-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خطورة وخلفيات تخويف الكفاءات الوطنية..

خطورة وخلفيات تخويف الكفاءات الوطنية..
أرشيف

أخطر ما نُواجِه اليوم على صعيد الحرب النفسية المُسلَّطة على بلادنا هو إخافة الكفاءات الوطنية النزيهة في مختلف المستويات، والخلط بينها وبين اللوبيهات المالية والقوى الأوليغارشية التي تشكلت في العقود السابقة، خاصة إذا ما تَبيَّن أن أحد أو بعض هذه اللوبيهات أو الأوليغارشيين كانوا مُهيمِنين على هذه الإدارة أو تلك التي ينتمي لها هذا الإطار أو ذاك…

هذا (الخلط المتعمَّد والمدروس في كثير من الأحيان)، هو المدخل الأول الذي مازالت تعمل من خلاله بعض القوى لإحباط معنويات الكثير من إطارات الدولة النزهاء، حيث يتم وضعهم باستمرار في كفَّة واحدة مع المُتَّهَمين وحتى المُدَانين، مادام أحد عناصر الجهة أو القطاع أو المَصلحة التي ينتمون لها مُتَّهَما، أو كان مُتَّهَما أو مُدانا…

وهذا ما خلق إحباطا عاما لدى الجميع، ومَنع الكثير من الإطارات ذات الكفاءة العالية والنزيهة من المبادرة خوفا من الاتهام، وربما خوفا من الإدانة حتى. وهذا ما ينبغي تصحيحه.

ولتصحيحه، ينبغي في تقديري، بدل تخويف الإطارات والكفاءات الوطنية، اتباع مقاربة أخرى تقوم على 03 ركائز: 1ـ تجديد الثقة في النزهاء منهم علنا وبوضوح، وما أكثرهم في كافة المواقع، وبالموازاة مع ذلك ينبغي تحرير المبادرة لديهم والكف عن التشكيك فيهم. 2ـ عدم انتظار مزيد من الوقت أو انتظار ممارسات خاطئة جديدة لتنحية غير النزهاء أو غير الاكفاء وهم معروفون. 3ـ تعويض هؤلاء، علنا وأمام الرأي العام، بكفاءات شابة قَتَلها التهميش واليأس والقنوط وطال انتظار تمكينها من إبراز قدراتها في خدمة بلدها، وما أكثر هؤلاء في مختلف الإدارات والمؤسسات، وحتى بين البطّالين.

بهذه الكيفية، والتي ينبغي أن تلقى صداها الإعلامي اللاَّزم، لدى الرأي العام، نستطيع أن نُحقّق على الأقل 04 أهداف:

ـ نُعزِّز الثقة لدى الكفاءات الحالية ونُحرِّرها من الخوف، خاصة وأنها مطالبة باتخاذ قرارات لامركزية في وقت قياسي.

ـ نُنَقِّي الإدارات والمؤسسات من غير الأكْفاء والفاسدين،

ـ نُعزّز قُدرات التسيير والإنتاجية بكفاءات شابة،

ـ نضع حَدًّا لأحد مصادر تغليط الرأي العام بشأن التبدل الحاصل في الإرادة السياسية والرؤية لدى مؤسسات الدولة.

أما الإبقاء على الحالة السائدة اليوم، بأن الجميع هو محل شبهة، وعلى الجميع أن يخاف من ظله قبل اتخاذ أي قرار، بما في ذلك مسؤولون مركزيون، فهي من وجهة نظري سياسة خاطئة. إذ من السهولة معرفة النزيه من غير النزيه، ومن السهولة معرفة الكفء من غير الكفء… والإدارة الفعَّالة للشأن العام هي التي تفصل في هذا الأمر بالحزم والوضوح الكافيين، لكي تتحرر الإرادات الحسنة والقدرات الخلاَّقة، ويتعزز لدينا الأمل أننا بالفعل بصدد بناء البلاد  بإرادة سياسية إيجابية ورؤية واضحة للمستقبل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • أنا

    !!!!!!!bravo..... en fin de retour de chez les fanatiques

  • مقدم صالح

    الإطار الكفء يفتقر إلى الحماية اللازمة من طرف بعض المسؤولين؛ لأن الإطار الكفء بعد توظيفه يكون همه الوحيد هو القيام بعمله على أحسن وجه محاولا إثبات جدارته بمجهوده الخاص، بعيدا عن الولاءات، عكس الإطار غير الكفء؛ فلكي يحافظ على منصبه يبدأ من أول يوم البحث عن الولاءات والتزلف للمسؤولين، موازاة مع ذلك يدخل في اتصالات مع زملائه باحثا عن الجماعات غير الرسمية في المؤسسة لكي تكون سندا له عند الحاجة، وأما الإطار الكفء فعند حدوث أي مشكل بسيط يجد نفسه وحيدا يصارع بدون سند وبالتالي يتعرض للضغوطات والمساومات خاصة إذا كان مسوليه ليسو أكفاء، فهذه فرصتهم للتخلص منه، لذا يجب إيجاد حلول مناسبة لهذا المشكل.

  • Med-tlm

    يجب إخضاع الجميع بما فيها الوزير إلى قانون الرقابة القضائية المستمرة، مع إعطاء الفرصة لهذا الإطار باختيار رجال ثقة يعملون على تدبير المقررات و متابعتها، و هذا يعني استحداث هيئة جديدة للدراسة و التقييم و تطوير العمل، ينسقون مع مختلف القطاعات بالتقنيات التواصل المتاحة و إيفادها للمعاينة.. و هذا يعيد السؤال: هل توجد إرادة سياسية للتغيير نحو الأفضل؟؟ تبدأ من احترام الوظيفة والثقة الموضوعة إلى آليات تأطير المنهج العملي تلقائيا عن طريق قانون داخلي للأخلاقيات و المساءلة

  • محب الجزائر

    العدالة لم ترحم كثير من الابرياء. للعدالة والرحمة أهميّة كبيرة في حفظ المجتمع واستقرار الإنسان وتوازن الحياة، لأنّ عكس ذلك يعني الظلم والخوف والقلق والفوضى التي لا تجلب إلّا الدمار وتهديم البنيان الإنساني والحضاري. رسول الله (ص) يربط رحمة الله للإنسان، برحمة الإنسان للإنسان. يقول: ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء. فالطريق إلى رحمة الله تمرّ عبر رحمة الإنسان أخاه الإنسان، بل إنّ ممارسة الرحمة الإنسانية مدخل أساس لاستحقاق الرحمة الإلهيّة. ويقول: الراحمون يرحمهم الرحمن، وفي ذلك تشديد واضح على العلاقة المباشرة بين الرحمة الإلهيّة المنزّلة على الناس، والرحمة الإنسانية المتبادلة بين الناس.

  • مواطن

    المشكل كيف نعرف النزيه من الفاسد، والكثير من المسؤولين فاسدين. والمشكل هو في العدالة التي لا تعمل بنزاهة فهي خاضعة للأشخاص والمصالح.

  • جمال دباش

    رأي صائب

  • Ahmed

    عندك الصح. تنمية روح المبادرة تقتضي المخاطرة والاستعداد لارتكاب الاخطاء . والا فان النتيجة هي الاختباء وراء البروقراطية بشقها السلبي وليس الاجابي كاداة لتحقيق القرارات والحلول. لكن المشكل كيف توازن بين هذا وبين الاحتياط من المؤامرة اللتي تستهدف كيان الامة والدولة لاستكمال مسلسل الخراب العبري الذي ورثت فيه دول سايكس بيكو مشروع الشرق الاوسط الجديد بعد تضعضع امريكا.