-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خلايع في برّ- لمان!

جمال لعلامي
  • 1101
  • 0
خلايع في برّ- لمان!
ح.م

عاش النواب “المنغمسون” في “النيران الصديقة” بين بوحجة وولد عباس، أطول أيامهم ولياليهم، خلال الأسبوع المنقضي، بين رغبة رئيس المجلس في معرفة إن كان الأمر يتعلق بإقالة أم استقالة، دخل البرلمان كله في “ليلة شك” طويلة، وإشاعات ودعايات وتصفية حسابات، أوصلت الهيئة التشريعية إلى حدّ “البطالة” وتجميد النشاطات بما فيها استقبال السفراء الأجانب!

بعيدا عن “قضية بوحجة” و”أمرية ولد عباس”، من الطبيعي أن يدخل اغلب النواب، في “وضعية المطلقة”، شفهيا، أو بطلقة واحدة فقط، حيث لا الإمام ولا القاضي، ولا فاعل الخير ولا الشهود من أفراد العائلة، بإمكانهم إنهاء المعضلة بإنهاء المشكلة!

النواب الآن لا يفكرون في مصير بوحجة، ولا ولد عباس، وإنما يفكرون كثيرا في مصيرهم ومستقبلهم، تزامنا مع تنامي حديث الكواليس واستنتاجات المراقبين عن سيناريو حلّ البرلمان وتنظيم انتخابات تشريعية مسبقة، حتى تنتهي القصة بين بوحجة وولد عباس، بلا غالب ولا مغلوب، أو بخسارتهما معا!

حلّ البرلمان، حتى وإن كان سيناريو مستبعدا بالنسبة للكثير من المحللين والسياسيين، أدخل الفزع وكلّ أنواع الخوف والهلع والفوبيا، إلى نفوس النواب، خاصة من الموالاة، لأن تسريحهم بإحسان، أو طردهم بقرار الحلّ المفاجئ، قد يتسبب لاحقا في عدم تمكينهم من الترشح والفوز مجددا!

حتى النوّاب الـ360 الذي قيل أنهم وقـّعوا من أجل استقالة رئيس المجلس الشعبي الوطني، وهم النواب الذين طلب بوحجة قائمة أسمائهم، ولم يستلمها، يظلون مختبئين وقلوبهم ترتجف وأبدانهم تقشعرّ وألسنتهم تردّد دعاء “الله يستر”، بعد ما تورّطوا أو تدخلوا في معركة لا يعرفون جذورها!

مهما كانت النهاية والنتيجة، لما يحدث من تطوّرات وانزلاقات داخل الغرفة السفلى للهيئة التشريعية، فإن “الخلعة” تسللت فعلا وقولا وعملا إلى دواخل كلّ النواب، الموقعين ضد بوحجة وغير الموقعين، المعارضين له وغير المعارضين، المطالبين باستقالته وغير المطالبين، وهذا أخطر ما في الموضوع!

هي سابقة فريدة من نوعها، أن يغلق البرلمان أبوابه، ويمنع الدخول إليه والخروج منه، وسابقة “سعيدة” بالنسبة للراغبين في زعزعة أركان البرلمان، وسابقة غير مفهومة بالنسبة للسياسيين والإعلاميين، وسابقة “غير مهمة” بالنسبة للأغلبية المسحوقة من المواطنين الذي قد لا يهمهم بقاء بوحجة أو تغييره، ولا حتى حلّ البرلمان وتنظيم تشريعيات جديدة!

الأهمّ في المهمة، بشأن القصة المهمة بالنسبة للبعض، وغير المهمة بالنسبة للبعض الآخر، هو أن البرلمان دخل في عطلة اضطرارية و”خارج القانون”، طالما أن الصيف انتهى، وطالما أن الدورة الخريفية تم افتتاحها، وطالما أن قانون المالية ينتظر المناقشة والمصادقة.. فإلى أين يتجه برّ-لمان!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!