة، اصطدمت طائرة ثالثة بمبنى البنتاغون بينما كان من المفترض أن تصطدم الطائرة الرابعة بالبيت الأبيض، لكنها تحطمت قبل وصولها للهدف.
هذه الرواية التي صاغتها إدارة جورج بوش، كانت دافعا يبرر غزو أفغانستان ثم غزو العراق وإسقاط دولته، ويقنع الرأي العام العالمي بفعل همجي، لكن هذه الإدارة التي اختارت أكثر الأدوات شرا، لم تفكر بعواقب غزوتيها، التي لم تجن منهما سوى الخسائر البشرية والمادية، وتركت غنائمها لصالح إيران التي هيمنت على البلدين، ضاربة قواعد الأمن في منطقة الشرق الأوسط.
وإذا ما تنبهت إدارة الرئيس دونالد ترامب للملمة كوارث “بوش” في أفغانستان، وفتحت مع “طالبان” باب الحوار، فهل ستفكِّر بتنفيذ فعل أكيد لتطهير العراق من بقاياه المغطاة بعباءات طائفية، تحميها ميليشياتٌ خارجة عن القانون، تعيث في البلاد فسادا، تحافظ على وجودها وفقا لاتفاقيات سرية أبرمها “بوش” مع حاضنتها الإقليمية في طهران، ما زالت سارية المفعول؟.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!