-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

دعاة “التعطيل”.. والحاجة إلى “الحسم”

حسان زهار
  • 936
  • 8
دعاة “التعطيل”.. والحاجة إلى “الحسم”
ح.م

يبدو أنه لم يعد هناك من حل، أمام دعاة “التعطيل”، من جماعات “الرفض الشامل” و”معزة ولو طارت”، و”فولتي وإلا نبول في الكانون”، سوى “الحسم” والعزم، وإعادة القاطرة إلى السكة، للوصول السريع إلى المحطة.

اقتراح قيادة أركان الجيش تاريخ 15 سبتمبر لاستدعاء الهيئة الناخبة، مع التنصيب العاجل للهيئة المستقلة للإشراف على الانتخابات، لا ينبغي أن يفهم بأنه أمر، لكن لا ينبغي أيضا قراءته على أنه “استعطاف”، لأن مجريات الأحداث وطول أمد الأزمة، وحوار الطرشان الذي يجري، ومحاولة استرضاء الجميع، واستمرار لعبة “المزايدات”، بالنهاية هي عملية “تعطيل” للبلد، وتضييع للوقت الثمين، وانسداد للأفق.

صحيح، أننا لا نريد استعجالا يحمل مفهوم التسرع على حساب نوعية هيئة الإشراف على الانتخابات، أو التعديل الشكلي لقانون الانتخابات، لكن انتظار أن يتفق الرهط على موعد محدد، وأن يرضى الجميع على “مدخلات” و”مخرجات” الحوار والتجاذبات السياسية، سيؤدي إلى التمييع، علاوة على عدم الاتفاق، ولو بعد سنوات، بينما الضغوط الاقتصادية والسياسية ومخاطر التدخل الخارجي تزداد كل يوم.

بالأصل، كانت فكرة الحوار ولجنتها مضيعة للوقت والجهد لا أكثر، على الرغم من أنها قرئت كمحاولة لاسترضاء جهات معينة، ثبت فيما بعد أنها لن ترضى، وأنها ماضية في مخططاتها المعادية، ليس عبر “التعطيل” والتأجيل” والتأزيم وحسب، بل والتآمر أيضا.

ثم الحوار من أجل ماذا أصلا إذا كان الهدف هو الرئاسيات؟ الذين يرفضون الرئاسيات كمبدأ في الوقت الراهن، لن يتحاوروا.. لأنهم يريدون التفاوض على كيفية تسلم الحكم دون انتخابات.. بينما الحوار كان من المفروض في كيفية اجراء هذه الانتخابات في أقرب وقت؟

ولا يمكن فهم اقتراح استدعاء الهيئة الناخبة بعد أسبوع من الآن، إلا كونه أنهى عمليا دور لجنة الحوار والوساطة، وكل “الكرنفالات” التي كانت تدور حولها، عبر التنبيه أن الوقت ليس وقت كلام فارغ، بل وقت تحديد للآجال، والذهاب رأسا الى صلب الموضوع.

وهذه هي ثاني مرة، يتم فيها “تقليم” أظافر لجنة الحوار، بعد العملية الأولى، التي تم فيها رفض شروط التهدئة، التي اشترطتها اللجنة، والتي كان من بينها فتح أبواب العاصمة لكي تحتلها قوى “التعطيل” المنظمة.

لقد بدا واضحا الآن، وبعد مرور سبعة أشهر كاملة، من التدوير و”التكعرير”، أن الوقت يضيع على حساب الجزائر، وأنه كلما مر وقت أكثر، كلما اقتربت البلاد من دائرة الخطر الاقتصادي، وازدادت مخاطر التدخلات الخارجية المتربصة، ومعها نشاط الاستخبارات العالمية في كيفية تفتيت البلد، والنفاذ اليه عبر الخاصرة الرخوة “الفراغ الدستوري” والأقليات.

في مثل هذه الأوضاع، لا ينبغي أن تبقى الأمور “سبهللا” كما يقال، وانتظار الحلول من الأحزاب أو الجمعيات أو اللجان أو مربعات الحراك المتنافرة ايديولوجيا، هو انتظار للوهم، أو هو كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء.

الأمر فقط، يحتاج الى ضمانات ومقومات تشكيلة الهيئة المستقلة للاشراف على الانتخابات.

إن لقيت هذه التشكيلة رضا الشعب، واطمأن الناس لنزاهة أعضائها، بأن لا تكون على شاكلة لجنة الحوار، فستكون الضربة القاضية ضد دعاة “التعطيل”، وإلا.. فإن “التعطيل” سيكون “تعطيبا” (من العطب)، وحينها (ولات حين مناص).

الأمر إذن يحتاج الى الحسم.. لكن ليس بأي ثمن.. الحسم بالتعجيل.. والحسم بالصدق أيضا مع الشعب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • مختار بن عياش

    التعطيل يقوم به من يعتبر نفسه فوق السؤال و كانه عبقري زمانه يا سي حسان الذي يعتبر الحراك زعما و يقرا نصف الاية ثم يدعي ما يدعيه من النوفمبرية و الباديسية و هو عنهما ابعد من الامس على الغد، يا سي حسان يقول احد الحكماء عندنا الحق باين بصح رانا خافين

  • نوار خليفة

    نعم...هذا هو المطلوب...الذهاب مباشرة إلى الرئاسيات و الإعداد الجيد لشروط نجاحها...أما الإستمرار في التماطل فسيخدم الطرف الآخر الذي يراهن على تعفين الوضع لاستجداء التدخل الأجنبي وهؤلاء ليست لهم مشكلة معه من باب علي و على أعدائي و هدم المعبد على من فيه...و لذلك أيضا يجب على الوطنيين المخلصين أنصار الحل الدستوري أن يدافعوا عن اختيارهم من خلال حماية المترشحين و حضور تجمعاتهم و حملاتهم الإنتخابية حتى و إن كانوا من غير أنصارهم و التجند أمام المكاتب الإنتخابية يوم الإقتراع و مرافقة العملية حتى نهاية الفرز و إعلان الفائز

  • الدكتور محمد مراح

    يوركت أخي المقدام المجاهد المخلص الفارس المغوار في معركة الوطن الحاسمة .
    أنبه لمؤشر دبلوماسي هام جدا : مراجعة دول معينة إجراءت منح التأشيرات للجزائريين : تحديدا لحد الآن : تركيا وفلندا أمس ، ويُختبر هذا المؤشر على ضوء إجراءات دبلوماسية أخرى مماثلة في الأيام القابلة .
    أما دلالة المؤشر فهي ما توفره مراكز الدراسات العالمية ، واجهزة الاستخبارات ، وتقدير المخاطر في دولة ما من بيانات وقراءات وملاحظات ، تساعد أصحاب القرار في دولهم على وضع العناصر الازمة لسياساتهم مع الدولة المعنية . .

  • استاذ متقاعد

    العزة في صناعة التاريخ الفعلي وذلك لن يكون الا من نصيب الأوفياء لمبادئهم والذين لا يخافون في ذلك لومة لائم مهما علا شأنه . هؤلاء الذين لا يبيعون ضمائرهم نظير دنانير معدودة أومنصب متواضع...أما القطيع المنبوذ من طرف العقلاء.و الحائرون المتجولون في نوادي الحربائية والمواقف الثعبانية و الماهرون في شراء الضمائر.فهم حتما صائرون الى مزبلة التاريخ ماداموا أنهم عشقوا عبادة أسيادهم وعشقوا عبادة المادةوشتى تجلياتها في تشكيل تفكير خبزوي و تبني موقف يختزل أرزاق العباد في طموح شخصي. ومن أجله فهؤلاء مستعدين لركوب حصان الإنبطاح و ارتداء أحذية الذل في بلد لا يعلو فيه صوت على صوت النفاق

  • HOCINE HECHAICHI

    لن يحسم الامر إلا " الرئيس المخلص " الذي سيأتي "بانتخابات تصحيحية " أو "تصحيحية انتخابية" والذي سيوصلنا "عنوة" إلى المرحلة الأخيرة "للمشروع الوطني".
    ليست الرئاسية ولا العصابة هما المشكلة . الإشكالية الحقيقية هي التخلف الاقتصادي المزمن .
    سيأتي رئيس وحكومة وبرلمان جدد ولكن سنبقى في اقتصاد الريع نستورد طعامنا ولباسنا ودواءنا ولغاتنا ورياضيينا و.. إلى أن ينضب البترول.
    والسبب (أو النتيجة) هو أننا شعب مسعف لا يحسن إلا التكاثر و اللهو و التبذير ونهب "البايلك" و يعيش في محيط قذر و يحلم بعودة الفيس" برئاسية نزيهة وشفافة" ليدخله الجنة في "الدنيا والآخرة".

  • الخلاط الجلاط

    عندما يمتهن مايسمى بالمثقف الشيتة فكبر عليه أربعا

  • كريم

    وريلنا الموقف تاعك من فضلك، راك شاد لعصا من الوسط، و الفاهم يفهم.

  • نمام

    لوضع لا ينذر بخير و لاشئ يتحرك القراءة في حكاية امين الجبهة وتسارع الاحداث وكان السلطة والامن و العدالة لا تعلم بما تحت يديهاامن ملفات تخص الرجل وتحريكها يعني هناك من لا يرغب في وجوده ورفض الطلبة للانتخابات بدون مشاركتهم في الحوار والحوار جار والنخبة والطبقة السياسية تتوجس كل هذه العوامل و غيرها برئيس لا يختلف عن سابقه صحة و صمتا وتتابع الخطابات من الثكنة يعني اننا امام وضع يريد فرض حالة استثائية ولا يريد تغييرا وهويغذي لهدفه لتردي الأوضاع و افشال المبادرات سقيفة بني ساعدة عصرية انه الطريق الذي نخشاه و العلاقات الدولية الوقت الضائع لا يستدرك ابدا والتاريخ نادرا ما يقدم الطبق نفسه نحن في القاع