-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لقاءات ثقافية أم "بريستيج" شباب

خاصية الـ”évenement” عبر الفايسبوك تستقطب المثقفين والمثقفين المزيفين

نسيبة علال
  • 667
  • 0
خاصية الـ”évenement” عبر الفايسبوك تستقطب المثقفين والمثقفين المزيفين
ح.م

على مواقع السوشل ميديا، بات بإمكانك ملء برنامج نهاية أسبوعك الفارغ، او تخصيص يوم آخر، ذلك من أجل الانخراط في مختلف الأحداث المنظمة من قبل ناشطين على الشبكة، فإن كنت مهتما بقراءة الكتب ومناقشتها، او مشاهدة الأفلام جماعة، او الدردشة والإطلاع على جديد التكنولوجيا.. مهما كانت ميولك، يرجى منك البحث فقط عن الحدث الذي يلائمه.

إن الإقبال الواسع للأفراد داخل المجتمع الجزائري على استعمال الانترنت، أدى إلى تكوين جماعات فكرية تختلف في التوجهات وربما في المستوى والسن والحالة الاجتماعية، وتتفق نهاية في الميول والاهتمام، وقد ساهمت مواقع التواصل الاجتماعية وبالتحديد، فايسبوك ويوتيوب في تنظيم نشاط هذه الجماعات وتقريب أفرادها إلى بعضهم البعض، ثم تبادل الأفكار والخبرات وحتى الوسائل، عن طريق خاصية الحدث، أو المناسبة “évènement”، على موقع فايسبوك، أو الفيديو الترويجي على موقع يوتيوب، الذي بات أكثر نفعا من الإشهار التلفزيوني في هذه الحالات، الأمر الذي يستقطب اليه يوميا المزيد من المهتمين والشغوفين بتطوير مهاراتهم.

ظاهرة معرفية ثقافية

جاءت خاصية المناسبة هذه، لتساعد الكثير من الطلبة وعشاق المطالعة، في تبادل الكتب ونماذج الاختبارات أيضا، ويقر المشاركون فيها أنها أسلوب تعليمي عصري وناجع، وقد حفز الكثيرين أيضا للعودة إلى هواياتهم ورعايتها، كالمطالعة والرسم وتطوير برامج الواب والتطبيقات، حتى تحول الأمر إلى ظاهرة ثقافية، تشكل إحدى محاسن التكنولوجيا في عصر الانشغالات الكثيرة والوقت الضائع، أما المسؤولين على إطلاق هذه المناسبات، وهم بالعادة شباب جامعي أو في الطور المتوسط أو الثانوي، أو حتى شباب مثقف يهوى الفن بأشكاله، فيتعجبون من الإقبال غير المتوقع للأحداث التي يطلقونها عبر الشبكة، بل كثيرا ما يخرج الأمر عن السيطرة، إذا صادف أيام العطلة ونهاية الأسبوع، واستطاع ان يسجل إضافات تذكر، فيتحول إلى حدث مهم تنبثق عنه أحداث وأنشطة ثقافية أخرى أكثر أهمية، على غرار تلك الأنشطة المتعلقة بالكتب، التي تكون بالحدائق العامة وباحات الجامعات، أو الإلقاء في قاعة أنترنت أو دار شباب أو ثقافة، لتطوير برنامج الكتروني ما، وحتى لقاءات تسبق الامتحانات الرسمية كالبكالوريا وشهادة التعليم المتوسط لتبادل الأسئلة والإجابة على بعض النماذج، بإحدى المكتبات.. هي بالفعل ظاهرة ثقافية كانت تنقص المجتمع الجزائري منذ فترة، خاصة وأن هذه المناسبات تصبح رسمية في برنامج بعض الشباب، وتأخذ شكلا دوريا.

لقاءات للسلفي والتباهي بالصور

هناك وجه آخر يختفي خلف تلك المناسبات التي تبث عبر الأنترنت، فليست جميعها تحمل الهدف التعليمي التثقيفي المعرفي، فبعض الشباب والشابات خاصة المنخرطين ضمن أحزاب سياسية أو جمعيات، انما يتصيدون الفرص كهذه للظهور، والترويج لأنفسهم ولنشاطاتهم، ويمكن أن نجد فئة أخرى من المراهقين الذين يهتمون بهذا النوع من المناسبات الالكترونية المعرفية أو الثقافية، يرتادونها كرحلة ترفيهية تصادف العطل، هدفهم لقاء الأصدقاء، وتكوين صداقات جديدة تصب في التوجه نفسه، يتناولون الطعام معا، ويلتقطون الكثير من صور السيلفي التي تظهر هؤلاء الشباب والمراهقين كنخبة مثقفة همها العلم والثقافة، ولأن هذه الخاصية التي يمنحها الفايسبوك للمتواصلين عبره، هي بمثابة بطاقة دعوة إلكترونية يسجل بها الفايسبوكيون حضورهم في الملتقيات، فهي تمنح أيضا ميزة إضافة الصور للمناسبة وإمكانية نشرها على الحائط أيضا.

إذ لم يعد غريبا على العالم الأزرق انتشار وجوه مألوفة، تسجل حضورها في مختلف الأنشطة التعليمية والتثقيفية، من خلال تصيدها لتلك المناسبات التي تطلقها مختلف الجهات، لكن الغريب فعلا، أن تجد الأشخاص ذاتهم يحضرون الملتقيات ذاتها كل مرة، حتى وإن كانت بعنوان واحد أو فكرة واحدة، وهنا وجب طرح السؤال: هل أصبحت اللقاءات الثقافية في الجزائر برستيجا شبابيا فعلا!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!