-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ستة مفاهيم رئيسية تشكل المسوغ الرئيسي لشرعنة الأعمال الإرهابية ضد مصر

دراسة جديدة تفكك المفاهيم الرئيسية فى فكر الجماعات التكفيرية

الشروق
  • 445
  • 3
دراسة جديدة تفكك المفاهيم الرئيسية فى فكر الجماعات التكفيرية
ارشيف

قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، إن تبرير الجماعات التكفيرية للأعمال الإرهابية التى تُرتكب فى مصر يرتكز بالأساس على ستة مفاهيم رئيسية، تشكل المسوغ الرئيسى لشرعنة الأعمال الإرهابية ضد مصر.
ولفت المرصد -فى دراسة جديدة صادرة عنه- أن خريطة المفاهيم الستة التى تمثل المرجعية الفكرية لهذا التنظيم هى: (الحاكمية – الجهاد – التكفير والردة – التوبة – الحسبة – الولاء والبراء) والتى وظَّفها ما يطلق على نفسه “تنظيم ولاية سيناء” فى إصداراته المرئية التى صدرت خلال العامين 2017 و2018: (قاتلوا المشركين كافة – نور الشريعة – صاعقات القلوب – ملة إبراهيم – حماة الشريعة – المجابهة الفاشلة)، من أجل تبرير استخدامه للإرهاب، واستقطاب مقاتلين وأتباع وموالين له.
والمفهوم الأول هو “الحاكمية”، وهو المفهوم المحدِّد لطبيعة العلاقة مع الدولة المصرية، ويعنى لديهم الحكم بما أنزل الله كما يفهمه التنظيم، ومعاداة الديمقراطية والانتخابات باعتبارها “صنم العصر”، والوقوف ضد كافة القوانين الوضعية، لأنها وفقًا للتنظيم تستبدل حكم الله بحكم البشر، إذ يعتبر التنظيم أن التحاكم للقوانين الوضعية هو بمثابة الشرك وعدم الإذعان لحاكمية الله، وهو فى ذلك يستمد فهمه للحاكمية من أفكار سيد قطب.
المفهوم الثانى هو “الجهاد”، وهو الأكثر استخدامًا لإضفاء شرعية على العمليات الإرهابية التى يمارسها فى مصر، ويستخدمه تنظيم “ولاية سيناء” باعتباره مرادفًا لاستخدام السلاح للقتال ضد الأعداء، وهم فى نظر التنظيم: – النظام السياسى والمتعاونين معه “وخاصة المسيحيين”، – رجال الجيش والشرطة. – المشركون وفق فَهم التنظيم، ويستمد التنظيم هذا الفهم من أفكار أبى الأعلى المودوى الذى رأى أن الجهاد “ذو طبيعة عنيفة أصيلة وتكوينية”، وهدفه الرئيسي هو تحقيق “الحكم بما أنزل الله” فى الأرض.
وأضاف المرصد أن “التكفير والردة” مفاهيم يسقطها التنظيم على المصريين غير التابعين أو المؤيدين له، ويستخدم التنظيم المفهومين مترابطين معًا، ويُحدِّدُ الفئاتِ التى ارتدَّت عن الإسلام فيما يلى “مؤسسات الدولة مُمثَّلة فى الجيش، الذى يصفه ب”جيش الردة”، والشرطة، والنظام السياسي، الذى يصفه التنظيم “بالنظام الطاغوتي” ويصف القائمون عليه “بحكام الردة والكفر”. – شيوخ السلفية الذين يصفهم التنظيم بأنهم “يدَّعون زورًا وبهتانًا أنهم إسلاميين” – حركة حماس التى وصفها التنظيم “بالطائفة المرتدة، وعصابة الكفر فى غزة”. – المؤسسات الدينية الرسمية والطرق الصوفية.
وهذا التوظيف للتكفير والردة، يتقاطع مع أفكار الخوارج بصورة رئيسية، الذين يُعرَفون بالغلو فى التكفير، سواء كان التكفير بالكبائر -عند بعضهم-، أو التكفير لكل من خالفهم. “التوبة”، وهى المفهوم الرابع فى خريطة المفاهيم لدى تنظيم ولاية سيناء المزعوم، ويستخدم المفهوم بالأساس لاستمالة الفئات التى كفَّرها ووصفها بالمرتدة، ويلاحظ أنه فى إصدار “صاعقات القلوب”، و”نور الشريعة” و”ملة إبراهيم” حصر قبول التوبة من عموم المسلمين غير العاملين فى المؤسسات الأمنية والعسكرية والقضائية والمتعاونين معهم، بينما وسَّع الاستتابة لتقبل من ضباط الجيش فى إصدار “المجابهة الفاشلة”، حيث دعاهم التنظيم إلى “الهجرة والالتحاق بصفوف التنظيم دون قيد أو شرط معتبرًا أن الهجرة إليه تمحو ما قبلها”.
و”الحسبة”، وهى المفهوم الخامس، تعتبر مرادفًا لفكرة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر التى طوَّرها وَفق ما جاء فى فيديو “نور الشريعة” لمحاربة الأعمال الشركية من خلال القتل وهدم الأضرحة. ويُنزل التنظيم المُصطلح على الأطراف التالية (الصوفية المشركين حسب التنظيم – أهالى سيناء فى المناطق التى يوجد فيها التنظيم).
وسادس المفاهيم هو “الولاء والبراء”، ويعتبره التنظيم المؤطر لعلاقة المسلمين -وخاصةً الجماعات الإسلامية- بغير المسلمين، ويتعامل معه على أنه يعنى وفق ما ورد فى إصداره المرئى “قاتلوا المشركين كافة”، على أنه “محاولة الأحزاب التى تسمي نفسها إسلامية إرضاء الطائفة الكافرة، لعلمهم أن النصارى فى مصر يمتلكون تأثيرًا قويًّا، خاصة وأنهم يتحكمون فى مفاصل السلطة”.
وهذا التوظيف للولاء والبراء، يتقاطع مع أفكار أبو محمد المقدسى -المرجعية الشرعية الأبرز لأغلب التنظيمات الإرهابية- الذى يُعد كتابه “ملة إبراهيم” بمثابة المرجعية العقيدية والقتالية لشرائح واسعة من التيارات التى تتبنى العنف، والولاء والبراء عند المقدسى مرتبطان بأصل الإسلام (الشهادتين)، ويجب أن يصرح بهم المسلمون، وعلى ذلك فيجب إظهار محبة المسلمين ونصرتهم، والتصريح ببغض الكافرين وعداوتهم أو من يراهم المقدسى مرتدين ومشركين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • محمد

    وجاءت موقعة بدر التي أراد المسلمون فيها مجرد أخذ قافلة بسيطة لإسترجاع ما نهب من أموالهم في مكة...فكان أن أرسلت قريش جيشها للحرب ..فالجهاد هو دفاع عن النفس ..بما في ذلك جهاد النفس.
    القرآن واضح "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا" ، ولايناقض بعضه وليس هناك "نسخ" لامن آية أخرى ولا من حديث وهو شيء من الفظيع قوله. فكلام الله المنزل هو الأساس . وكم من آية أمرت بإتباع "ماأنزل الله" - وليس ما تناقله الناس.
    ومن يدرس الغزوات بكل تفصيل ودقة يجد كلامي صحيحا ...بما في ذلك المواجهة ضد بيزنطة التي كانت تعد لغزو المدينة وتقتل من أسلم ممن يعيشون في أراضيها.

  • محمد

    ثانيا : معارك الرسول صلى الله عليه وسلم كلها كانت دفاعية . وقد صبر الرسول (ص) ومن معه يدعون أهلهم وبني عشيرتهم بدون حرب ولم يطالبوا بالحكم ..أو يسعون لقلب النظام ..بل كل غايتهم كانت أن لايتم مضايقتهم وحرمانهم من "الحرية الدينية" في أن يعبدوا ما يؤمنون به وهو الله تعالى ...مع دعوة الغير حتى ولو كانوا من أعتى الكفار بالحكمة والموعظة الحسنة . فلما إستيقنوا أنهم لن يتركوا ليعبدوا مايشاؤون ..لم يثوروا ..بل هاجروا إلى مكان رضي بدينهم وكان أن قبل ضيوفهم وهم الأوس والخزرج في المدينة المنورة. بأن يحكموهم في أمرهم ويكونوا دولة واحدة قائدها الرسول (ص).

  • محمد

    الحكم في اللغة العربية القديمة غالبا يعني القضاء وليس الإمامة أو الرئاسة..غباء بعض البشر منقطع النظير ..يفسر آيات الله على أهواءه وبلغته العربية المعاصرة الضعيفة جدا ...بل معظم الناس اليوم لايعرف شيئا عن قواعد النحو والصرف واساليب البيان والمفردات القديمة التي قد تعني أمورا متعددة تارة وأمورا مختلفة تارة أخرى. فمثلا كلمة "آيات" تعني المعجزات الكونية تارة وتعني آيات القرآن تارة أخرى.. ففي قوله "ماننسخ من آية" كان يعني سبحانه وتعالى الآيات الكونية (المعجزات) ..فمعجزة كل رسول نسخت المعجزة التي قبلها
    وآيات "ومن لم يحكم بماأنزل الله"..لابد من مراعاة "السياق" ..فهي واردة في بني إسرائيل.