-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

درسٌ للعملاء برائحة البصل!

درسٌ للعملاء برائحة البصل!

في الوقت الذي يثور أطفال غزة ونساؤها وشيوخها للدفاع عن أرض فلسطين ضد الصّهاينة المغتصبين، يغرق بعض الزعماء العرب في مستنقع العمالة، ويخرجون علينا بتصريحات ما كنا نعتقد أنها ستجري يوما ما على لسان مسؤول عربي، مهما كان عميلا وخدوما لأسياده الصهاينة والأمريكان.
لهؤلاء الذين أعلنوا التنازل عن القضية الفلسطينية بعد عقودٍ من المساومة بها وراء الأبواب المغلقة، خرج أمثال الطفل الفلسطيني محمد عياش، الذي “تدرّع” بالبصل وهو يواجه جنود الاحتلال، لا ليحمي نفسه من الغازات السامة التي يطلقونها باتجاهه، ولكن كيلا تصل إليه رائحة العمالة والنذالة والاستسلام التي باتت تزكم الأنوف من بعيد.
“خرجتُ للمشاركة في مسيرة العودة الكبرى على حدود قطاع غزة لاستعادة أرضي وأرض أجدادي وذكريات عائلتي، وأنا لا أخاف جنود الاحتلال لأنهم جبناء وليس لهم حق في أرض فلسطين”.. هي كلماتٌ خرجت من الطفل الفلسطيني المقنَّع بالبصل، في درس مجاني لكل المنهزمين والعملاء الذين سيجتمعون بعد أيام لترسيم “صفقة القرن” المزعومة.
هؤلاء الذين يطلقون التصريحات الداعمة للصهاينة، لم يتخلوا عن مبدإ إسلامي فحسب، وإنما تخلوا عن مبدإ إنساني يعطي الحق لكل من اغتصِبت أرضُه في أن يكافح ويقاتل من أجل استعادتها، وقد خلّد التاريخ أبطالا ظهروا في أمم اختلفت عرقا ودينا ولغة، لكنها توحدت على معاني الدفاع عن الوطن والأرض، وفي المقابل تعجُّ مزبلة التاريخ بأشخاص باعوا القضية ووقفوا إلى جانب الغزاة والمستعمرين.
لا خوف على فلسطين في ظل وجود أمثال محمد عياش، وعهد التميمي، وغيرهما من الأطفال الذين يواجهون يوميا الصّهاينة المدجّجين بالسّلاح، فيما يعقد زعماء عرب صفقات مشبوهة يبيعون بموجبها ما لا يملكون إلى من لا يستحقون، ولا يمكن أن تؤدي الصّفقات المشبوهة بين عدد من الزعماء العرب والصهاينة والأمريكان، إلى تصفية القضية الفلسطينية، لأن القضية ليست بأيدي هؤلاء العملاء، ولا بأيدي غيرهم من الأنظمة الرسمية العربية، بل القضية بين أيدي الفلسطينيين ومعهم الشعوب العربية والإسلامية، وهؤلاء لا يعترفون بصفقات التنازل.
إن الصفقات والاتصالات السّرية التي كانت تحدث بين الزعماء العرب والصهاينة على مدار العقود الماضية لم تتمكن من قتل القضية الفلسطينية، ولا يمكن لصفقة علنية أن تزيحها من الوجود، بل إن المتوقع أن تؤدي “صفقة القرن” إلى إعادة إحياء القضية الفلسطينية بعد أن كادت تنسى بسبب ما يسمى بالربيع العربي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • الطيب / الجزائر

    سنن الله التي لا تتبدل و لا تتغير ...اشتداد المحن على الشعب الفلسطيني الأعزل يقابله كذلك انكشاف المؤامرة و انكشاف العملاء و الخونة على خط التوازي . و السنة ذاتها مع فرعون حيث عندما أراد الله أن يطيح به و يذله بعث بموسى عليه السلام و باشتداد المحن على الموسى اقتربت نهاية فرعون ، و باشتداد المحن على سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام اقتربت نهاية أهل الشرك و نصره الله نصرًا مبينًا و السنة نفسها مع جميع الأنبياء و الرسل و حتى مع الشعوب المستضعفة و منها الشعب الجزائري الأعزل الذي عندما اشتدت عليه المحن قدّم درسًا لفرنسا و لحلفائها و للعالم فنصره الله نصرًا مبينًا و هكذا ..فلسطين لن تخرج عن القاعدة.

  • محمدي الأحمدي

    ففي صفحات التاريخ من قاوم التاتار و من خذل و باع ثم كان مصيره بيد من قدم الوطن على طبق من ذهب . فهؤلاء كثر فمن المتملق إلى المتسلق في جميع المستويات من راعي الغنم إلى ملك الملوك . فالشاتم للوطن و الدين في الشارع إلى الكاتب المهرول لجوائز ضاربي مؤخرته بشهادة ذل يعلقها في بيته إشهارا لدعارة ساكنها بالمجان . ثم إلى حاكم طليت عليه ألون الوطنية الخافية للركون و العمالة . و لكن فمن الرماد الخامد تشتعل نار تنير الدرب و تعيد المجد .
    من كان يتخيلن أن فرسا أم القرن و الثلث تخرج مذلولة بعد سبع سنين ؟ سنة الله في خلقه .

  • لحمد

    لا فض فوك
    يرحم الكرش لي تخبطت فيها
    سايفهم بسيفك ورشدك يا رشيد بوسيافة
    واهزز نفوس الجامدين فربما حي الخشب