-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“رابح”.. من جامِع إلى مفرّق؟

“رابح”.. من جامِع إلى مفرّق؟
أرشيف

الذين انتدبوا المدرب الجزائري، ولاعب الكرة الشهير، رابح ماجر لتدريب المنتخب الوطني لكرة القدم، إنما فعلوا ذلك ليس من أجل هاته اللعبة التي تطوّرت بشكل كبير في بلاد أوروبا وأمريكا اللاتينية، وإنما من أجل رأب الصدع الذي أصاب الرياضة الأكثر شعبية في الجزائر، وهي كرة القدم، بعد الإقصاء المرّ من كأس العالم الذي سيتابعه الجزائريون هذا الصيف، كمتفرجين وليس كمشجعين، وكان هدف الذين قرّروا أن يكون رابح ماجر الذي لا يمتلك أي خبرة في عالم التدريب، ولا أي شهادة تدريب، ناخبا لمنتخب يكاد يكون المتسبّب الوحيد في أفراح الجزائريين على مدار عقود، إنما أرادوا أن يجمع هذا اللاعب الكبير، في زمن الكرة الجميل، الجزائريين حول كرة القدم، لا أن يفرقهم كما حدث في الآونة الأخيرة عندما قرّر بمحض إرادته أن يقاطع الإعلام الجزائري، وكان في السنوات الأخيرة، وهو على حق، ينتقد المدربين الأجانب، الذين كانوا يفضلون الحديث مع الصحافة الأجنبية والفرنسية على وجه الخصوص، ويتجنبون الحديث مع الإعلام الجزائري.
ليت الأمر توقف عند التفريق بين الأنصار على المدرجات، وإنما انتقل إلى بناء جدار فاصل في البحر، بين المغتربين، والذين يعيشون على أرض الوطن، وإذا كان الرجل يرى أن اللاعب محمد فارس الذي ينشط في إيطاليا في الدرجة الأولى، وهو يعلم بأن الكرة الإيطالية أحسن بكثير من الكرة البرتغالية، التي تألق فيها، أقل مستوى من لاعب ينشط مع ناد جزائري، وذاك من حقه الكامل، ضمن حرية إبداء الرأي، وليس ضمن الخوض في عالم الكرة العصرية، فإن انتقال العدوى إلى أوساط شعبية وإعلامية، كأن يصف معلق التلفزيون العمومي، هدف المنتخب الجزائري في مرمى إيران بـ”الهدف الجزائري مئة بالمئة”، هو الخطر الذي جرّنا إليه المدرب الجزائري الحالي رابح ماجر، من دون أن يدري بكل تأكيد.
تميّزت السنة الجديدة 2018 بعد أشهر ثلاثة فقط، بكثير من الهفوات التي ارتكبها ساسة ورؤساء جمعيات وأحزاب ورجال دين، أساؤوا التعامل مع الأحداث ومنهم من جرّ نفسه إلى المقصلة السياسية والثقافية بين من حرّم على أبنائه دراسة الأمازيغية، وبين من أغلقت الباب في وجه ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن أفتى بخروج جيرانه من دائرة أهل السنة والجماعة، لينتقل التفريق إلى عالم الكرة التي كانت تهدم القِيم وتزرع الفتن، في المباريات المحلية، من خلال أعمال العنف التي تعمّ ملاعبنا في مختلف الأقسام ومختلف الولايات، ثم تجمعهم حول المنتخب الوطني، الذي عاش معه الجزائريون، أجمل أيامهم في أم درمان والبرازيل، ويبدو أن هذا الوميض قد خفت بعد أن صارت كل مباراة يلعبها المنتخب الجزائري، تثير هذا الجدل الكبير، وتدخلنا في دوامة، نتحول فيها إلى كرة تتقاذفنا الأقدام في مباراة أعلن الحكم عن بدايتها… ورفض نهايتها؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • mourad

    لم افهم الى حد الان سياسة مد الظهر للمغتربين عيب عليك يا ماجر والتاريخ لن يرحمك

  • Med Amenas

    متى و أين نجح ماجر كمدرب، فكرنا الله يفكرك بالشهادة !!??

  • dahmane

    ياسي بو بكر الحمد لله الجمهور الجزائري يعرف مليح كرة القدم لازم تنحية كل من ولد علي ادخل روحو في المنتخب الوطني هذي ما صراتش غير عندنا في الجزائر،وزطتشي الذي لا يفقه شيء في التسير عندبالو ساهلة،وماجر المدرب الي ما نروحوش معاه بعيد لا شهادة ولا هم يحزنون

  • بوبكر

    الناس تدعم الفاشل حتى ينجح و انتم تتهجمون على الناجح حتى يفشل خلوه يخدم يا سبحان الله