-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ليس الأويغور وحدهم مضطهدين في الصين

خشية على مستقبل المسلمين في “مكة الصغرى”

الشروق أونلاين
  • 4166
  • 9

لا تزال المآذن ماثلة للعيان، لكن لم تعد تسمع خطوات الفتية في أرجاء مساجد لينشيا التي تعرف باسم “مكة الصغرى” في مقاطعة قانسو شمال غرب الصين، حيث بات من هم دون السادسة عشرة ممنوعين من تلقي الدروس الدينية، حسب ما جاء في تقرير نشرته وكالة فرانس برس، الاثنين.

لقد شدد النظام الشيوعي سياسته في إقليم لينشيا المتمتع بحكم ذاتي والذي كان يعد موئلاً للحرية الدينية بالنسبة لقومية هوي الصينية المسلمة.

واليوم، يقول المسلمون، إنهم يخشون من مسعى متعمد لدى السلطات “للقضاء” على الإسلام بعد أن حصرت عدد الأئمة ومنعت الآذان عبر مكبرات الصوت في 355 مسجداً في المقاطعة تحت عنوان “مكافحة التلوث السمعي”.

“إنهم يريدون علمنة المسلمين وقلع الإسلام من جذوره”، يقول رجل دين بارز رفض الكشف عن هويته، ويداه ترتعشان. ثم يضيف: “لم يعد من حق الأطفال أن يؤمنوا بالدين: فقط بالشيوعية والحزب”.

يحظر المرسوم المحلي الصادر في بداية السنة على أي فرد أو مكان للعبادة “تنظيم أو توجيه أو دعم أو السماح للقاصرين بالدخول إلى أماكن دينية لدراسة النصوص الدينية أو المشاركة في الأنشطة الدينية”.

استهدفت القيود القانونية المتصلة بالعبادة في السنوات الأخيرة جميع الأديان المعترف بها في الصين بما في ذلك البوذية والكاثوليكية مع تغليظ العقوبات في حال ارتكاب ممارسات مخالفة للقانون. لكن يبدو أنها تستهدف المسلمين بشكل خاص.

والسبب وراء ذلك هو الوضع المتوتر للغاية في شينجيانغ، الإقليم الشاسع منطقة الشاسعة في شمال غرب الصين التي تعيش فيها أقلية الأويغور، وهي قومية تركية-مسلمة، وتشهد أعمال عنف وهجمات تنسب إلى ناشطين من الأويغور الداعين إلى الاستقلال.

لقد كثفت السلطات تحركها في الأشهر الأخيرة باسم مكافحة الإسلام المتطرف. وهناك مراكز لإعادة التثقيف السياسي تنفي بكين وجودها تستضيف المشتبه بهم الذين يتم توقيفهم أحياناً لمجرد أنهم أطلقوا لحيتهم أو عثر في حوزتهم على مصحف.

خوف

يؤكد مسلمو لينشيا، أن لا علاقة لهم بمسلمي شينجيانغ الذين لا يقاسمونهم لا اللغة ولا العادات. ويقول شاب جاء من شينجيانغ إلى لينشيا لدراسة القرآن والاستمتاع بحرية غير مألوفة في منطقته، ذلك بقوله إن “الأمور مختلفة جداً هنا”.

لكن بنظر النظام، فإن “الغيرة الدينية تعزز التعصب الذي يقود إلى الهجمات الإرهابية”، يقول أحد الأئمة، شارحاً أن تشديد القيود في لينشيا ينبع مباشرة من الوضع في شينجيانغ.

وكان أكثر من ألف طفل وشاب يحضرون دروساً دينية خلال العطل المدرسية في المساجد القريبة من منازلهم. أما اليوم فلم يعد بإمكانهم دخولها. ويتمكن فقط حوالي عشرين طالباً ممن لا يقل عمرهم عن 16 عاماً والمصرح عنهم رسمياً للسلطات من دخول غرف تدريس على جدرانها رفوف رُتبت عليها مصاحف استقدمت من السعودية.

وتقول السلطات، إنها حظرت التعليم الديني حرصاً على أن يرتاح الأطفال خلال الإجازة ويكرسوا وقتهم بصورة أفضل لدراستهم.

لكن الأهل قلقون. وتقول ما لان (45 عاماً) وهي تبكي أمام وعاء من الأرز، “نحن خائفون جداً. إذا استمرت الأمور على هذا النحو على مدى جيل أو جيلين ستختفي تقاليدنا”.

ويقول وليام ني من منظمة العفو الدولية، إن هذا هو الهدف بالتحديد، إذ أن السلطات تستهدف القُصَّر “لضمان زوال التقاليد الدينية”.

بات ابن ما لان وعمره 10 سنوات يقضي عطلته أمام التلفزيون في حين كان يدرس خمس ساعات في اليوم في المسجد ويحلم بأن يصبح إماماً. وفي المدرسة، يشجعه المدرِّسون على كسب المال والانضمام إلى الحزب الشيوعي، تقول الأم.

خلال العطلة المدرسية الماضية، زار مفتشون المسجد بانتظام للتأكد من عدم وجود أطفال فيه.

وحاول الإمام أن يعطي دروساً في السر قبل شروق الشمس، لكنه عدل عن ذلك خوفاً من العقاب. مع ذلك، يقول لفرانس برس، إن “الإسلام يملي علينا تعليم الدين من الولادة وحتى الممات. ما إن يصبح الطفل قادراً على الكلام، يجب أن يتعلم القرآن”.

مناديل وأغطية للرأس

في الصين، لا يمكن تمييز كثير من المسلمين عدا عن رفضهم تناول لحم الخنزير. ويُعرف مسلمو لينشيا بأنهم اندمجوا بشكل جيد تاريخياً مع قومية الهان التي تعد المجموعة المهيمنة في البلاد. لكن يمكن في لينشيا تمييزهم بوضوح أكبر من أي مكان آخر سواء من الحجاب الذي ترتديه النساء اللواتي يقدمن لحم الخراف المطبوخ في المطاعم الحلال، أو القلنسوة البيضاء التي يعتمرها الرجال لدى ذهابهم إلى المسجد في وقت الصلاة.

وتسود أجواء البازار في شوارع المدينة حيث ينتشر تجار السجاد وباعة البخور ومقدمي “الشاي ذي الكنوز الثمانية” وهو شراب محلي يُصنع من التمر.

تعين على الأعيان المسلمين أن يتعهدوا خطياً باحترام المرسوم، لكن أحدهم رفض مثيراً غضب السلطات ومسبباً الحرج لزملائه الذين باتوا يتجنبونه.

ويقول متحدثاً عن الحملة الماوية المتشددة خلال سنوات 1966-1973، إن الأمر “يشبه العودة ببطء إلى زمن الثورة الثقافية”، عندما هدمت المساجد أو حُوِّلت إلى إسطبلات للحمير.

ويؤكد أئمة آخرون، أن السلطات تصدر الآن عدداً أقل من التراخيص لتدريس الدين.

ويقول أحدهم: “في الوقت الحالي، هناك ما يكفي منا لكنني قلق بشأن المستقبل. حتى وإن كان لدينا طلاب فإنه لا يوجد عدد كافٍ من الموظفين المدربين تدريباً جيداً لتدريسهم”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • عبد الرحمان إليزي

    لاحول ولا قوة إلا بالله اللهم اجعل لإحواننا مخرجا

  • The Hammer

    هذا من الاسباب التي تجعل الصين دولة متخلفة رغم كل ما تحاول فعله لتلميع صورتها من مدن و اضواء و فرقعات اعلامية، و غيرتها العمياء من الولايات المتحدة، لكن شتان... سبب اخر هو غياب التوزيع العادل للثروة، مئات الملايين من الصينيين يعملون معظم اليم و كأنهم ماكينات من اجل الفتات، و يغقرون العالم بسلع مقلدة و رديئة، ثم يقدمون هذا على انه "معجزة" اقتصادية.

  • mourad

    يا جماعة ! المسلمون و الإسلام يحاربون حتى في البلدان العربية و الإسلامية فلا تذهبوا بعيدا و حرروا انفسكم من الماسونيون الذين يحكمون مكة و المدينة و يلقون بالشباب المسلم في السجون. الأقلية المسلملة في البلدان البعيدة الله يحميها أما انتم في البلدان العربية إن لم تنهظوا فسوف يصل إليكم الذل و الهوان.

  • hamid

    إلى المعلق 3
    الخوف منكم يا أعداء الإنسانية، تتهموننا بالإرهاب لتستحلوا دماءنا و أموالنا و أعراضنا باسم مكافحة الإرهاب مثلما فعلتم في ميامنمار و العراق و سوريا و أفغانستان و مصر و باقي الدول الإسلامية.
    تقتلون الأطفال و النساء و الشيوخ بدم بارد و تدمرون مدنا بأكملها ثم تتهموننا بالإرهاب! رمتني بدائها ثم انسلت، ألا شاهت الوجوه.

  • عبدالسميع

    أراك تجهل التاريخ و كل شيء يا "معلق 4 " ..
    بل لا احد قتل الكفار بقدر ما قتل الكفار أنفسهم ..
    لقد قتل الكفار أنفسهم و كتبوا تاريخهم بأيديهم :
    عدد القتلى في الحرب العالمية 2 يتراوح ما بين 62 و78 مليون ..
    عدد القتلى في الحرب العالمية 1 حوالي 16 مليون قتيل ..
    و الجرحى حوالي 20 مليون جريح ..
    و لا احد قتل المسلمين الجزائريين بقدر ما قتل جنود فرنسا العدوة ..
    السفاحون الفرنسيون قتلوا 8 ملايين مسلم جزائري بين 1830 و 1962 ..

  • عمر

    أقرؤوا كتب التاريخ. لا احد قتل المسلمين قدر ما قتل المسلمين أنفسهم. مجموع الموتى في الحرب الأهلية السورية يفوق ما قتلته اسرائيل طول تاريخها. عدد قتلى القاعدة وداعش من المسلمين يفوق بمئات المرات القتلى من المسيحيين واليهود. تتهمون حكومة ميانمار بالإبادة العنصرية وبشار الأسد، العربي المسلم، طايح قتل وتدمير في المسلمين السنة. سوريا تبدلت ديموغرافيتها تماما لان البلد صارت 40%. شيعية او اكثر. نتيجة الإبادة الجماعية والتهجير للاغلبية السنية. هذا كله ونلوم الصين؟!!

  • باحث الامل

    الخوف هو من المسلمين وليس على المسلمين. المسلمين صاروا معنى للارهاب والعنف والجهل والتخلف. كل البلدان الاسلامية متخلفة وشعوبهم عنيفة ولا تتعايش بسلام مع الاخرين. فالخوف هو من المسلمين وليس على المسلمين. الصين مثلا للان بلد امن ولكن العرب والاسلاميين يريدون تحريك واثارة المشاكل في الصين حتى تعم الفوضى باسم الدين كما تفعلون مع العديد من البلدان الاوروبية.

  • احمد

    العيب في الدول العربية والاسلامية التي لا ترفع انشغالات المسلمين بالصين للسلطات الصينية عند التوقيع على عقود التجارة والمشاريع، حيث الدول العربية والمسلمة تمول الصين وبالتالي العرب والمسلمين من يشاركون في اضطهاد إخواننا المسلمين في الصين!
    أليس الصين من استعملت الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يدين حكومة مينامار في قتلها وتشريدها لمئات الآلاف من مسلمي الروهينغا، لأن مينامار حكومة بوذية، والبوذيون في الصين هم من يعذبون ويحارلون المسلمين الصينيين والاسلام عموما!

  • بوزيان عبد الحميد

    اللهما احفظ مسليمي لينتشا (مكة الصغرى) من اظطهاد النظام الشيوعي الصيني و على المسلمين الغيورين على دينهم مقاطعة كل المنتوجات الصينية,