-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الحجاج يلهبون المدينة المنورة عقب الفوز

راسبون في البكالوريا وعجائز يتقدمون مواكب الإحتفال بالعروس الإفريقية

زهيرة مجراب
  • 2199
  • 3
راسبون في البكالوريا وعجائز يتقدمون مواكب الإحتفال بالعروس الإفريقية
ح.م

عاش الجزائريون ليلة مجنونة الجمعة، بعد تتويج الفريق الوطني بكأس أمم إفريقيا فخرجوا عن بكرة أبيهم للرقص والهتاف والغناء في الشوارع وهي الفرحة التي لم يعرفها الجيل الجديد ولم تعشها البلاد منذ 30 عاما، لتضيء الألعاب النارية سماء العاصمة ويبدد قرع الطبول الصمت الذي كان يلفها أثناء المباراة وتستمر الأفراح حتى ساعات متقدمة من صبيحة السبت.

أدخل فوز الفريق الوطني على نظيره السنغالي في نهائي كأس إفريقيا ملايين الجزائريين في نوبة فرح هيستيرية لتضيق بهم الشوارع والطرقات، حيث تسببت مواكب السيارات الاحتفالية في زحمة سير كبيرة ولم يعد يسمع سوى هتاف المناصرين مرددين الشعار “وان، تو، ثري.. فيفا لالجيري”، وسط ارتفاع صوت المنبهات والأبواق وكذا “الفوفوزيلا” الشهيرة التي أبت إلا أن تسجل حضورها.

ولم يقتصر الزحام على السيارات فقط بل حتى الراجلون لم يتمكنوا من السير على أقدامهم، بينما راح وفود من الشباب يصنعون الفرجة بتشكيلهم تجمعات صغيرة على مستوى الأحياء مرددين خلالها أشهر الأغاني الرياضية المحتفية بنجاح الخضر والممجدة لتاريخ المنتخب الوطني سليل فريق جبة التحرير ورقصوا طويلا على أنغامها.

الفوز بالكأس يمسح دموع الراسبين في البكالوريا

أنست فرحة الكأس أو “الكحلوشة” مثلما يحلو لمناصري الفريق الوطني تسميتها، وهي التسمية التي يرونها فأل خير على الجزائر وكانت “مربوحة” عليهم وعلى الوطن، فقد تمكنوا من الحصول على النجمة الثانية، التلاميذ الراسبين في امتحان البكالوريا حزنهم وهونت عليهم مأساتهم وقد ساعدهم الفوز كثيرا في تخطي عقبة الفشل، فقد حرر الهدف الذي أمضاه بغداد بونجاح في الدقائق الأولى من المباراة من مسح دموعهم التي انهمرت بشدة، حيث كتبت إحدى التلميذات على صفحتها الخاصة في “الفايسبوك” اليوم سأنسى رسوبي وفشلي ففوز الجزائر هو فرحة وطن ومن واجبنا جميعا المشاركة فيها، بينما علق تلميذ آخر بأن خروجه للاحتفال أمر منطقي جدا وطبيعي جدا حتى أن معظم زملائه الراسبين خرجوا للشارع فأجواء الاحتفال بالعروس الإفريقية لم يسبق له عيشها ولن تتكرر إلا بعد سنتين إن شاء الله.

“البوق” و”الفيميجان” ينيران سماء الوطن وفلسطين في القلب

لقيت تجارة الألعاب النارية “الفيميجان” و”البوق” إقبالا كبيرا بعد انتهاء المباراة وهو التقليد الراسخ لدى جل الشباب الجزائريين والجمهور الرياضي حيث يتصدر عدة الاحتفالات، وقد انتشر خلال الاحتفال وعلى طول الطرقات أطفال وشباب يحملون “الفيميجان” و”البوق” لعرضها للبيع على المحتفلين وقد بلغ سعر الأولى 1700 دج بينما الثانية 1100 دج، وبالرغم من ارتفاع ثمنهما إلا أنهما كانا حاضرين بقوة وأنارا سماء المدن والجميع ولايات الوطن خلال الحفل الذي امتد حتى الساعات الأولى من النهار. وقد برع العديد من الشباب وتميزوا في الرقص بها على وقع أنغام “الطنبور”، “القراقابو” وغيرها من الأدوات الموسيقية. وفي بعض أحياء العاصمة صنعت فرق “الزرنة” الشريك الدائم للأفراح والأعراس الجزائرية أجواء خرافية في ليلة أسطورية، بعدما بقيت تعزف أشهر أغاني الفريق الوطني ليتجاوب معها الشباب فغنوا مطولا، وتذكروا صناع ملحمة “أم درمان” وفي غمرة فرحهم واحتفالاتهم لم ينسوا “فلسطين” فهتفوا باسمها كثيرا وحملوا علمها إلى جانب الراية الوطنية، مهدين بذلك الإنجاز الكبير لأبناء غزة وكل الأراضي الفلسطينية.

نساء ومسنات في مقدمة المحتفلين بالعروس الإفريقية

لم تفوت نساء الجزائر فرصة الفوز الثمين وخرجن بقوة للمشاركة في الاحتفالات المميزة، مؤكدات على أن التاريخ في كل مرة يصنعه رجال الجزائر إلا وتكون النساء برفقتهن ويشددن على عضدهن، فبعد المواكب الاحتفالية والزغاريد والتنقل للملاعب لمناصرة الفريق الوطني قررت النسوة تمديد فرحهن باتخاذهن قرار الخروج لانتظار عودة اللاعبين وهم يحملون التاج الإفريقي، ويتسيدون القارة السمراء وما ميز الأجواء هذه المرة خروج العجائز المسنات ومشاركتهن بقوة بالأعلام الوطنية حيث لم يمنعهن تقدم العمر ولا المرض من الاحتفاء بأشبال بلماضي.

مواقع التواصل الاجتماعي تزدحم بالتهاني واحتفالات المناصرين

تحولت مواقع التواصل الاجتماعي لساحة أخرى احتضنت أفراح الجزائريين بفعل التهاني والصور ومقاطع الفيديو التي تدولها رواد العالم الافتراضي من مختلف أنحاء الوطن والعالم، فقد حضرت جميع ولايات الوطن 48 عبر خاصية البث المباشر وتشاطروا عيش الأفراح والاحتفال. وعلى خطاهم سار أفراد الجالية الجزائرية في المهجر فقد صنعوا صورا ومشاهد لا تنسى في كل من فرنسا، كندا، قطر، المغرب، لندن، مرددين بأن هذا اليوم تاريخي ومحاربو الصحراء يستحقون دخول التاريخ. كما عرفت صفحات نجوم المنتخب الوطني توافدا كبيرا لعشاق الخضر الذين شكروهم على الروح القتالية والاستماتة على ميدان لإحراز اللقب، بينما استغربوا من تصرف الحراس المصريين الذين منعوا اللاعبين من الاحتفال رفقة مشجعيهم. وكذا الجمهور المصري الذي توافد على الملعب لتشجيع السينيغال متناسين أن العروبة والإسلام يجمعهم بالجزائر.

الحجاج يحتفلون بالفوز في المدينة المنورة

شارك الحجاج الجزائريون المتواجدون بالمدينة المنورة الشعب أفراحهم واحتفلوا هم أيضا في مدينة خير الخلق عليه السلام بإنجاز الخضر، حيث حملوا الرايات الوطنية ورددوا هتافات الإشادة والتمجيد بعناصر الفريق الوطني و”الكوتش” جمال بلماضي الذي استطاع بناء منتخب قوي وإعادة البسمة للشعب. واستطاعت التكبيرات التي أطلقها الحجاج بعد صافرة النهاية على غرار ” الله أكبر جمال بلماضي”… ” الله أكبر تحيا الجزائر”، صناعة الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي حيث أكد ضيوف الرحمان بأن الوطن دائما معهم وفي قلوبهم وأن اللقب الإفريقي يستحق الاحتفال به.

فنانون يبدعون في رسم جداريات بصور لاعبي الفريق الوطني

لم تقتصر الاحتفالات على الرقص والغناء فقد تفنن الشعب الجزائري المبدع والمبتكر في مناصرة الفريق الوطني والتعبير عن الفرحة كل على طريقته، فبداية من الرايات الوطنية التي علقت على شرفات العمارات مثلما هي العادة دوما في كل الأعياد الوطنية والمواعيد الرياضية الهامة، قامت بعض محلات صناعة الحلويات بعرض كعكات وعليها العلم الوطني المصنوع من عجينة السكر أو اللوز وبعض الكتابات المشيدة بالفريق، وهناك من فضل صناعة كعكة على شكل قميص الخضر بأسماء بعض لاعبي الفريق كمحرز وبلايلي، بونجاح، بن سبعيني، بن ناصر وماندي وغيرهم من النجوم الذين لمعت أسماءهم في سماء الكرة الإفريقية وأثبتوا علو كعبهم على باقي المنتخبات. فيما أقدم بعض الفنانون على تزيين جدران الشوارع في ولاية النعامة بصور الناخب الوطني جمال بلماضي وبقية اللاعبين مع عبارات تحفيزية وتشجيعية لمواصلة المشوار، ولأن الفرحة كانت كبيرة راح البعض ينظم قصائد شعرية يمجد فيها محاربي الصحراء وإنجازهم الكبير.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • merghenis

    «الحجاج يحتفلون بالفوز في المدينة المنورة» أعتقد أن هذا تصرف خاطئ . لا يليق ـــ في رأيي الخاص ـــــ بالحجاج و هم موجودون في مهمة كبيرة...

  • Algérie

    قال الله تعالى: فلا فسوق ولا جدال في الحج

  • Ahmed

    النقطة السوداء هي تصريح بلماضي بانه سوف يقوم بفحص عينيه عند رجوعه. لان هاته الكلمة اللتي لم يلقي لها بالا ضربت في مقتل جهود عديد من الشباب اليوتوبرز الجزائريين والمصريين الذين بذلو جهودا كبيرة في رأب الصدع بين الشعبين الشقيقين ونجحو في ذلك الى حد بعيد قبل ان ياتي هذا التصريح الذي نتمنى الا يعيد الامور الى نقطة الصفر.