-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سخّر حياته في طلب العلم والتعليم

خبير علم المواريث والصلح الشيخ علاوي في ذمة الله

صالح سعودي
  • 808
  • 0
خبير علم المواريث والصلح الشيخ علاوي في ذمة الله
أرشيف

فقدت منطقة الأوراس، الخميس، الشيخ المصلح محمد علاوي الذي وافته المنية في المستشفى الجامعي بباتنة، عن عمر يناهز 93 سنة، وذلك بعد مسار حافل من العطاء، حيث كرس جهوده في التعليم والخطابة وتوعية المجتمع وإصلاح ذات البين، حيث يعد أول إمام لمسجد إينوغيسن بعد الاستقلال، وبعد إحالته على التقاعد مطلع التسعينيات اختير عضوا في مجلس الإفتاء لولاية باتنة الذي كان مشكلا من خيرة مشايخ الأوراس على غرار الشيخ دردور والبخاري والغزالي بن دعاس وغيرهم.

يعد الشيخ محمد علاوي من مواليد 1926 بقرية تاجرة بإينوغيسن (ولاية باتنة)، كان شغوفا إلى العلم منذ الصغر، حيث كلف بإمامة المصلين في صلاة التراويح وهو ابن اثني عشرة سنة، يعد من أبرز تلامذة الشيخ محمد الدراجي ميهوبي الذي بعثه الشيخ ابن باديس الى منطقة إينوغيسن منتصف الثلاثينيات للتدريس بطلب من أعيان المنطقة، فتعلم منه النحو والصرف والفقه عبادات ومعاملات والأجرومية والقطر والألفية في النحو وابن عاشر والرسالة والعاصمية في الفقه والرحبية في الفرائض. وفي الأربعينات، زاول الدراسة بين زاوية علي بن محمد في طولقة وزاوية عبد الرحمان بن الحملاوي في سقان ومدرسة تبسة التي كان يعلم فيها الشيخ العربي التبسي والشاذلي مكي وغيرهم. وفي الخمسينات كان يعلّم القرآن في مسقط رأسه، ولما قامت الثورة التحريرية كان مناضلا بصفته مسؤول اللجنة الشعبية، يقوم بالإشراف على جمع الاشتراكات لصالح الثورة.

وأكد الدكتور إسماعيل زردومي من جامعة باتنة في الرسالة التأبينية أنه ودع أبا رحيما ومعلما قديرا ورجلا عشق العلم فأفني عمره في تحصيل فقهه وفهم كلام ربه، وسعى إلى فهم مشاكل مجتمعه مع خبرة طويلة في ميدان الصلح وإصلاح ذات البين، رجل الإصلاح الذي جعل رجال الإصلاح قدوته للصلح بين الناس حسب ما تقتضيه الشريعة، وحريص على الفكر الإصلاحي السليم. كلمات تعكس مكانة وثقل الشيخ الراحل محمد علاوي في بلديات وقرى ولاية باتنة والأوراس بشكل عام، ما جعله محل إشادة كل من عرفوه عن قرب، وفي هذا المجال سبق للأستاذ الراحل محمد الشريف بغامي أن كتب عنه معددا مناقبه قائلا: “الشيخ المفتي الفقيه سي محمد علاوي، هو من طلبة الشيخ محمد الدراجي ميهوبي ومن رواد مدرسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بإينوغيسن، ومن أئمة الجزائر القدامى (1963/1994) الذين كان لهم أثرهم الطيب والفعال في التربية والتوجيه والإصلاح والإفتاء.. الشيخ مطلع بعمق في الفقه المالكي بكل محاوره ومطلع أكثر على علم الفرائض وفقه الأسرة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!