-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

دم خاشقجي غالي الكلفة

صالح عوض
  • 1266
  • 3
دم خاشقجي غالي الكلفة

منذ تمت تجزئة جسم الصحفي السعودي جمال خاشقجي وتوزيعها على حقائب في القنصلية السعودية باسطمبول وتداعياتها لم تتوقف بعد. فلقد كان دمه الذي جمدوه في عروقه كافيا بإحداث زلزال لازالت ارتداداته تتحرك على اكثر من صعيد.
فلقد أحدثت العملية الإجرامية هزة في الضمير الانساني على مستوى الأوساط الثقافية والاعلامية، بل والسياسية على أعلى مستوى، الأمر الذي شكل من الضغط ما يكفي لإحداث تغييرات ميدانية كبيرة في المنطقة العربية والعالم..
على الصعيد السوري، اعلن ترامب انسحابه وإيكال موضوع المسلحين لأردوغان ليتخلص منهم بالكيفية التي يرى فيها محاولة لاستمالة أردوغان الذي يجد فرصته في املاء شروطه الإقليمية والدولية كي يخفف ضغطه عن المملكة في ملف خاشقجي، وفي أوروبا يتواصل الضغط لإيقاف الكارثة في اليمن وإيقاف دعم التحالف السعودي ضد اليمن، وعلى الصعيد الايراني أسرعت السعودية في اغلاق ملف الحجاج الايرانيين الذين قضوا اثر التدافع الحاصل في منى وتحت الرافعة، حيث قضى مئات الايرانيين منهم مسئولون كبار.. وعلى الصعيد العربي، بدأ التصدع في جبهة الحصار على سورية، فبعد ان زار البشير دمشق، افتتحت الإمارات سفارتها في العاصمة السورية، فيما يتم الحضير لزيارة بعض الرؤساء العرب وفتح السفارات، كما ان هناك جهودا متواصلة لتصحيح الخطيئة بطرد سورية من جامعة الدول العربية.
تأثر دم خاشقجي المجمد في عروقه لم يتوقف إلى هنا، بل تقدم نحو المشهد السعودي لإحداث تغييرات في تعيينات واسعة في محاولة للتقدم للعالم بوجوه جديدة وبمنطق جديد.. كما ان الضغط على الفلسطينيين خفت وطأته بخصوص صفقة القرن، حيث تم الاعلان عن تأجيل الاعلان عنها.. بل وتزايد الدعم السعودي للأونروا والسلطة الفلسطينية والتأكيد لمرات عديدة على حقوق الشعب الفلسطيني في دولة القدس عاصمتها.
هنا نريد ان يكون واضحا ان الأمريكان يديرون الأزمة بإتقان بين متشدد وبين مساير لإحداث مزيد من الارتباك في المشهد السعودي وللدفع بالسعودية إلى دفع المزيد من التنازلات لاسيما في المجال الاستثماري وأسعار النفط وزيادة ضخه.. وهنا وجدت روسيا فرصة لها لمد ساقيها في المربع الأمريكي، حيث حذرت الإدارة الأمريكية من الضغط على السعودية في محاولة لفتح سوق اقتصادي لها وتنسيقات أمنية وسياسية قد تفيدها في ترتيب المشهد السوري ومناطق صراع أخرى.
انه دم غالي التكلفة ولازالت ارتداداته تضرب في أكثر من اتجاه.. الأمر الذي يعني بوضوح ان التركيبة السياسية في كثير من بلداننا هشة إلى درجة عدم قدرتها على الصمود امام عاصفة اعلام.. ويعني من جهة اخرى ان الإدارات الأمريكية تتحرك في ملفاتنا بلا ضوابط اخلاقية ولا قانون دولي..
ورغم كل شيء.. يجب ان نؤكد على ضرورة أمن بلداننا واستقرارها ورفض التدخلات الأجنبية في شؤونها والتأكيد على ان رفضنا للقمع والظلم والتجاوز لا ينتهي بنا إلى التخريب، بل إلى استمرار الدعوة إلى الإصلاح. تولانا الله برحمته

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • عبدالله

    التطبيع مع النظام السوري السفاح ليس ناتجا عن ارتدادات لجريمة قتل خاشقجي رحمه الله بقدر ما هو ناتج عن وقائع ميدانية فرضها سيطرة الروس على الميدان في سوريا...و على اي حال فكلا النظامين السعودي و السوري مجرمان يستأسدان على شعبيهما و يبديان غاية الهوان و الانكسار امام الراعي الاجنبي سواء كان امؤيكا او روسيا

  • حُكـّامكم أعمالكم

    ليس السبب دم خاشقجي وان كان دمه حراما لانه مسلم انما السبب في محمد بن سلمان الذي افسد الهدوء السعودي والمحافضة السعودي وافسد سلطة العلماء وسمح باختلاط الجنسين ودنس حرمة الارض ابدلنا الله خيرا منه برحمته لا لاننا نستحق ذللك لان حكامنا اعمالنا

  • محمد العربي

    بوركت استاذنا قول صادق و جميل و فيه خير دليل.....بل إلى استمرار الدعوة إلى الإصلاح. تولانا الله برحمته