-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خطوط الاختراق لحَراك الجزائر

خطوط الاختراق لحَراك الجزائر
ح.م

لا يمكن لبرنامج واحد على قناة أجنبية ولو كانت “فرانس 5” أن يشوّه حَراك الجزائريين الذين خرجوا قبل أكثر من عام رفضا للعهدة الخامسة للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، ومعها منظومة الحكم القائمة على الفساد، فالجزائريون الذين خرجوا في كل المدن بالملايين لا يمكن أن يمثلهم حفنة من الشبان الذين يعاقرون الخمر ويطالبون بالحرية الجنسية في بلدٍ محافظ.

ما حدث هو تشويهٌ للحراك، ومحاولة سطو مفضوحة على واحدة من أروع صفحات التاريخ المعاصر للجزائر، بالإدعاء أن الحراك الذي أبهر العالم بتنظيمه وحضاريته وسلميته ووعيه، كان من صُنع مجموعة من الشّباب المنحرف الذي يعاقر الخمر في الدّهاليز ويحلم بجزائر خالية من قيم العفّة والحياء والتماسك الأسري.

لكن الانطباع الأبرز الذي تركه روبورتاج “Algerie Mon Amour” هو أن اختراق الحَراك من جماعات مشبوهة كان أمرا واقعا، وأن العملية كانت أقرب ما تكون إلى نموذج الرّبيع العربي في بعض البلدان، حيث تم إعداد شباب تحت إشراف مؤسسات أجنبية وتمكينهم من السّفر إلى الخارج ضمن برامج تكوينية لتمكينهم من قيادة الحشود والتأثير في الجماهير.

ومن حقنا أن نتساءل الآن، بل نطالب بالتحقيق في ماضي الشباب الذين ظهروا في الروبورتاج وهم ينظّرون للحراك، ويشرحون للعالم كيف خرج الجزائريون رفضا لمنظومة الحكم الفاسدة، علما أن أحد الشباب – والأكيد ليس وحده – الذين ظهروا في الروبورتاج كان ضمن برامج اكتشاف المواهب مثل “Young Arab Voices” و”Young Maghreb Voices” بين سنتي 2015 و2017.

 وما خلفية مؤتمرات “Hammamet Confence”، التي تنظم سنويا في تونس، ويحضرها عددٌ كبير من الشباب الجزائري؟ وهل تنشط المؤسسات الثقافية الأجنبية في الجزائر في إطار ثقافي لغوي بحت؟ أم أن الأمر يتجاوزه نحو قضايا أخرى لا تتماشى مع طبيعة المجتمع المحافظ للجزائر مثل “Eauqlity Diversity and  Inclusion” التي تعترف بـ”المثلية”؟

من حقنا أن نتساءل عن طبيعة عمل المؤسسات الأجنبية في الجزائر، وعن الطريقة التي يتمّ اختيارُ القادة والمؤثرين من الشباب، ودعمهم ماديا ومعنويا وتوجيههم بطريقةٍ لا تخدم ثقافة وطنهم وتماسكه ووحدته؟ ومن حقنا أن نتساءل كذلك عن خلفيات السكوت عن الكثير من أنشطة الجمعيات المشبوهة والمرتبطة بالخارج بما فيها تلك المرتبطة بالماسونية؟

إنّ الجزائريين الذين خرجوا في الحَراك لا يمكن أن تكون هذه أفكارهم، لأنهم لم يخرجوا للمطالبة بالاعتراف بالعلاقة الجنسية خارج إطار الزواج، ولا للمطالبة بكسر الطابوهات وتمرّد المرأة عن قيود المجتمع المحافظ!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • أنا

    أي ثورة تظول يحدث لها اختراق، كما حدث في سوريا، ففي البداية يخرج الناس عن انفعال و عفوية جلية يطالبون بالعدالة ثم بمرور الوقت ينتبه الناس إلى أن مطالب الجمهور المجتمع ليست بالضرورة متطابقة و متجانسة فيظهر أن هناك من هو ثائر على البطالة و هناك من ثار على أزمة السكن و هناك و يريد استئصال الحاكم و هناك حتى من يريد الزواج فقط.
    و دائماً تكون هناك فئة تعرف ما تفعل، تندسش لتنشر مطالب 0.01 % من الشعب كحرية التدين بغير الإسلام و حرية المثلية و التعاطي العني للزنى و شرب الخمر و و و (كما بث في وثائقي القناة الفرنسية الخامسة)

  • benchikh

    سنكون حضارين في ردنا على هذه الحمقات باية قرانية تصف هذه النفوس المريضة "وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)سورة البقرة

  • بلاد النفاق

    وأصبح النفاق السلعة الأكثر رواجا في أسواقنا كيف لا حين نجد من كانوا يتهجمون على الحراك منذ أيامه الأولى ويصفونه بكل الأوصاف ليتظاهروا اليوم وكأنهم يدافعون عنه ويحاولون حمايته من ما يسمى بالاختراق

  • خليفة

    سيظل الحراك الجزائري حراك مبارك ، حراك اعطى لكل العالم درسا في التنظيم و السلمية و شرعية المطالب ،لقد تشنجت بعض الجهات الفرسية من هذا الحراك ،الذي ضرب اروع الامثلة في التنظيم بعكس ما كان يحدث في فرنسا من فوضى و اضطرابات اجتماعية قادها ذوي السترات الصفراء ،حيث صارت شوارع فرنسا كلها عنف و تخريب و كر و فر بين الشرطة و اصحاب السترات الصفراء،بينما حراك الجزائر كان في قمة الوعي الحضاري،الذي افتقرت اليه فرنسا المتحضرة ،مهما حاولوا تشويه صورة الحراك فلن يستطيعوا ذلك ،لان المنحرفين و الشواذ الذين تحدثت عنهم القنوات الفرنسية هم قلة لا يمثلون الا انفسهم و لا يعبرون الا على النوايا الخبيثة لامهم فرنسا.

  • جزائري

    من السذاجة الاعتقاد ان الحراك لم يكن مخترقا منذ ال 24 ساعة الاولى لبدايته . الجزاءر ليست بلدا ناءيا او منطقة ظل بالنسبة لفرنسا بالخصوص. ما يجب الاشارة اليه الان هو ان عصر ما بعد كورونا قد بدا فعلا. وان اتصال اردوغان مع السيد تبون مؤخرا ليس صدفة عيد الفطر . وان التطورات الليبية كذلك ليست صدفة . وان اخراج الشريط الوثاءقي لفرانس 5 بهذه الطريقة ايضا لم يكن صدفة . الكل يناور اليوم للحصول على مقعد ما بعد كورونا وعلى الجزاءر ان تعرف هي ماذا تريد وماذا عليها فعله وعليها قبل ذلك ان تعرف وجهة العالم الجديد وكاذا يدور حولها ومن يتربص بها . الاجابة عن هذه الاسءلة غاية في الاهمية لمستقبل الجزاءر وشعبها .

  • سياستكم مملة

    صحيح ما بثته هذه القناة شوه الكثير من الحراك ولكن ليس معناه ان سياستكم انتم الاسلاميين هي الاصلح، بل انتم سبب هذه مأسي الجزائر لانكم جعلتم الجزائر تتراجع الى الوراء في الحريات وحقوق الانسان. فلماذا لا نهتم بدمقرطة المجتمع والسياسة والتفتح على العالم حتى نتفادى هذه الاتهامات والتدخلات.