-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حول الزبالة.. وشعار “إلى المزبلة”

حسان زهار
  • 1193
  • 10
حول الزبالة.. وشعار “إلى المزبلة”
ح.م

حتى تكون نظيفا وأنيقا ووطنيا.. لا غبار عليك.. يكفي أن تخرج للشارع وترفع شعارات ترمي بمن تكره إلى “المزبلة”.

ما يفعله بعض الناشطين في الحراك، عبر إحالة كل شخصية لا تروق جهات معينة “إلى المزبلة” (فلان ألا بوبال)، يجعلنا نتساءل عن هذه الرمزية في تحويل المخالفين أو رموز السلطة إلى مكب للنفايات، بعد أن تمت المطالبة من قبل بتحويل البعض إلى الحراش، أو إلى المتحف، أو غيرها من مواطن العقوبة .

بالنسبة للمتابع المحايد للأحداث وتطورات الحراك  الشعبي، فإن الحديث عن الزبالة والمزبلة، ليس ترفا في القول، ولا هو كلام سوقة، بقدر ما هو باروماتر حقيقي، عن نجاح مشروع الانتفاضة الشعبية في التغيير من عدمه، وهي الزبالة نفسها ما ستحدد مستقبل البلاد السياسي !

فهل هذا معقول؟ وكيف يمكن ربط مصير الحراك بالمزبلة الوطنية في عموم الشوارع الوطنية؟

الاجابة ظهرت لي فجأة وأنا أشاهد منذ عدة أسابيع أكوام الزبالة المتراكمة، في عدد من شوارع العاصمة، وقد ازداد حجمها، وارتفع سمكها، ومعها ازدادت الروائح النتنة، تزكم الأنوف في عز هذا الصيف، تحولت معها تلك الشوارع إلى مفارخ طبيعية لتنمية وتربية الناموس والذباب (غير الالكتروني طبعا) من دون رادع من ضمير ولا أخلاق.

وهنا توجب السؤال الجوهري الخطير.. والذي لا يريد الكثيرون طرحه أو سماعه، علاوة على الإجابة عليه.. كيف يطمح شعب لإحداث التغيير السياسي الجذري في هرم السلطة، وتغيير طبيعة الدولة، بينما يعجز المواطن (الحراكي) على رمي الزبالة في مكانها المخصص، ويعمد إلى رميها من نافذة بيته؟ أو يعمد إلى رميها قبالة باب جاره؟

كيف يمكن للمواطن الذي يعجز أو يرفض أن ينظف محيط بيته، أو أن يتشارك مع الجيران في تنظيف الحي الذي يقطن فيه، أن يطمع في تنظيف البلاد من الفاسدين والمفسدين، وتحرير البلاد من العصابة والمرتشين؟

تصوروا.. كيف تظل جلود الأضاحي إلى يومنا هذا مرمية في بعض الأحياء، دون أن تتحرك “ثورية” الداعين للتغيير.. وهم يشاهدون كل صباح من شرفات منازلهم دلائل انتهاك مقاصد الأضحية ومقاصد الدين.. وأبسط أبجديات النظافة والإيمان (وأقلها إماطة الأذى عن الطريق)؟

نعم، “يجب أن تكون نظيفا لكي تحارب الفساد”؟.. وجميلا لكي تتصدى للبشاعة، وصاحب أخلاق عالية لكي تحاضر أو تخطب على جموع المنحرفين.

ما نراه، أن الحراك الذي كان في بدايته نظيفا جدا، أنيقا إلى الحد الذي نافست فيه ساحات الحراك، أرقى ساحات العواصم العالمية الكبرى، تحول فجأة إلى النقيض، لتعود الأوساخ مرة أخرى تغزو الشوارع كما كانت قبل الحراك، ومعها وهنا الغرابة، عادت شعارات “التخوين” و”التوسيخ” والضرب بالبالة والرمي في الزبالة.

ويا ليت القوم يعلمون، أن الرقي في الشعارات، هو من الرقي في المطالب، وهي ذاتها من رقي الشارع والذين يسيرون فيه.

ويا ليت كل حراكي استهوته فكرة رمي بعض الوجوه التي يكرهها، أو التي لا يتفق معها في المزبلة، عندما يعود إلى حيه، أن يقوم بإعطاء “المزبلة” حقها، بأن يتم تنظيف محيط السكن الذي يسكن فيه، وأن يدفع جيرانه إلى اتباع نفس ذاك السلوك الحضاري.

وقتها فقط، سينتصر الحراك، ويتحقق التغيير الجذري بسلاسة.. من دون حتى مسيرات.. أو صراخ كبير.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • فوزي

    الزبالة و تنظيف المحيط من صلاحيات و واجبات الدولة و النصوص القانونية تنص على أن الجماعات المحلية من واجبها الحفاظ على نظافة المحيط و السهر على الصحة العمومية. جمع الزبالة و القاذورات عملية لا تتطلب تكنولوجية عالية و قدرات خارقة و أية شركة عمومية أو خاصة يمكن أن تتكفل بذلك و تخلق آلاف مناصب العمل. معالجة النفايات و الزبالة هي التي تتطلب كفاءة عالية و إمكانيات تقنية و مالية و هنا يمكن للدولة أن تتدخل إما بإنشاء مؤسسة عمومية كبرى أو التعاقد مع شركات خاصة أو إن اقتضى الأمر التعاقد مع شركة دولية كبرى و في كل الأحوال يجب ن تتابع السلطات العمومية العملية حتى يكون العمل جديّا

  • فوزي

    هل تنجح المافيا اليهودية التي استعمرتنا في تنفيذ كل مخططها فيصبح الشعب الجزائري كجنس و ثقافة وهوية و تاريخ على أرض أجداده في خبر كان؟ هل ينجح الشعب الجزائري في انتزاع استقلاله والتخلص من سطوة العصابة اليهودية الإجرامية فينبعث الإنسان الجزائري من جديد و يسهم في بناء الحضارة الإنساية؟ ذلك ما سيكشفه الزمن.

  • فوزي

    3/ دفع الجزائريين إلى الهجرة (كنتيجة لما سبق ذكره) و البحث عن السعادة و الراحة النفسية في بلاد الناس مما يُمكِّن العصابه الصهيونية الحاقدة على شعبنا من تحقيق حلمها و هو التخلص من جنسنا بفتح الجزائر للمهاجرين من كل الأجناس و تزويجهم بالجزائريات و خلق قطيع جنيس تحكمه العصابة اليهودية التي استولت على الجزائر المسكينة. هذا أيضا بدأ تنفيذه.

  • فوزي

    2/ إتعاس الجزائري و تحطيم معنوياتة و إفقاده ثقته في نفسه وجعله يؤمن أنه ينتمي لجنس عاجز سافل غير قادر على بناء دولة بل غير قادر حتى أن يحافظ على ما تركته فرنسا و هذا يهيء الجزائري للندم على الإستقلال وكره ثورة التحرير و أبطالها ويمهد الطريق لعودة الإستعار اليهودي بواسطة فرنسا و هذا ما يحدث فعلا و أضحى الجزائريون يبحثون عن الجنسة الفرنسية بكل الوسائل و ينقبون في أرشيف عائلاتهم لعلّهم يكتشفون أحد أسلافهم متجنسا بالجنسية الفرنسية كما أن فرنسا أصبحت تملك كل شيء في الجزائر و أموالنا و بترونا وذهبنا المنهوب بطريقة غير شرعية في الصحراء تذهب إلى إسرائيل

  • فوزي

    الزبالة و تنظيف المحيط من صلاحيات و واجبات الدولة و النصوص القانونية تنص على أن الجماعات المحلية من واجبها الحفاظ على نظافة المحيط و السهر على الصحة العمومية. جمع الزبالة و القاذورات عملية لا تتطلب تكنولوجية عالية و قدرات خارقة و أية شركة عمومية أو خاصة يمكن أن تتكفل بذلك و تخلق آلاف مناصب العمل. معالجة النفايات و الزبالة هي التي تتطلب كفاءة عالية و إمكانيات تقنية و مالية و هنا يمكن للدولة أن تتدخل إما بإنشاء مؤسسة عمومية كبرى أو التعاقد مع شركات خاصة أو إن اقتضى الأمر التعاقد مع شركة دولية كبرى و في كل الأحوال يجب ن تتابع السلطات العمومية العملية حتى يكون العمل جديّا

  • malek aourassi

    ليس كل افراد الشعب الجزائري يقومون بهذه السلوكات المشينة,لايمكن تعميم بعض التصرفات غير السليمة على الجميع,ولايمكن ايضا المقارنة بين التصرفات الخاطئة لبعض افراد المجتمع و الجرائم التي ارتكبها النظام في حق الشعب الجزائري,انها محاولة بائسة لتبرير بقاء النظام الفاسد ,علينا ان لا نقوم بتاويلات مشوهة لبعض شعارات الحراك الشعبي ومنها شعار "تتنحاو قع" ,والذي يقصد به اقصاء جميع رموز النظام المتسببة في الكوارث التي يعيشها الشعب,وليس جميع المسؤولين.

  • HOCINE HECHAICHI

    وجها "الإشكالية الجزائرية" وحلاهما :
    1. الانسداد السياسي الظرفي الحالي ويتطلب حلا "تقنيا" سريعا
    2. التخلف الاقتصادي المزمن ويتطلب حلا "جذريا" مستديما
    ...يتبع.

  • اوراغي نبيل

    يجب أن يكون هناك نظام يردع من أعلى هرم السلطة إلى أسفل مستويات المجتمع ليس التقدم بالكلام بل حقيقة يجب أن تفرضها السلطة العادلة

  • HOCINE HECHAICHI

    الرعيل الأول من الحراك هو الطبقة الوسطى (المتعلمة : طلاب الثانويات والجامعة في سنوات 70 و 80) قد انسحب بعد أن بلغ رسالته : ضرورة إحياء المشروع الوطني . لم يبق الآن في المسيرات إلا "المناضلون" ( فلول الفيس وأزلام الماك ) بدون اللافتات "المكتوبة" حتى لايتركوا "آثار الجريمة" و الذين يتمثل مشروعهم في إثارة الفوضى وعدم الاستقرار(الفيس : إنتقاما والماك : نقل المعركة إلي أرض العدو).
    المشروع الوطني ستحييه النخبة الوطنية المدنية ( كما في جميع البلدان ) وعندنا بالتنسيق مع النخبة العسكرية (لأسباب تاريخية ) والمطلوب وبسرعة هو "قائد" لهذه النخبة بانتخاب بتصحيحي "

  • ياسين

    "كيف يمكن للمواطن الذي يعجز أو يرفض أن ينظف محيط بيته، أو أن يتشارك مع الجيران في تنظيف الحي الذي يقطن فيه، أن يطمع في تنظيف البلاد من الفاسدين والمفسدين، وتحرير البلاد من العصابة والمرتشين؟"...بل حتى درج العمارة التي يسكنون بها لا يتعاونون على تنظيفها فما بالكم تنظيف المحيط؟ أو تنظيف البلاد من العصابة التي نمت و ترعرعت في هذا الوسط الاجتماعي القذر؟؟؟ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم؟ إنه قانون السماء غير نفسك تغير التاريخ؟ فهل نحن كذلك؟؟؟ فالمزابل المنتشرة في كل مكان أفضل إجابة؟