-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعدما فعلها القضاة وعمال البنوك

“رجال المنابر” يركبون الموجة.. ما هو حدود تأثيرهم؟

محمد مسلم
  • 6058
  • 16
“رجال المنابر” يركبون الموجة.. ما هو حدود تأثيرهم؟
أرشيف

الأئمة يلتحقون بالركب.. فبعد إضراب القضاة وتهديد عمال البنوك العمومية، والإضرابات المزمنة لقطاع التربية، جاء الدور هذه المرة على “رجال المنابر”، ليصعدوا من ضغطهم على الحكومة أملا في التجاوب مع مطالبهم، في ظرف سياسي واجتماعي حساس.

التنسيقية الوطنية للأئمة وعلى لسان رئيسها جلول حجيمي، قررت تنظيم وقفات احتجاجية، للتعبير عن رفضها لـ”الأوضاع المزرية” التي وصل إليها الأئمة والرتب القريبة منها، وكذا عدم تجاوب الوزارة الوصية مع مطالبهم.

ويقول حجيمي إن الأئمة طالبوا التنسيقية الوطنية بالتحرك لاسترجاع حقوق عمال قطاع الشؤون الدينية، والضغط على الحكومة من أجل مراجعة القانون الأساسي والنظام التعويضي لعمال القطاع، الذي يعتبر الأسوأ من حيث الأجور.

توجه الأئمة نحو التصعيد في صراعهم مع الحكومة، يأتي في ظرف خاص، ميزه جنوح الجهاز التنفيذي إلى التجاوب مع مطالب رفعت في احتجاجات شهدتها بعض القطاعات الحساسة، مثل سلك القضاء، والبنوك العمومية، الأمر الذي شجعهم على ركوب موجة الاحتجاجات المطلبية.

ويشكل إضراب القضاة سابقة في تاريخ البلاد، وقد جاء في ظرف جد حساس، وأيا كانت نتائج هذا الإضراب، فقد أفضى إلى تحقيق غالبية المطالب التي رفعت، كما جاء على لسان رئيس النقابة الوطنية للقضاة، يسعد مبروك.

وبينما كان القضاة يخوضون واحدا من أكثر الإضرابات إثارة للجدل في تاريخ البلاد، هددت الاتحادية الوطنية لعمال البنوك، بالدخول في إضراب مفتوح، في حال لم تتجاوب الحكومة بمطالب هذه الفئة من العمال، والمتمثلة في رفع الأجور.

غير أن الحكومة رضخت في الأخير وقررت التجاوب مع مطالب عمال البنوك، وتم تفادي الإضراب، الذي كان يمكن أن يخلق أزمة من شأنها أن تضيف متاعب جديدة لوضع مأزوم أصلا.

وفي سياق هذه المعطيات، جاء تهديد التنسيقية الوطنية للأئمة بالإضراب، سياق يبدو مناسبا من حيث احتمالات قوة تأثيره، غير أن طبيعة القطاع تبدو أقل أهمية من قطاعي العدالة والمالية، اللذين تحققت مطالب موظفيهما.

ورغم صمود الحكومة لنحو أزيد من أسبوع أمام إضراب القضاة، إلا أنها انصاعت في الأخير وتجاوبت مع غالبية مطالب عمال هذا القطاع، حسب رئيس نقابة القضاة، مثلما تجاوبت الحكومة مع مطالب عمال البنوك قبل وقوع الإضراب، فهل سيكون الأمر كذلك بالنسبة لموقف الحكومة من مطالب عمال قطاع الشؤون الدينية؟

قد لا يكون إضراب الأئمة مؤثرا على صيرورة عمل الدولة، عكس ما كان عليه الحال بالنسبة لإضراب لقضاة، وعمال البنوك الذين تم تفاديه في آخر لحظة، غير أن التعامل بمنطق “عض الأصابع” مع هذه الفئة الهشة من الموظفين، قد يجلب لهم التعاطف في المجتمع ما دام أن هناك حالات مشابهة تم التجاوب معها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
16
  • جزائري حر

    تبا لكل من يعتبر أن مهنته مجرد راتب ينتظره في كل أخر شهر. العبيد.

  • جزائري حر

    كل المهن بالنسبة لأعلب الجزائريين أصبحت تمثل الراتب الشهري المنتظر في كل اخر شهر وأما غير دلك فدلك من سابع المستحيلات وعلى رأسهم الأئمة الدين أصبح وجودهم لا وجود له يعني لا دور لهم إلا التزمير بمزمار العصابة .

  • عبد الرحمان بن مبروك إليزي

    كان الواجب ألا يطالب الإمام بحقوقه بل تعطى له دون أن يطالب بها

  • قدور 24

    البلاد تحتاج وقوف الجميع وليش التهديد والوعيد بالاضراب فاولا واخيرا الزوالي هو المتضرر

  • كمال

    لو كنت رئيسا للدولة لألغيت وزارة الشؤون الدينية ووزارة المجاهدين وألحقتهم بقطاعات أخرى حفاظا على المال العام وعدم هدره في وزارات ليس لها أي لزمة في تسير حياة المواطنين. المجتمعات الراقية تقودها القيم الأخلاقية والعقيدة شأن خاص بين الخالق والمخلوق ولكن الكهنوت يريد التحكم في الناس من خلال "تدين" شكلي وإهام الناس أنه من غيرهم لن ندخل الجنة. يجب إعادة تكوين الأئمة لممارسة وظيفة أخرى وترك دور العبادة للمتطوعين ولكن بقوانين صارمة تحت رقابة الدولة والمجتمع لتجنب التطرف والفكر السياساوي. خليهم اقرفوا الله لا ردهم.

  • mokhtar

    ما هو العمل الذي يقوم به الائمة ليطالبوا بالزيادة في الاجور؟
    هل الصلاة وظيفة ؟
    اذا كان الامر كذلك فعلى الدولة ان تدفع لجميع المصلين وليس للائمة فقط .

  • Hamza malek

    لا محل لهم من الاعراب .ابواق فاشلة

  • الخلاط الجلاط

    قالوا: شاهد الزور يروح راكب ويرجع يمشي

  • أحمد

    نأسف لهذا القرار. كنا نضن أنه ولو صار الجميع انتهازيون فرجل الدين لا يمكن ان يكون كذاك، لكن للأسف فقد تبين أنه مثل الآخرين موضف مجرد موضف. ابتز الآخرون الدولة وهي في امس الحاجة إلى ابنائها المخلصين وحققوا ما أرادوا، فأغوى ذلك هذه الفئة (رجال الدين) لتمارسة هي ايضا الابتزاز، آسف يا وطني آسف آسف. لك الله.

  • جزائري حر

    لا تخف يا أخ محمد فلاسوف يعطونهم عظم ممشش مثل ما فعلوا مع القضاة وتحل المشكلة. غن الباندية يضغطون على الباندية فهي فرصتهم لكي يأخدون حصتهم من الغنيمة.

  • العامري

    ستتحقق مطالبهم وسيدخلون بقوة مهراجان التزمير والتطبيل لمرشجي العصابة باسم إنجاح الانتخابات ....

  • الواضح الصريح

    أحسن خدمة تقدمونها لله وللوطن والمواطن هي أنكم تتوقفون على العمل نهائيا ، الخدمات التي يقدمها أبسيط فلاح البطاطا والبطيخ والدلاع في امعسكر أو واد سوف أفضل من كل ماتقدمونه جميعا .

  • من الحراك

    من راي منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه وهو اضعف الايمان..القاضي الكبير سيحاسبكم يوم القيامه بالامس ساندتم العهده الخامسه يااصحاب الزوايا فزال قدركم في المجتمع واصبحتم تمثلون البؤس ..ومازلتم تطبلون للظالمين فشوهتم الاسلام والمسلمين

  • Tasmany

    مساء الخير، بعدما فعلها القضاة وعمال البنوك
    “رجال المنابر” يركبون الموجة.. ما هو حدود تأثيرهم؟
    الرجاء تصويب العنوان إلى "رجال المنابر" يركبون الموجة...ما هي حدود تأثيرهم؟
    والسلام خير ختام

  • ياسين

    لقد بات واضحا أن الخلايا النائمة للعصابات القابعة في السجون و التي مازالت تسرح في المروج لها اليد الطولى فيما يحدث من إضرابات فبعد أن فشلت في إحداث العصيان المدني و الإضراب الشامل لتعطيل المسار الانتخابي ...ها هي تركب ظهر العمال و مختلف الموظفين باسم المطالب الاجتماعية لكن خفاياها هي سياسية بالدرجة الأولى للتشويش على الانتخابات المقبلة؟؟؟ لقد تحالف المكر و الغباء أو الفكر القاتل مع الفكر الميت لإحداث الاضطراب في البلاد؟؟؟ فتبا لكم و لمطالبكم التي جاءت في غير وقتها؟؟؟ إنها الانتهازية أو اليد الخفية للعصابة؟؟؟

  • ماني قاضي ماني امام

    الحكومة حقارة وماتحترم لاقضاة ولا ائمة ولا معلمين واذا استجابت لمطالب القضاة فبسبب الخوف والضغط لي تعرفو في محاكمة العصابة (السعيد وتوفيق وجماعتهم)
    اما الائمة فالحكومة لاتهتم لامرهم لانها اصلا لاتهتم بدين الشعب (الاسلام) ولا حتى بالمساجد التي لاتبنيها الحكومة وانما الشعب هو لي يبنيها باستثناء المسجد الاعظم
    وبالمختصر المفيد لاتوجد عدالة من طرف الحكومة تجاه الموظفين والسلام