-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
كانت تحت الطمي بعمق مترين

خوذة تقود غطاسي الحماية إلى جثة زمليهم المفقود بالبويرة

أحسن حراش
  • 15160
  • 15

عثر أعوان الحماية المدنية بالبويرة، صباح الأحد، على جثة زميلهم المفقود محمد عاشور بعد 17 يوما من البحث المستمر والمضني إثر غرقه داخل بالوعة كبيرة بحي 250 مسكن بعاصمة الولاية، حيث قادت خوذة رأسه الغطاسين إلى اكتشافها بعد أن علقت تحت الطمي بواد الدهوس، فيما شيعت الجنازة في نفس اليوم بمقبرة قرية بونفيس وسط حضور شعبي ورسمي مهيب يتقدمهم وزير الداخلية وعائلة شهيد الواجب التي أكدت والدته بالمناسبة أن حرقتها زالت الآن بالعثور على الجثة وستتمكن من زيارة قبر فلذة كبدها كباقي الأمهات.
أكد المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية النقيب نسيم برناوي بأن عملية العثور على جثة شهيد الواجب كان في حدود الساعة العاشرة من صباح الأحد في واد الدهوس بمنطقة سماها بنقطة حمراء من بين أكثر من 4 نقاط مشكوك فيها أقيمت على امتداد واد الدهوس إلى غاية سد تالسديت، حيث تبعد عن المصب الرئيسي لمياه الصرف الصحي والأمطار لعاصمة البويرة بما يقارب 30 مترا، مضيفا بأن أعوانا للحماية المدنية عثروا وانتشلوا الجثة خلال عملية بحثهم المستمر وهي بالزي الرسمي بعد أن علقت تحت الطمي وبين الأحراش بعمق مترين.

18 ألف عون شاركوا في عمليات البحث

وأشار المتحدث في ذات السياق إلى أن انخفاض منسوب مياه الواد ساهم في تسهيل عمل أعوان الحماية المدنية الذين شارك منهم أكثر من 18 ألف عون متناوبين منذ 17 يوما دون تعب أو كلل يسارعون الزمن بتسخير فرق للغطاسين وأخرى سينوتقنية مدعومة بالكلاب المدربة نظرا لصعوبة العملية كما قال جراء طبيعة المنطقة وسوء الأحوال الجوية في البداية.
وأشار أحد أعوان الحماية المدنية الذين شاركوا في عملية اكتشاف الجثة بأنهم ارتابوا بعد ارتطام عصاهم المستعملة في البحث تحت الطين بجسم صلب وغريب تحت الطمي بعمق مترين وبالقرب من بعض الأشجار التي تنمو بالواد، ليتبين بأن الأمر يتعلق بخوذة الرأس التي كان يرتديها العون المفقود، وهو ما دفعهم إلى البحث أكثر ليتفاجأوا بأنها جثة زميلهم محمد عاشور.

المئات حاضرون لاستقبال الجثة بالتكبيرات

بمجرد انتشار خبر العثور على جثة عون الحماية المدنية بواد الدهوس، سارع المئات من السكان نحو مصلحة حفظ الجثث بمستشفى محمد بوضياف التي نقلت إليها الجثة فيما بعد وسط التكبيرات وعبارات الرحمة للشهيد، حيث امتزجت تعابير تاحزن والفرح على وجوه أغلبيتهم بعد نهاية المأساة التي ألمت بكامل الشعب الجزائري وليس بعائلة عاشور أو عائلة الحماية المدنية طيلة 17 يوما كاملا مثل ما قال أحد الحاضرين، داعين أن يتقبل الله محمد شهيدا بعد وفاته وهو يقدم المساعدة ومؤديا لمهامه بكل تفان، فيما تنقل المدير العام للحماية المدنية بوعلام بوغلاف إلى المكان مباشرة ووقف على إجراءات إخراج الجثة ونقلها إلى مقر الحماية المدنية.

شقيقة الفقيد يغمى عليها

أقيمت بمقر المديرية الولائية للحماية المدنية بالبويرة مراسيم إلقاء النظرة الأخيرة بحضور المئات من زملاء الفقيد وكذا عائلته التي أغمي على شقيقته مباشرة بعد عدم تحملها للموقف، حيث نقلت إلى عيادة المديرية، فيما سادت حالة الحزن والدموع كل الزملاء الذين ودعوا زميلهم الشهيد الذي كان محبا لعمله وواجبه بشهادة الجميع.

والدة محمد: الآن انطفأت حرقتي

تنقلت والدة الشهيد محمد عاشور رفقة زوجها بوعلام وأبنائها الأربعة إلى مقر المديرية الولائية للحماية المدنية لإلقاء النظرة الأخيرة على فلذة كبدهم، حيث بدت أكثر تجلدا وصبرا رغم ما كابدته من حرقة طيلة فترة فقدانه، وما تخفيه من تأثر داخلي، لتصرح بأن حرقتها خمدت بعد العثور على جثة ابنها والمشاركة في دفنه بمقبرة القرية، مضيفة بأنها ستتمكن مثل ما رفعته في ندائها منذ يومين من زيارة قبر ابنها مثل باقي الأمهات، شاكرة كل الشعب الجزائري وزملاء محمد جراء ما بذلوه من جهد ودعم حتى الوصول إلى مبتغاها، محتسبة إياه شهيدا عند الله قدمته فداء لعمله وواجبه الوطني كما قالت.

جنازة شعبية ورسمية مهيبة

شارك عصر الأحد بمقبرة قرية بونفيس بطريق الهاشمية مقر إقامة العائلة، المئات من سكان البويرة وأقارب الشهيد محمد عاشور رفقة زملائه ورسميين من سلطات مدنية وعسكرية محلية ووطنية يتقدمهم وزير الداخلية محمد بدوي والمدير العام للحماية المدنية بوعلام بوغلاف ومدير عام الأمن الوطني العقيد مصطفى لهبيري، وكذا محمد الصغير قارة مبعوثا عن منسق هيئة تسيير الأفلان معاذ بوشارب وأخرين، لتشييع جنازة المرحوم بعد أداء الصلاة على الجثمان بالمقبرة، حيث ساد جو مهيب وسط المشيعين الذين ودعوا المرحوم بالدعوات ومجمعين على خصاله الطيبة في حياته وخلال أداء عمله حيا، وجامعا لزملائه والشعب الجزائري في هبة تضامنية من كل البقاع بعد وفاته وهو يؤدي عمله نهار 24 من شهر جانفي، أين ابتلعته بالوعة كبيرة تصب فيها كميات هائلة من مياه الأمطار التي أغرقت حي 250 مسكن وسط عاصمة الولاية، وهو يحاول إعادة فتح البالوعات وتصريف المياه الراكدة بالمكان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
15
  • tiger

    rabbi yrahmek ya lefhel

  • algerienour

    ان للله و ان اليه راجعون
    ربي يرحمو ان شاء الله

  • أنا

    رحمه الله، نحسبه شهيداً و لا نزكي على الله أحداً.

  • توفيق العاصمة

    ان لله وان اليه راجعون رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جنانه

  • عمار بن خدومة

    رحم الله شهيد الواجب نسأل الله أن يتقبله شهيدا و ان يدخله فسيح جناته...انا لله و انا اليه راجعون

  • tablati elhor

    الحمد لله على كل حال و نحسبه من الشهداء ان شاء الله ....الله يرحمو و يصبر اهله

  • العباسي

    خبر سار والله سترتاح والدته و اسرته الله يرحمه ويوسع عليه

  • م.م

    شهيد الواجب نسال له الرحمة والمغفرة - اين انت يا العباسي

  • malek rahmani

    repose en paix allah yarhamou

  • salah

    ربي يرحمو ان شاء الله

  • riad

    لو كان واحد من جماعة الشطيح والرديح تقوم القيامة عليه من الاحتجاجات وغلق الطرق والضجيج اما الرجال يموتون في صمت ربي يرحمه ويتجاوز عن سيئاتة ويسكنه فسيح جنانه ويرزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان

  • العباسي

    الحمد الله و الشكر له ربي كريم الله يرحمه و يوسع عليه سترتاح والدته و اسرته

  • pedro

    allah yarahmou

  • Malek

    ان للله و ان اليه راجعون
    ربي يرحمو ان شاء الله

  • قناص

    الحمد لله و انا لله وانا اليه راجعون مات و يؤدي عمل نبيل ادركه الموت و هو يحول انقاض البشر من الوحل و المياه التي جرفت الشوارع ...اسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يغفر له و يدخله جنات النعيم ...اللهم ارحمه برحمتك التي وسعت كل شيء و ألهم أهله الصبر السلوان ...و خاصة الام الحنون