-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حين تنتصر قوة الموقف على موقف القوة!

حين تنتصر قوة الموقف على موقف القوة!
أرشيف

اليوم نحن بالفعل، في فلسطين، أمام قوة الموقف الذي ينتصر على موقف القوة.
هاهم أبناء هذا الشعب الفلسطيني الأبي، بلا مقومات قوة عسكرية ولا مالية ولا عُدة أو عتاد… يُثْبِتون انتصار قوة الموقف لديهم على موقف القوة الأمريكي- الإسرائيلي.
عدا العملاء والخائفين على كراسيهم والمرجفين، كل العالم أصبح يحترم أبناء هذا الوطن المُغتَصَب ويقف إلى جانب موقفه القوي هذا.
لقد غيَّروا من طبيعة الصراع في لحظة وعي نوعي بعد سبعين سنة من النضال، وتلك هي بداية النصر الحقيقي.
لم تعد المعركة لدى الشباب الفلسطيني الثائر اليوم تحمل عنوان “الصراع العربي- الإسرائيلي”، كما كانت لسبعين سنة خلت، إنما أصبحت تحمل عنوان الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وجها لوجه، بلا شعارات ولا عناوين زائفة. نحن هنا بإرادتنا وأنتم هناك بأسلحتكم وذخيرتكم الحية، على بعد أمتار مِنَّا.. وعائدون عائدون..
لقد تخلت الرسمية العربية بالفعل عن فلسطين، وباعت القدس، وعقدت صفقة القرن وأمضت شيكا على بياض للأمريكيين يفعلون ما شاؤوا.. فكان لها أن أعلنت موت وهم “الصراع العربي- الإسرائيلي”، وبروز العنوان الحقيقي للصراع: شعب يريد تحرير أرضه من المُغتصِب وإن لم تكن لديه الإمكانات المادية للتحرير. تماما مثلما كان ذات يوم في الجزائر؛ شعبٌ أعزل من السلاح كان له موقفٌ واضح قوي من المحتل فمكَّنه من مواجهته والانتصار عليه رغم ترسانة كل الحلف الأطلسي.
الكيان الإسرائيلي وأمريكا هما اليوم في نفس الموقف الضعيف. كبارٌ في موقف القوة العسكرية والمادية يواجهون عمالقة في قوة الموقف.
وهي رسالة الأمل في النصر القادم بإذن الله، ذلك أن المقاومة الحقة تبدأ من الداخل، من داخل الإنسان بما امتلك من إيمان وإرادة ومن داخل الوطن بما توفر من إمكانات، ولو كان حجارة ودخان عجلات مطاطية وطائرات ورقية حارقة، وبعدها لكل حَدَث حديث..
قد يهبّ الأشقاء أو الأصدقاء هبة تضامن فأهلا بهم، وقد يُطرَدُ سفير الكيان المحتل من تركيا فمرحبا بهذا الموقف، وقد يتصرف الرئيس الكوري الشمالي بقوة موقف تجاه نظيره الأمريكي ويُهينه بإمكانية عدم اللقاء، فمرحبا بذلك، وقد تقف بعض الدول الأوربية ضد الأمريكيين فذلك ما ننتظر، وقد يتضامن معنا أحرار العالم كمظلومين ومُستضعَفين فتلك الغاية، وقد تُبعث الأمة الإسلامية من جديد لتُصلِّي في القدس فتلك الرسالة الكبرى…
أما القرار الأول والأخير فيبقى بين بأيدينا، نحن مَن اغتصِبت أراضينا وانتهكت أعراضُنا، وشُرِّدنا وقُتل أبناؤنا ظلما، وزُج بخيرة رجالنا ونسائنا وأطفالنا في السجون والمعتقلات، ومُنعنا من استنشاق نسيم الحرية في بلدنا… نحن هم ابتداء، أبناء فلسطين الأباة، مِن الآن، مَن سيقرر مصير بلدنا، ننتصر أو نموت دونه.. هذا هو موقفنا، وتلك هي قوة الموقف.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • الطيب / الجزائر ــ 2 ــ

    يذكرنا ببطولة سيدي بومدين الذي استجاب لنداء صلاح الدين و دفن ذراعه في فلسطين يذكرنا بابتسامة العربي بن مهيدي و هو ماض إلى حبل المشنقة و ببطولة زبانا وهو يمشي إلى المقصلة و ببطولة أحمد ياسين الشيخ المجاهد على كرسي متحرك! نعم بداية النصر هو موقف يطيح بموقف القوة.

  • الطيب / الجزائر ــ 1 ــ

    تحية خاصة للأستاذ قلالة...نعم الموقف البطولي قبل كل شيء و تاريخنا البطولي يتكلم بطولات
    يذكرنا باللحظة الأولى لسيدنا حمزة رضي الله عنه مع الإسلام في وسط قادة الشرك " أنا على دين محمد فمن يبارزني ..!؟"
    يذكرنا بشيخ المجاهدين عمر المختار و هو وسط قادة الطغيان الإيطالي مخاطبهم" إذا تركتموني سأعود لإخواني لأقاتلكم حتى تنصرفوا عن بلادي .."