-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رابح خاسر!

جمال لعلامي
  • 2530
  • 0
رابح خاسر!
رابح ماجر

ليس المقام هنا، لتقييم أو محاكمة الناخب الوطني، اللاعب الكبير، رابح ماجر، ولكن للوقوف على هكذا نماذج وعيّنات، “تهردها” الخسارة تلو الخسارة، لكنها تستسهل هذه الخسارة وتعود إلى الانتصارات السابقة، دون أن تعترف بالخسارة، وإذا اعترفت بها، قالت إنها من القضاء والقدر!
رابح “راهو” خاسر، لكنه يقول إنه لن يستقيل، ربما يفضل انتظار الإقالة، كغيره من عديد المسؤولين، في الرياضة والسياسة والإدارة ومختلف المؤسسات والشركات، فالاستقالة هي رمي للمنشفة، واعتراف بالفشل وهناك من يعتبرها هروبا وعدم تحمّل المسؤولية إلى النهاية، ولذلك ينتظرون الطرد والإبعاد، وهي نفس الخطة التي يعتمدها العامل البسيط، الذي ينتظر “التسريح التعسفي” حتى يقبض التعويضات ولا يخرج من المولد بلا حمّص!
الخاسر ليس رابح ماجر فقط، فالمنتخب هو الخاسر الأول، والجمهور خاسر أيضا، والفاف خاسرة، ووزارة الرياضة خاسرة كذلك، ولهذا السبب يريد “الرابح” الاستفادة من الربح جيّدا وبالطول والعرض، ولا يهمه إن خسر الآخرون، طالما أنه سيربح بربحه، ولن يخسر بخسارتهم!
هل خسر وزراء، سابقون ولاحقون، أحياء منهم وأموات، من التعديلات الحكومية؟ هل خسروا من فشلهم في قطاعاتهم؟ هل خسروا بخسارة الحكومة؟ هل خسروا من الإقالة؟ أم أنهم ربحوا لقب “معالي الوزير”، وربحوا الامتيازات والأجرة المحترمة والسكن اللائق وأحيانا احتفاظهم بالسكن الوظيفي، وسيارة الخدمة، وحتى “بودي قارد” الدولة؟
هل خسر ولاة ونواب وأميار ومنتخبون، عندما غادروا مناصبهم؟ أم ربحوا هم أيضا امتيازات وألقاب يحلم عامة الناس بالحصول على عُشرها؟ هل خسروا أم ربحوا، لأنهم استفادوا من “غنائم” و”أصدقاء” نفعوهم بعد رحيلهم، ومنهم من تحوّل في ظروف غامضة إلى رجال أعمال ومستثمرين، ومنهم من اكتفى بصفوف “الموتى-قاعدين” وكفى المعزولين شرّ القتال و”الهبال”!
لقد ربح مديرو شركات كثيرا بإحالتهم على التقاعد، وإنهاء مهامهم، ولعلّ أهم ربح حصدوه، هو تفاديهم الخسارة بإحالة بعضهم على التحقيق والمتابعة وأحيانا السجن بسبب تواطؤ أو تورّط في قضايا وتجاوزات يعاقب عليها القانون وتذمّها الأخلاق والعادات والتقاليد!
صدق من يناضل ويكافح ويحارب من أجل تطبيق قاعدة “رابح-رابح”، لكن الظاهر أن “رابح-ماجر” تحوّل إلى نموذج حيّ وواقعي لكل ما هو “رابح-خاسر”، سواء في المباريات الرياضية أو الانتخابية أو السياسية أو الحزبية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو النقابية أو التربوية أو الأخلاقية، ولا فرق طبعا بين هؤلاء وأولئك، طالما “ألـّي حاب يربح العام طويل”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!