خذري لـ”الشروق”: حبي للفن التشكيلي جعلني أرسم الأوراس في لوحات لتوثيق تقاليد الأجداد

اقتحم الشاب زبير خذري عالم الفن التشكيلي في منطقة الأوراس بغية صنع التميز ومنح الإضافة، حيث بقي وفيا لهذا الفن الذي تعلق به منذ صغره، متمسكا بموهبته وعصاميته لرسم لوحات فنية تعطي الوجه الآخر لمنطقة الأوراس وتقاليد سكانه على مر العصور والدهور.
أكد الفنان الشاب زبير خذري لـ”الشروق” أن الفن التشكيلي استهواه منذ نعومة أظفاره، ورأى فيه رسالة سامية تسمح ببناء ذات الفنان والإنسان بشكل عام، كما يربطنا حسب قوله بماضينا ويمكننا من خلاله الحفاظ على بصمات إرثنا الثقافي والحضاري، وهي القناعة التي تجعله يطمح في أن يكون فناناً ذا رسالة، من خلال توثيق تقاليد وعادات الأوراسيين في قالب إبداعي، إضافة إلى رسم بورتريهات لشخصيات ثقافية ثورية تركت بصمتها في ذاكرة الجزائريين. ولم يخف زبير خذري تأثره بالعديد من الفنانين التشكيليين، يتقدمهم الراحل الشريف مرزوقي الذين يأمل أن يحمل رسالته، وهذا بناء على الأعمال التي قام بها، وأعمال أخرى في الطريق.
وفي الوقت الذي يطمح زبير خذري (من مواليد 1997 بقرية تفلفال التابعة إلى بلدية غسيرة بباتنة) في إقامة معرض يجمع فيه لوحاته حتى يكون بمثابة الانطلاقة الحقيقية، فإنه في المقابل تلقى موجة من الإشادة والتشجيع من العديد من الفانين والمختصين، على غرار الناقد الليبي عمران بشنة الذي كتب عنه: “الفنان الموهوب زبير خذري من الجزائر محب لفنون الرسم وبشغف منذ صغره، وقد ركز في رسومه على الضوء والظل والنسب والجوانب التشريحية، مبيناً التعبيرات على وجوهه الفنية التي ترى فيها الحالة النفسية لكل منها، كما رسم لوحات أخرى من الطبيعة ظهرت فيها قدرته وإمكاناته في التعامل مع الألوان والخطوط بعناية جميلة. زبير خذري فنان موهوب عصامي مجد ومثابر نحو الوصول بالفن كرسالة يقدمها لمحيطه ليؤثر بها في ثقافته وثقافة الآخرين”.
وإذا كان المسار الدراسي لزبير خذري قد توقف عند السنة الثالثة ثانوي، إلا أنه يطمح في الذهاب بعيدا في مجال الفن التشكيلي، مشيدا بتشجيعات أستاذه في مادة التربية التشكيلية معلى عبد الحميد خلال فترة دراسته في متوسطة تفلفال بباتنة، وبخصوص رؤيته لواقع الفن التشكيلي في الجزائر والأوراس على الخصوص يقول زبير خذري: “هناك مواهب فنية ينقصها الاهتمام حتى تسير على خطى الرسام الكبير شريف مرزوڨي”، ورغم كل هذه العوائق إلا أن زبير خذري بدا عازما على مواصلة التحلي بالإرادة لتوسيع دائرة موهبته وإبداعاته.