-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خطة طريق لإنقاذ الموسم الدراسي

وليد بوعديلة
  • 688
  • 0
خطة طريق لإنقاذ الموسم الدراسي
أرشيف

كثُر الحديث مؤخرا لدى المسؤولين على قطاع التربية والعاملين فيه وكذا عند الأولياء عن طرق حل إشكالية إنهاء الموسم الدراسي، بسبب توقيف الدراسة في الأسبوع الأخير من الفصل الثاني، ثم القرار الرسمي بتمديد التوقف واستمرار الحجر المنزلي لتجنب انتشار الوباء.

وازداد النقاش حدّة مع ظهور بعض السلبيات في الحلول التربوية الإعلامية والتكنولوجية وتقديم الدروس عبر الوسائط، وعدم تأقلم التلميذ الجزائري.

 وفي الحقيقة، لتقديم الحلول علينا العودة لطبيعة المناهج ولسير الدروس ولواقع المنظومة التربوية الجزائرية. ومن بين المحطات التي يجب التوقف عندها محطة نوعية البرامج الموجودة في مختلف المستويات التعليمية.

سنجد في الغالب شكوى الجميع (أساتذة، مفتشين، تلاميذ، أولياء…) من كثرة الدروس، ومن تجاوز بعض الدروس للمستويات الذهنية للتلميذ، والأمثلة كثيرة، بخاصة في مواد التاريخ، التربية المدنية، الرياضيات، الفيزياء… وغيرها.

والملاحظة السابقة نجدها من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية، ومن ثمة فإذا اتفق أبناء القطاع على وجود كثافة في البرنامج، مع الشكوى من ثقل المحفظة، بل إن السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد دعا الوزارة إلى التفكير في تخفيف البرنامج الدراسي، فإنَّ الحل لمواجهة مشكلة إنهاء الموسم الدراسي قد بدأت في الوضوح.

وباء كورونا قد يكون نعمة من الله، وعسى أن نكره شيئا ويجعل الله لنا فيه الخير الكثير، وكما كشف الوباء لنا أهمية الاهتمام بالبحث العلمي ومساعدة أبناء قطاع الصحة وتشجيع المنظومة الصحية بكل هياكلها، فقد يكون توقيف الدراسة هو الحل لإعادة النظر في المناهج وفي كل عناصر المنظومة التربوية التي أنتجها الجيل الثاني واستراتيجيات رجال ونساء للنظام السابق، بخاصة الوزيرة بن غبريط.

وبما أننا في ضائقة مالية ناتجة عن الوباء وعن انهيار أسعار النفط، وفي ظل الاضطراب النفسي والهلع القلبي والفكري عند التلاميذ وأوليائهم، ندعو إلى عدم تنظيم الامتحانات الرسمية في الابتدائي والمتوسط ربحا للمال والجهد والوقت…

باختصار، ندعو لما يلي بالترتيب:

– حساب معدل التلميذ في الفصلين الأول والثاني للنجاح.

– مرور التلميذ الذي لم يستطع النجاح في الفصلين للاستدراك، في أوّل أسبوع من  شهر جوان، أو آخر أسبوع من شهر أوت.

– عدم تنظيم الامتحانات الرسمية للخامسة ابتدائي والرابعة متوسط.

– تنظيم البكالوريا في بداية جوان أو الأسبوع الأخير من شهر أوت أو بداية سبتمبر، مع الاكتفاء بدروس الفصلين المدروسين فقط، على أن تُقدَّم الدروس المتبقية عبر القنوات والوسائط التكنولوجية المختلفة، بمعنى يتحصل التلميذ على الجانب العلمي، لكن دون انجاز التقييم لكشف القدرات، وهذا استثنائيا بسبب أزمة الوباء.

– على المعلمين والأساتذة في مخلف الأطوار تخصيص أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من بداية الدخول المدرسي لتقديم أهمّ الدروس الخاصة بالفصل الثالث غير المدروس بسبب الوباء، بطريقة مكثفة ومبسطة، مدعومة بمختلف الوسائط التكنولوجية، لضمان حصول التلميذ على دروس خاصة بأهم المحاور المساهمة في تكوينه البيداغوجي، والمساعدة له في المستوى الأعلى، مع تجاوز الدروس التي تفوق مستواه  الذهني أو التي نالت نقدا كبيرا من المختصين. كما يمكن  التفكير في تجاوز كلي للفصل الثالث وعدم العودة له بالمطلق.

يجب أن نضع مصلحة التلميذ فوق كل اعتبار ولنتأمّل الظرف الصحي والمالي للجزائر، ولا نتسرَّع في اتخاذ القرار، ولننظر جيدا في الأبعاد النفسية والتربوية لأبنائنا، دون نسيان ظروف المعلم والأستاذ، ودون تجاهل الظرف العالمي وأخطار الوباء. اللهم احفظ الجزائر ونجِّها من الوباء والبلاء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!