-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بين سلطة المجتمع ونار الرجل

حين تصبح الصرخة في وجه العنف عيب وعار!

فريدة بن سليم
  • 2243
  • 10
حين تصبح الصرخة في وجه العنف عيب وعار!

لازالت أقسام الشرطة ومحكمة الأحوال الشخصية تميط اللثام عن الكثير من القصص البشعة التي تدور خلف جدران بيوت الأسر الجزائرية، لتسرد معاناة نساء يمارس عليهن أقسى وأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، دون أية رحمة أو رأفة بأجسادهن الناعمة والضعيفة..

وما بين التكتم والمعاناة بصمت، هناك من يقررن كسر الحاجز، و يسردن عذابهن داخل عش الزوجية، ضاربات مفهوم العيب المجتمعي بعرض الحائط، ساردات قصصا تستحق ليس فقط أن تحكى ولكن حتى وضع حد لعذاب بطلاتها..

حين تصبح الصرخة في وجه العنف عيب وعار

بينما تلجأ الكثير من المعنفات للقضاء، وأقسام الشرطة. هناك من تفضل السكوت وتحمل الأذى المتكرر خوفا من المجتمع الذي لطالما وجه أصابع الاتهام للمرأة التي تتحول من ضحية إلى متهمة، فالمرأة في نظر المجتمع لم تخلق فقط على الصبر بل وحتى لدى البعض خلقت للتأديب. وإذا التجأت الفتاة لأسرتها لا تسمع سوى “ماذا سيقول عنا الناس؟ بنت فلان اشتكت بزوجها؟ ليس لدينا بنات تدخل أقسام الشرطة. فبهذه العبارات استهلت فاطمة، متزوجة منذ 3 سنوات، حكايتها: “كان وجعي لا يحتمل، ضربني في أول ليلة لنا معا في الليلة التي يقال عنها ليلة العمر، لم يعتذر ليلتها لكن سامحته ولم أخبر أحدا، وبعد شهر أصبح الضرب روتينا يوميا في حياتنا الزوجية، ليصب غضبه علي ولأتفه الأسباب، لينهال علي بالضرب المبرح.. كانت والدته تتدخل لرد الأذى عني لكن حتى هي كانت تنال نصيبا من الضرب. بعد فترة اكتشفت حملي، كنت سعيدة وقلت سيتغير لكنه استمر في ضربي وحتى وأنا حامل. فقررت اللجوء إلى أهلي لكن أبي اخذ بيدي وأعادني إليه، وقال كل النساء يتعرضن للضرب، اصبري يا ابنتي من أجل بيتك فسمعت نصيحة والدي، أنجبت بعد شهور ابني الوحيد، وحتى هو لم يسلم من أذاه، وكان يضربه وهو رضيع. وقتها قررت أن أضع حدا لمعاناتي معه، فهربت بابني. لم تستقبلني عائلتي خوفا من الفضيحة حسب قولهم. فلجأت إلى بيت جدتي، ووكلت محامي لطلب الطلاق،الذي منحني إياه بعد أن اشترط تنازلي عن حقوقي، فكان لحريتي ثمنا وقتها، لكن أنا كذلك اشترطت تنازله التام عن ابني، ليجيبني وقتها: “خذيه اشبعي به، لا حاجة لي به”. خرجت من التجربة المؤلمة محطمة، لا وظيفة، ولا مستقبل. لكن في المقابل حافظت على ما تبقى من كرامتي وإنسانيتي”.

حين يصبح القتل بدم بارد آخر حلول المعتدي
كثيرا ما نسمع قصص قتل نساء على يد إخوتهم أو أزواجهم، وأيا كانت أسباب ذلك. غالبا مايفقد الشخص العنيف سيطرته على نفسه، وقدرته على التحكم في غضبه. ومع غياب ليس فقط الوازع الديني ولكن حتى الرأفة والرحمة يتحول الشخص العنيف إلى شخصية يوصلها غضبها حتى للقتل. وكم من جريمة قتل للمرأة كانت تحت فورة غضب، وعصبية زائدة. لم يكتشف المعتدي خطورة عنفه إلا بعد أن أردى ضحية قتيلا. ولتضج الصحف اليومية ونشرات الأنباء بأبشع جرائم القتل التي تكون المرأة ضحيتها .
حرمان أسري وكبت وقهر مجتمعي مشروع لرجل عنيف

يعد اللهث وراء صعوبات الحياة المعيشية والضغوطات الحياتية، والتهميش الحكومي كلها تراكمات تساهم في تكوين الشخصية العنيفة. ضف إلى ذلك التربية الخاطئة للوالدين منذ النشء حيث يتم التمييز بين الذكر والأنثى، باعتبار الذكر بإمكانه فعل أي شيء وحتى التحكم في أخته لدرجة حرمانها من التعليم، وليصبح الآمر الناهي في البيت  لذلك كثيرات من يعانين من سوء معاملة إخوتهم لهن منذ الصغر، وليقف الوالدين ساكتين دون إبداء أي اعتراض على الموضوع. وهذا مافعله الكثيرون بأخواتهم، وكانت سمية ذات 17 سنة ضحية أخ حرمها من التعليم في سن مبكرة بحجة بعد المدرسة عن البيت وقد تتعرض للمضايقات في الشارع كما أن الفتاة لا يجب أن تتعلم غير الطبخ. وليظل حلم التعليم والتخرج يؤرق سمية خاصة أن قريناتها تبوأن مناصب هامة في المجتمع . وحسب قولها:” منذ طفولتي و أبي يردد على مسامع أخي أنت رجل راقب أختك، ولك سلطة عليها حتى أنه لا يرد عني الأذى إذا ضربني”. وهذا ما يمنحه فيما بعد الحق-حسب اعتقاده- في اضطهاد المرأة وسلبها حقوقها، وحتى سوء معاملتها. وبذلك فالرجل عموما ظالم في بيته ومظلوم إذا خرج منه، وجعله يتأرجح بين ظالم ومظلوم، فهو يفرغ مكبوتاته في منزله من خلال إخضاع أهله لسلطته من خلال التعنيف والضرب. ومع ذلك فهو ضحية لتربية و لمجتمع أباح له حق التعدي على المرأة. كما أن العنف الأسري وقسوة الآباء والحرمان من الحنان يدخل ضمن العوامل النفسية التي تخلق عدوانية تجاه الغير من خلال الاعتداء الجسدي واللفظي، وحتى الاعتداء الجنسي، فالشخص العنيف ربما قد عانى من الاضطهاد، واعتداءات، وتحرش في الطفولة ولدت لديه عقدة نفسية، ليصبح شخصية غير سوية. وربما مما لا يلاحظه الكثير أن للعنف اللفظي والجسدي وغيره آثار نفسية على المرأة، ليرى المختصون النفسيون أن ضحايا العنف قد يصبحن غير متوازين نفسيا مستقبلا، إذ العنف قد يسبب لدى بعض النساء صدمات وآثار نفسية ووجب التكفل بمثل هذه الحالات نفسيا، فالكثيرات قد يتعقدن خاصة الفتيات الصغيرات، ليعانوا من الخوف المرضي من الرجل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • عبدو عبدالقادر

    كور واعطي للعور

  • نوار

    في الثقافة العربية و المشرقية المراءة تبحث عن فارس الاحلام ، و في الغرب تبحث عن الامير الوسيم
    حلم المراءة الشرقية هي الرجل المتسلط عكس الغربية الرشيقة
    افهمتم ما اقصده

  • عمر

    من تشتكي بزوجها عند الشرطة لا تصلح لتكون زوجته و عليه تطليقها فورا فهي خائنة و لا ؤتمن فيها أبدا

  • mohamed

    محاولة النساء اللواتي مورس عليهن العنف في طفولتهن أن يكن عنيفات في كبرهن وفي تعاملهن مع أزواجهن كرد فعل نفسي، وخاصة إذا كان الزوج ضعيف الشخصية.

  • mohamed

    عدم احترام الزوجة لزوجها وتجاهل وجوده وإهماله، ويتم هذا التجاهل؛ أحيانا بالصمت وهو أشد أنواع التجاهل، لأن الصمت نوع من العنف الحاد وأشد قسوة من الضرب، كما يتم الإهمال بإهمالها لشكلها ونفسها وبيتها وأبنائها منه ولكل ما يحب ويفضل.
    هجـر البيت: خروج الزوجة من بيت زوجها في أوقات متأخرة، وهـو أمر يزعـج الـزوج، وكذلك الصـورة المتـكررة للخروج إلى الحفـلات، أو إقـامة الحفـلات في بيتها، أو استقبال صديقاتـها بصورة متكررة.

  • ناجي بن العيد الطريفي

    تزوج احدهم امرأة وكان لا يعرف انها تملك الحزام الاسود في الكرتي درجة ثالثة ومع مرور الايام حدث بينهما شجار فوجد نفسه يتأرجح بين الركل و الرفس ودمه يسيح على الارض فاخذ يصرخ و بالمناسبة حضرت حماته فجاة فوجدت ابنتها واقفة كالطود الاشم والرجل يتمرغ على الارض ويتالم شديد الالم وقد اعوج فمه وسقطت سنه فقهقهت الحماة وضحكت حتى بدى ضرسها ثم قالت لابنتها هذا يكفيه ,,, نعم هذه هي الحقيقة الاخرى التي تصور المراة وحشا ضاريا في زماننا والتي صارت فيه لا عبة كرة و فنانة في ممارسة القتال بشتى انواعه من الجيدو الى الطاي كوندو ولذلك نحذر الشباب والشياب من الزواج الا بعد التاكد وخلاصة القول تعازينا للرجال في زمن

  • مستغرب

    للاسف نواصل اكتشاف كوارث بمجتمعنا المريض والمعقد من عدة نواحي
    انتشار العنف ضد النساء يعبر عن وضاعة لا مثيل لها
    اصبحت اخجل من نفسي حين اقابل نساء يشتكين من عنف ازواجهن و اسرهن
    كيف تاتي بامراة لبيتك تقول عنها زوجتك وتسميها بام ابنائك
    بعدها تبدا بلكمها كانها عدوك او منافسك بحلبة ملاكمة ؟
    هل هذا يعبر عن رجولتك او قوتك او سيطرتك !
    فلو كان الحل لكنا تعلمناه او سمعناه من سيد الخلق رسول الله صل الله عليه وسلم وهو من قال
    " استوصوا بالنساء خيرا "

  • شاوي حر

    صفتان لاتحتملان في المرأة لاغير الخيانة والسرقة والاخيرة لها مايبررها ان كان الزوج غنيا وشحيحا فيجوزلها ان تأخذ من مال زوجها قدر حاجتها وأولادها فالمرأة كرمها الاسلام ورسولنا يقول (ماأكرمهن الا كريم وماأهانها الالئيم)وقا ايضا (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)اوكماقال عليه الصلاة والسلام اشتكى رجل لشيخ الغزالي رحمة الله عليه نقائص زوجته اليه فقال له اذا اردت حورية فهي في الجنة فكلنا بشر نخطأ ونصيب وعلينامعاشرةبعضنا البعض بنقائصناوالابتعادعن المثاليةوالمثل الشعبي يقول (ليحبني ايحبني بخنونتي)كما ان المرأةيجب بل وواجب عليها مراعات حقوق زوجها الشرعية ان العنف صفة مقيتةوسلوك ذميم والله المستعان

  • الضحية .....؟!!!

    التي تشفق عليها ...فتتفنن في جعلك تقضم اضافرك لتمسح دمعها وهي تعزف على اوتار لتشغلك عن ربك عن نفسك وهي حجة واهية وسموم فارغة تضع سمها في زمن القيت سلاحك عنها لكي لا تأسرها كضحية فمن الضحية
    بربك ..!؟؟

  • خليفة

    حكاية ان المراة هي الضحية دوما حكاية تكرس لاستمراية هذه الاحكام في المجتمع ،و بالتالي يتصور الواحد منا ان المراة دوما تكون في وضعية المظلوم و الرجل يكون دوما في وضعية الظالم ،و هذا تصور يجانب الصواب ،فالمراة و الرجل معا قد يكونا ضحيتين لثقافة سوسيوثقافية تكرس التفريق بينهما و تشجع العنف ،مع ان مشاكل الازواج امام المحاكم ،قد يكون سببها الزوج و قد يكون سببها الزوجة ،فالزواج شراكة يتحمل مسووليتها طرفان و ليس طرف واحد ،فازواج اليوم يحتاجون الى تاهيل قبل الزواج و بعده ،لان تاسيس بيت الزوجية ليس بالامر الهين،و عليه فخطاب التمييز و الفءوية بين الجنسن قد يكرس استمرارية العنف دون مبرر .