-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خرفان خبزيست

عمار يزلي
  • 1976
  • 1
خرفان خبزيست
ح.م

أفلست خزائني من جراء مستهلكات البحر وما بينهما من “كادوّات الأعراس” وتبعاتها التي تصرف كلها من “خنازتي”.. ماذا أفعل لعيد الأضحى؟ كنت قبل 6 أشهر اشتريت خروفا “أوكازيون” عمره 4 أشهر بنص مليون (من الشيفون)، وقلت: سأصرف عليه مدة شهرين، في العيد سيكون عمره 6 أشهر، وسعره سيصل إلى 3 ملايين. أربح 2.5 مليون ببلاش، أعطيه ما تبقى من الخبز، جمعت أكثر من قنطار خبز!.. وضعتها في أكياس فوق السطح.. الخروف بنيت له بيتا فوق سطح المنزل الذي ما زلت لم أنتهِ من بنائه منذ 34 سنة.. مازال السلوكة نتاع الدّالة والبنوّات فوق السطح، مثل غالبية الناس. بنيت له بيتا خيرا من بيتي، حتى أني لما أردت أن أخرِجه يوم العيد، الباب ضاق عليه من فرط السمنة (راقدة وتمانجي!)، فأرغمت على هدم باب بيت الخروف.. وجاء العيد، وشعرت بنشوة كبيرة.. هذا العام، أشعر بأني “درت آفير”، ربما في السنة المقبلة سأربِّي قطيعا فوق السطوح.. لهذا، فقد قمت بتدبير منزل يسمح لي بألا أضيِّع من كبش العيد شيئا أكثر من معاذة العنبرية المرأة الشحيحة البخيلة التي لا تترك شيئا في الذبيحة يذهب هباءً منثورا! قمت بوضع برنامج دقيق وصارم من أجل التقشف في استهلاك الأضحية (قيل لي إنه يجب علي أن أعطي الثلث منه صدقة. قلت لهم: وأنا من يصدِّق عليَّ؟ أنا أبنائي لا يأكلون اللحم إلا من العيد للعيد.. أو في الأعراس أو الجنائز أو عندما يأتي ضيفٌ أحيانا نادرة (لا قدَّر الله)!..

لهذا، قلت لزوجتي وأبنائي: هذا العيد، يخصّ ما تضيّعيش منه حاجة، يُستهلك بدقة وعقلانية وصرامة. وهكذا، رحت أعدّ برنامجا استهلاكيا له: اللحم، قسّمناه أرطالا أرطالا ليكفينا إلى غاية العيد المقبل على أساس رطل كل أسبوع (الخروف فيه 20 كلغ).. الدوارة والبوزلوف، نفس الشيء أرطال أرطال لتكملة ما تبقى من السنة. العظام، نظفناها وجعلناها وقودا للنار مثل الحطب لنشوي عليه الفلفل أو نطيّب عليه خبز الطاجين! عظم واحد ما ضاعش، حتى عظام الرأس (لصناعة الرماد: صالح لنتف شعر الإبط!). حتى الزبل، جعلناه يجف ثم استعملناه في وقود النار.. الزبل وروث البقر أحسن من النفط أو الشاربون! الهيدورة، وضعناها “تخنز” في كيس بلاستكي مع الجير مدة أسبوع، بعدها ينسلّ الصوف لوحده ويبقى الجلد.. الصوف غسلناها ونشرناها لتقطر وتجف في الشمس ثم “نفشناها” وقردشناها وعمّرنا بها “زوج وسايد”! أما الجلد، فصنعت به بنديرا: دف دق دف دق.. نحتاجه للمناسبات! (اختلفنا فيه: دربوكة أم بندير، وحسم الأمر: بندير خير، وهذه أضحية دينية، فلا بد أن يتماشى جلدها مع شكل الأغاني الدينية). قرون الكبش اختلفنا بشأنها في البداية: تُحرق مع العظام أم نجعلها مشاجب لتعليق بعض الأدوات في القاراج أو نجعلها وعاءً لحفظ الفلفل الأحمر والقرفة والملح!. تقرر أن نجعل في قرن الملح، وفي القرن الثاني الفلفل الأكحل.. الأظلاف التي تنتزع بعد تشواط الكرعين وضعنا فيها “الشب” وأعطيت لكل واحد من الأبناء واحدة منها (8 أظلاف)، ليجعلها بالقرب من حذائه (الأظلاف تشبه الأحذية لهذا اهتديت إلى هذه الفكرة العبقرية). الشب المخلوط بمسحوق قشور البرتقال، منظِّف، ينزع رائحة الأحذية والتقاشيرات. لهذا، على كل واحد أن يضح حذاء الكبش بجوار حذائه.. المهم… حاجة واحدة ما ضاعتش من الكبش.. واللحم مضمون لسنة كاملة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • حرام عليك. ..

    كي تعيد في. Chine