-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خراب بأثر رجعي!

جمال لعلامي
  • 615
  • 1
خراب بأثر رجعي!
ح.م

عندما يقول رئيس نقابة قضاة مجلس المحاسبة، إن الأخير لم يستلم ملفات الخليفة وسوناطراك والطريق السيار خلال عهدة الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، ويستبعد أيضا وصول ملف عاصمة الثقافة الإسلامية بوهران، فهذا لا يدل فقط على تكسير مجلس المحاسبة وتجميد دوره ومهامه، ولكنه يؤشّر على تنويم ملفات الفساد والإفساد وإنقاذ المتورطين من الحساب والعقاب والمساءلة خلال العشرية سنة الماضية!

كان بالإمكان أن يتوثق الفساد عن عتبة معيّنة، لو تمّ السماح لهيئة مثل مجلس المحاسبة بأداء وظيفتها مثلما سنبغي، أن “ربط” المجلس بحبال الإبعاد والتتفيه والعزل والإقصاء، عبّد كلّ الطرقات لانتشار الفساد وتنامي مبرراته وأسبابه، وسمح بتسمين المفسدين في كلّ القطاع، وهو ما أدى بانخراط رؤساء حكومات ووزراء وولاة في “أفسدة” منظومة الحكم!

هل يُعقل أن يبقى مثلا 200 ملف فساد “صغير” عالق منذ عدّة سنوات، لو تمّ تحرير مجلس المحاسبة وتركه يعمل عمله دون قيد ولا شرط ولا ضغط؟..الـ200 ملف “محلي” معلق من عرقوبه، حسب رئيس نقابة قضاة المجلس، تعطي الانطباع أن الملفات الكبرى لا يمكن الوصول إليها، أو “غير مسموح” لوصولها أو إيصالها إلى القضاة، ولذلك لم تصل ملفات الخليفة وسوناطراك والطريق السيار وغيرها من الفضائح التي تنكشف اليوم!

الحراك الذي “حرّر الجميع” مثلما يقال، أعاد كلّ الهيئات إلى طبيعتها ومهامها، وهو ما انتهى مثلا باصطياد “الحوت الكبير”، في انتظار أن تقول العدالة كلمة الفصل خلال محاكمات لاحقة، لا يستبعد أنها ستجرّ من جانبها متورطين ومتهمين وشهودا جدد، في ملفات تبكي الحجر، وتهزّ القلوب الميتة، بسبب ما حصل للبلاد والعباد خلال عشريتين كاملتين!

كان الجزائريون ينتظرون بعد انقضاء “العشرية السوداء” وتغلبهم على آفة الإرهاب، انطلاقة جديدة لبناء الجزائر المخرّبة والمدمّرة خلال التسعينيات، لكنهم تفاجؤوا بعشريتين كانتا لتعميم الفساد والنهب والسلب والنصب والاحتيال والصفقات المشبوهة، بعدما استبشروا في البداية بخطوة جريئة نحو السلم والمصالحة الوطنية!

العصابة والحاشية وبطانة السوء، استغلت ثقة “فخامة الشعب”، وراحت بعدها تمدّ أيديها وأرجلها إلى المال العام، حيث عمّ الفساد وعشّش في كلّ مكان، وتحوّلت الحكومات المتعاقبة إلى مناصب وحقائب ومكاسب يتمّ توزيعها في الكثير من الحالات من أجل “شراء الذمم” وكسر الآخر وعزل الرافضين لهذا الأسلوب الذي انتهى بأغلب نظاره ونظرائه إلى السجن بعد انفجار الشعب غضبا وغيضا ويأسا!

فرملة نشاط مجلس المحاسبة، هو نموذج فقط لما أصاب أركان الدولة من هوان وخلخلة واستهداف، خلال مرحلة تأكد الجزائريين أنها كانت بالجملة والتجزئة للشروع في الخراب!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عامر

    إن (من أو ما) صنع الإرهاب و كل مقوماته و مبررات محاربته بالأمس هو نفسه (من أو ما) صنع الفساد و منظومته و قوانينه و هو نفسه يحاول المرور إلي مرحلة جديدة بمكر جديد..فقطع رؤوس الفساد و حل أحزاب الموالات واستبعاد كل رموز النظام السابق كفيل بوضع البلاد في الطريق الصحيح..ويبقى مستقبلها بعد ذلك بيد أبنائها من الشباب فإن رشدوا رشدت و إن أساءوا ساءت.