رئيس “الكاف” وسفريات العمرة لِشراء الذّمم وتبييض الأموال

حاول الرّجل الثاني في “الكاف” الكونغولي كونستون عمري، عبثا تبرئة ساحته. وتلميع صورة الملغاشي أحمد أحمد رئيس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم.

ويشغل كونستون عمري (62 سنة) منصب رئيس اتحاد الكرة في بلده الكونغو الديموقراطية، وأيضا نائب رئيس “الكاف” أحمد أحمد. فضلا عن العضوية بِمجلس الفيفا.

وقال كونستون عمري إن اصطحاب رئيس “الكاف” أحمد أحمد  معه 18 إطارا يرأسون اتحاد الكرة بِبلدانهم، إلى البقاع المقدسة لِتأدية مناسك العمرة في شهر رمضان الفضيل، مجرّد كرم بسيط، ولا علاقة له بِشراء ذمم هؤلاء المسؤولين، وتبييض أموال الإتحاد الإفريقي لكرة القدم. وأوضح أن الهدايا جزء من الثقافة الإجتماعية للأفارقة عكس الأوروبيين والأمريكيين!؟

ونفى مسؤول الكرة الكونغولي في أحدث مقابلة صحفية، أدلى بها لِموقع “إنسايد وورلد فوتبال” البريطاني، أن يكون المبلغ المُستعمل في البقاع المُقدّسة قيمته 100 ألف دولار (1.3 مليار سنتيم)، وقال إنه لا يتعدّى رقم 20 ألف دولار (250 مليون سنتيم).

وفاز أحمد أحمد بِانتخابات رئاسة “الكاف” في مارس 2017، وكان كونستون عمري أحد أبرز المُدعّمين له.

مُتعوِّد على “الكلأ”!

وواصل نائب رئيس “الكاف” الدفاع عن رئيسه الملغاشي، وقال كونستون عمري إنه استلم مبلغ 15 ألف دولار (190 مليون سنتيم)، لمّا فارقت زوجته الحياة سنة 2016، منحها له رئيس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم – آنذاك – عيسى حياتو. في تلميح إلى أن الهدايا تقليد عند مسؤولي “الكاف”، ولا علاقة للأمر بِالفساد. عِلما أن كونستون عمري كان يشغل منصب العضوية بِاللجنة التنفيذية لـ “الكاف” أيّام المسؤول الكاميروني.

وضرب كونستون عمري مثالا آخر، في مسعى ثالث لِإبعاد “سيّده” أحمد أحمد عن الشبهات، وإثبات أن هذه الممارسات جزء من “الخصال الحميدة” لِأبناء القارة السّمراء، فقال المسؤول الكروي الكونغولي إن أحمد أحمد ساعد رئيس اتحاد الكرة سابقا في جمهورية إفريقيا الوسطى، لمّا أبلغه أنه يُعانى وضعية صعبة جدا ومُهدّد بِالموت، بِسبب الحرب الأهلية في بلده.

وتقول وسائل إعلام غربية إن رئيس اتحاد الكرة في جمهورية إفريقيا الوسطى المُشار إليه، كان يتزعّم ميليشيا ( جيش شعبي) في بلده. ما يُثير التساؤل حول دور “الكاف” في تغذية الإضطرابات والفوضى الأمنيتَين في القارة السّمراء. لذلك كان رئيس “الكاف” مُجبرا على أن يصبّ منحة أخرى لِإطاراته “صونا لِكرامتهم”، يقول رئيس اتحاد الكرة الكونغولي بِجدّية أقرب إلى التهكّم!؟
وإذا كان كونستون عمري قد نفى بِشدّة أنه اغترف من أموال “الكاف” لِتنظيم حفل زواج ابنته، فإنه اعترف بِالمقابل أن الإتحاد الإفريقي لكرة القدم يُقدّم له منحة سنوية تُقدّر بـ 200 ألف دولار (2.5 مليار سنتيم)، وزعم أن المبلغ يُستعمل في مهمّات عمل بِالخارج لِمصلحة “الكاف”.

وفي كل الأحوال، يكون كونستون عمري قد فشل في تبييض صورته، والمرافعة لِمصلحة رئيس “الكاف” أحمد أحمد، لأن سفرية البقاع المقدسة وهدية عيسى حياتو ومساعدة رجل حرب وحفل زفاف ابنته ومنح البعثات إلى الخارج، يُصعب تقبّلها على أنها ممارسات إنسانية خالية من شبهات الرّشوة وشراء الذّمم.

مذهب “الدّنيا مع الواقف”!

وعن سبب تخليه عن عيسى حياتو، رغم جودة العلاقة بينهما، ومساندته للملغاشي أحمد أحمد في انتخابات رئاسة “الكاف” عام 2017، وإن كان ذلك معناه أن كونستون عمري “منافق”، ولا يثبت على مبدأ، وينقلب على الرّجال. شدّد المسؤول الكونغولي – الذي يعتنق المسيحية والمذهب الكاثوليكي تحديدا – على أنه لا يتّصف بِهذه الخصال الدّنيئة، وطلب من مُحاوره بِتوجيه السؤال إلى عيسى حياتو، مُلمّحا إلى أن الرئيس السابق لـ “الكاف” ظلمه. في تصريح جد متناقض، لأنه قبل سنة من الإنتخابات، استلم كونستون عمري غلافا ماليا كبيرا (15 ألف دولار) من المسؤول الكاميروني، دعما معنويا وجبرا للخاطر بعد وفاة زوجته. فكيف يظلمه عيسى حياتو، وهو يدسّ له الحلوى في جيبه؟!

للإشارة، فإن الملغاشي أحمد أحمد رئيس “الكاف” قام في جويلية الماضي، بِترقية كونستون عمري إلى منصب نائب رئيس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم. بعد أن أقال النيجيري أماجو بينيك.

وتسرّب من مبنى “الكاف” أن أماجو بينيك أعاب على أحمد أحمد انفراده بِصنع القرار، وغرقه في وحل الفساد، ما تسبّب في تنحيته. عِلما أن المسؤول النيجيري كان بِدوره مِن أقوى الشخصيات التي دعّمت الإطار الملغاشي في انتخابات رئاسة “الكاف” شهر مارس من عام 2017.