-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

..دارت عليهم “دائرة السوء”

عمار يزلي
  • 542
  • 0
..دارت عليهم “دائرة السوء”
ح.م

التغييرات التي أجراها رئيس الجمهورية في هيكل الدولة الإداري بدءا من التعديل الحكومي، مرورا بحركة الولاة ثم رؤساء الدوائر وخلالها، وباقي التغييرات والتعيينات في كل الأسلاك الإدارية والقضائية والأمنية وإنهاء مهام الكثير منهم، تدل على أننا نلقن الجهاز الإداري دروسا جديدة للانتهاء نهائيا من الممارسات القديمة وتهيئة الظروف لميلاد ممارسات جديدة ضمن مشروع الجزائر الجديدة.

 آخر ما حدث، أن وجد نحو 127 رئيس دائرة أنفسهم قد دارت عليهم الدوائر وأزيحوا في أول دورة لدائرة السوء.. وأنا منهم.. والعياذ بالله..

 في مكتبي، كنت أنتظر الإعلان عن ترقية لي واليا أو حتى وزيرا ولم لا؟ الولاء كان هو من يعين الوالي وأنا موال للسلطة حاليا.. كما كنت مواليا لها سابقا.. أنا موظف موال لكل “من والى”.. هههه.. إلا أنه ما إن علمت عن طريق نشرة الثامنة بأن حركة واسعة في سلك رؤساء الدوائر قد تعصف بالكثير، صرت أشمشم عن الأخبار من رؤساء التحرير الذين أكلوا معي سابقا.. لعلي أسمع عن خبر مفرح.. إلا أن الخبر لم ينزل سريعا فلم أنم تلك الليلة.. بقيت في المكتب أنتظر فاكسا أو هاتفا أو ما شابه، حتى جاء الصبح الموالي وكنت في قافلة من دارت عليهم دائرة السوء. أسرعت إلى وثائقي أجمعها! بدأت بالشهادة الجامعية التي أخشى عليها أن يفتضح سرها بأنها ليست أصلية (حتى لا أقول “مزورة”)، التي جئت بها قبل يومين فقط لكي أسحب منها نسخا رقمية في مكتبي! لن أترك أي شاردة ولا واردة في المكتب! ورحت أبحث عن أشيائي الخاصة في جوانب المكتب وعلى الرفوف وفي الأدراج!:

هذا حرز كتبه لي ساحر مغربي كبير بألف دولار للبقاء في المنصب أطول مدة! وفعلا حدث! يبدو أن السحار قد مات أو يكون السحر قد دخله ماء البحر! فلقد أصر السحار على ألا يلمس هذا العمل ماء البحر! قد أكون لمسته يوما لما كنت آخذه معي إلى البحر في الصيف! تحديدا هذا الصيف! الفيلا التي بنيتها على البحر قبل 12 سنة! لكن لا أعتقد أن ماء البحر المحلي يزيل فاعلية السحر مادام الماء ليس مالحا! لكن، من يدري، فالرجل قال لي: “ماء البحر” ولم يقل لي “الماء المالح”. عموما، يبدو أن الحرز لم يعد له فائدة، انتهت صلاحياته!”تبيريما بالماء”!.. وربما الجن المكلف بالسحر حتى هو مات أو عين في مهام آخرى، أو يكون قد “كره” مني، وراح لدى زبون آخر يدفع أكثر!

السكرتيرة التي عينتها شخصيا، ودعتها “من هنا ومن هنا”.. وتركت لها بعض الهدايا البسيطة التي أهديت لي عند كل تدخل قمت به، وطلبت منها أن نبقى على اتصال رغم أني سأقرض la puce.

لم أترك أي شيء، والبقية طلبت من السكرتيرة أن تجمع ما نسيت منه، ذلك أن تسليم المفتاح سيكون يوم غد!

ودعت السائق، والبقية، لم أجد فيهم أحدا أودعه، الكل تهرب من وجهي كأنني صرت مصابا بالجذام أو البرص! البارحة فقط كانوا يمسحون التراب من حذائي بمناديلهم والآن، مات الملك عاش الملك.. سبحان الله! إيه.. تفكرت: يخصني سجادة.. باش نوللي نصلي من غدوة لعل لله يحدث بعد ذلك أمرا!

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!