-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

دين الحرية

دين الحرية

قبل أن يقرر المنافقون الأوروبيون إصدار قانون “تحريم الرق”، وأن يجعلوا يوم 2 ديسمبر يوما عالميا ضد الرق كان الخليفة العملاق، عمر بن الخطاب، منذ أكثر من 1400 عام، يصرخ في وجه واليه على مصر، عمرو بن العاص، الذي استعلى ابنه بالباطل على قبطي مسيحي: “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟”، وأعطى عمر الدرة لذلك القبطي وهو يقول له: “اضرب ابن الأكرمين”.

ما كان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- في صرخته تلك إلا مجسدا لما جاء في أصدق كتاب أنزل، وعلى لسان أصدق رسول أرسل – صلى الله عليه وسلم- وهو قوله – عز وجل-: “ولقد كرّمنا بني آدم، وحملناهم في البر والبحر، ورزقناهم من الطيبات”. ولكن كثيرا من المسلمين لم يلتزموا بأوامر الإسلام ونواهيه، فنبذوها وراءهم ظهريا..
جاء الإسلام فوجد الحياة الاقتصادية قائمة في كثير من نواحيها على “الرق”، وكان الإنسان في ذلك “ظلوما”، ولو كان عادلا لأقام اقتصاده على “الاستئجار”.

لم يلغ الإسلام الرقّ، ولكنه دعا إلى تجفيف مصادره، ولم يبق إلا الرق الناتج عن الحرب ضد أعداء المسلمين، الذين يقعون أسرى في قبضة المسلمين، وخيّر المسلمين في أن يمنّوا على أسراهم أو يقبلوا فداءهم. وكذب وفجر من زعم – جهلا- أن القرآن الكريم مملوء بكلمة “الرق”، وهي كلمة لم ترد في القرآن الكريم كله… ولكنه – لجهله – ظن أن كلمة “رق” (بفتح الراء) الواردة في سورة الطور تعني “الرق” (بكسر الراء)، بينما هي تعني: الجلد الرقيق الذي يستخدم في الكتابة.

إن أوربا قد شرعت في بداية تاريخها المعاصر قانونا لتحريم الرق، ولكنها – كعادتها- لم تطبقه إلا على الإنسان الأوروبي، أما بقية البشر في آسيا وإفريقيا وأمريكا واستراليا فقد سنّت لهم “رقا جماعيا”، وإن سمّته – نفاقا- بغير اسمه، فأطلقت عليه اسم “الاستعمار”، وهي – كما قال الإمام الإبراهيمي “كلمة مظلومة”، وأما ما فعلته أوروبا خارج حدودها فهو أبشع استعباد في تاريخ البشر، وهو وصمة عار في جبين الإنسان الأوربي، الذي لم يشرع قانون منع الرق إلا بعد اختراع الآلة، والاستغناء بها عن سواعد البشر.. وما يزال هذا الإنسان الأوربي يمارس هذا الرق تحت صور متنوعة.. ومنه التمييز العنصري الذي يمارسه في إفريقيا، وما يزال يمارسه في فلسطين ضد الشعب الفلسطيني صاحب الأرض ومالكها فرضا وتعصيبا كما يقول فقهاؤنا..

إن معنى الحرية في الإسلام يبدأ من حرية الإنسان من أهوائه المحرّمة، من الوثنية التي هي “أحط دركة يرتكس فيها العقل”. وأي عبودية أكبر من إهانة كرامة المرأة التي انحط إليها “الفكر الأوروبي”؟ ومن تبعه من أراذلنا وسفهائنا ذكرانا وإناثا، و”هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • merghenis

    •ذكر في تعليق كليمنصو (Clemenceau)وهو سياسي فرنسي وميزته أن له لسان طويل فقال ما قال و هذا الذي قال مدون يمكن الإطلاع عليه فإنه لا يخلو من الطرافة. أعتقد أن ماقاله كليمنصو عن النفط موجود فعلا ضمن أقاله ولكن أعتقد أن كلامه لم يفهم بشكل صحيح.

  • حقائق فقط

    هاهي كرامة المرأة ومكانتها التي تتحدث عنها في عهد موسى ابن نصير : " بعث ابنه مروان على جيش فأصاب من السبي مائة ألف رأس، وبعث ابن أخيه في جيش فأصاب من السبي مائة ألف رأس أيضا من البربر، فلما جاء كتابه إلى الوليد وذكر فيه أن خمس الغنائم أربعون ألف رأس قال الناس: إن هذا أحمق، من أين له أربعون ألف رأس خمس الغنائم؟ فبلغه ذلك فأرسل أربعين ألف رأس وهي خمس ما غنم، ولم يسمع في الإسلام بمثل سبايا موسى بن نصير أمير المغرب. " المصدر كتاب البداية والنهاية- ج 9 - لمؤلفة ابن كثير الدمشقي .أنشري يا جريدة الشروق

  • سماش

    حدثنا عن السبايا والجواري والجزية ... اليست جرائم من العيار الثقيل

  • عمر

    قصة "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" واهية سندا ومتنا كما قيل

  • benchikh

    واضيف ان سمح لي السيد محمد الهادي ان الوزير الحرب الفرنسي كليمنصو قال لشعبه الفرنسي المذل "ان كل قطرة بترول تعادل قطرة دم فرنسي " ما ارخص العبد عندهم ومات في الحربيين العالمتيين من اجل السيطرة على منابع النفط 75 مليون مواطن في اوربا اين قيمة العبد عندهم عندما تمس المصالح وكورونا ليست مستبعدة لان مصالحهم اخذت بالتاكل .

  • ابن الجبل

    عن أي زمان تتحدث يا أستاذ ؟؟؟؟!!!!!.

  • عبد الرحيم طاروس

    أول وسيلة لمحو السيئة هي ً تحرير رقبة ً دليل على إرادة المشرع الأعلى للتخلص تدريجيا من الرق