-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

دروس الجزائر

الشروق أونلاين
  • 1113
  • 0
دروس الجزائر
ح.م

تتابع الأمة ما يحصل بالجزائر وأيدي كثير منها على قلوبهم خوفا على بلد كان ولا يزال قلعة الأمة الحصينة.. ولكن أولي العلم والخبرة يتواعدون بتوتر عال وهياج أفكار مع نصر تحققه الجزائر كعادتها يكون استثنائيا فيفرح المؤمنون ويموت الحاقدون غيظا وكمدا.

وفي العالم كله إعجاب منقطع النظير بحراك الشعب الجزائري وتظاهراته المليونية وقد افتك باقتدار مكانة لم تتسن لأحد سواه ذلك انه جمع بين الوعي والتصميم والدقة من جهة والسلوك الحضاري الحريص الودود والجامع من جهة أخرى فاستحق بلا شك ان يكون الملهم والمعلم في عالم لا يجيد المحتجون فيه الا الحرق والتخريب والفوضى في السلوك والشعار كما هو واضح في أوربا وفرنسا بالذات.. وأما في دول العرب والمسلمين فلم يكتف المحتجون بالبحث عن أدوات التخريب والسلوك غير المسئول بل اتجه المحتجون الى مواقع الرذيلة بالارتماء في مواخير أجهزة الأمن الأجنبية ووصل الحد ببعض المحتجين في بلاد عربية ان يدخلوا في جوقة التطبيع مع العدو الصهيوني.

اجل ولم لا تكون الجزائر ملهمة الشعوب في حراك يحافظ على مكتسبات الشعب ويجدد نفسه ويبني أركان مجد يليق به؟ لماذا لا تكون الجزائر ومن سواها يمتلك روح العاشقين للوطن ويد القادرين للدفاع عنه ووعي العارفين وبصيرتهم لكشف المؤامرات.؟ من سوى الجزائريين يمكن ان يصبر على الحب والحرص والأخوة والتماسك؟ من سوى الجزائريين يحافظ على العهود ويصون القيم.

وكما كانت الجزائر ملهمة إفريقيا والوطن العربي بكفاحها التحريري من خلال ثورة ليس كمثلها شيء في استقلالها وعنفوانها ووعيها وتحقيق كل مطالبها.. وكما كانت الجزائر عند كل منعرج حضاري خطير تقدم عبقريات لم تتكرر جاء وقت الجزائر بعد ان فشلت الديمقراطيات الغربية عن تقديم أجوبة على تناقضات النظرية والممارسة وبعد ان انهارت أنظمة سياسية بدت حينا وكأنه لن يمسها لغوب.. جاء وقت الجزائر بعد ان خرب العرب بيوتهم بأيديهم وأيدي حكام جهلة وقوى أجنبية متربصة.. جاء وقت الجزائر في زمن الضياع العربي والانصياع للغربيين الى درجة القبول بالتنازل عن القدس والأقصى وفرض الحصار حتى الموت قهرا وجوعا وإذلالا على غزة المظلومة.. جاء وقت الجزائر تجمع كل هذا الوعي في الشارع تماما لتحقق مرة اخرى نبوءة القائد الفذ العبقري العربي بن مهيدي وهو يقول القوا الثورة الى الشعب.. جاء وقت الجزائر لتسقط عنها ما تراكم بفعل الزمن من غبار وأدران وتخرج كما هي دوما فتية حلوة مقتدرة..جاء وقتها لتعيد للعرب توازنهم النفسي ولتزيح من المشهد لغة فاسدة عن الأمة ومستقبلها.

لهذا كله كان لابد ان ينتبه العرب ان الجزائر التي جاءت بالانتصار العظيم بعد انهيار الأمة في فلسطين لتعيد لنا روحنا.. تجيء اليوم لتقول للعرب والمسلمين من حقكم التحرك والتعبير عن مطالبكم ولكن احذروا فالأوطان ليست للمقامرة.. فكما كان عنفوان الجزائريين حادا في ساحات المعارك ابان الثورة المجيدة فان سلامهم الجميل مذهل في حراكهم.. هي دروس الجزائر وما أحوجنا لها كأمة وكبشرية وقبل ذلك كله بحاجة لجزائر جدا لأننا من قلبها وروحها نرى القدس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!