خسائر ومصير مجهول يكتنف شركة “تونيك” للورق ببوسماعيل

لا تزال شركة “تونيك” لإنتاج الورق ببوسماعيل بولاية تيبازة، تحصي خسائرها نتيجة المشاكل التي تتخبط فيها منذ شهور بسبب الأوضاع المتردية بين الإدارة والعمال، هؤلاء الذين يتهمونها بمحاولاتها لتحطيم أكبر مجمع بإصدارها لقرار يشمل المغادرة الطوعية للعديد من العمال وتصفية الرابط الذي يجمعهم بها عن طريق احتساب سنوات العمل التي قضوها بالطريقة التي يتفق عليها الطرفان، وهو القرار الذي رفض من طرف نسبة كبيرة من الطبقة الشغيلة التي لم تغادرها منذ الإعلان عن الإجراء إلا عدد ضئيل لا يزيد عن 3 أو 5 أشخاص مقابل دخول هؤلاء في احتجاجات وصلت إلى حد الشارع.

قرارات الإدارة التي يراها العمال مجحفة في حقهم بعد قضائهم سنوات من العطاء داخل أكبر شركة رائدة في صناعة الورق عبر التراب الوطني، أريد لها بمثل هذه المواقف– حسبهم- قتل النشاط بتصفية الشركة، وبالتالي، غلق اقتصاد كان يمكن أن يعطي إضافة لقطاع لم يعرف تطورا رغم أن الشركة تعد الأكبر على التراب الوطني.

وتساءل العمال عن مصيرهم المجهول الذي لم تتمكن أي جهة مسؤولة من الإجابة عنه رغم إضرابهم عن العمل الذي دام لأكثر من شهر واحتجاجاتهم المتواصلة التي خرجت بعضها أسوار الشركة بقطع الطريق من أجل إسماع أصواتهم، استدعت تدخل والي تيبازة بداية الشهر الجاري، رفقة كامل الشركاء من أجل إيجاد الحلول للأزمة التي خلفت خسائر معتبرة للشركة.

وكانت الإدارة قد شرعت منذ مدة في منح المئات منهم استمارات من أجل ملئها وقبول قرار المغادرة الطوعية الذي يحدد معها كيفية احتساب سنوات العمل حسب كل أجر يتقاضاه هؤلاء ومدة العمل التي قضاها العمال بالمجمع، وقالت بعض الشهادات، إن القرارات استثنت المناصب العليا دون تلك التي دونها حيث وجد المعنيون صعوبة كبيرة في قبول هذا الأجراء نظرا إلى كونهم أفنوا عمرا طويلا بالشركة، ليصطدموا بمصير مجهول يخيرهم بين ترك المؤسسة وعودة البحث من جديد عن منصب عمل آخر يكون مستحيلا العثور عليه، الأمر الذي تركهم يتيهون في دوامة لا مخرج لها سوى تدخل الجهات الوصية لإنقاذ شركة يفترض أن تكون رائدة في مجال صناعة الورق على المستوى الوطني نظير الاستثمارات التي كلفت الدولة أموالا طائلة.