-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الجراحة البلاستيكية في الجزائر:

رحلة ترميم التشوهات وإعادة الملامح المفقودة

صالح عزوز
  • 900
  • 0
رحلة ترميم التشوهات وإعادة الملامح المفقودة
ح.م

هي رحلة البحث عن ملامح ضائعة، نتيجة للحروق الناتجة عن الحوادث بمختلف درجاتها، أو التي كان سببها الإهمال والنسيان وأدت إلى نتائج وخيمة، ومثل هذه الحوادث التي تحدث يوميا تقريبا، أصابت أعدادا كثيرة من المواطنين، مما يدفع بالكثير من المصابين بهذه الحروق أو الالتهابات، إلى البحث عن علاج مفيد وفعال، حتى ولو كلفهم الأمر البقاء بضمادات أو أقنعة لشهور أو سنوات، ودخول ما يعرف بالجراحة البلاستيكية، والتي تعد طريقة ناجعة وفعالة للعلاج، وتسمح للمصابين بالعودة إلى حياتهم العادية، خاصة بعد الحالة النفسية الصعبة التي مروا بها، نتيجة الآثار البشعة التي تتركها تلك الحروق على وجوههم وأجسادهم، حسب المادة التي سببت هذه الحروق.

بداية البحث عن الملامح الضائعة

من أجل الوقوف على تفاصيل هذه الجراحة، قمنا بجولة إلى مستشفى الدويرة، ووقفنا على كيفية المرور إلى هذه العملية مع مختصين في هذا المجال، سواء بالنسبة للإصابات المستعجلة أو تلك التي تأخرت ووجب التدخل من أجل ترميم هذه التشوهات، التي مست بعضا من أجزاء الجسم وخاصة الوجه، لأنه يعتبر الشق الاجتماعي للشخص، لذا يكون ضرره نفسيا عند الإصابة أكثر منه ماديا. أول ما تلاحظه وأنت في قسم الجراحة البلاستيكية، أن المرضى والمصابين يأتونه من كل حدب وصوب، وكل يحمل تشوها ما، حتى أصبح لا يطيق عدد الوافدين إليه، اختلفت مدنهم كما اختلفت إصاباتهم في الشدة وأماكنها سواء في الوجه أو الصدر، الأطراف وغيرها، وتزيد المعاناة في طول الانتظار والصبر من أجل الوصول إلى الدور والدخول الى استشارة الطبيب، اغتنما فرصة الانتظار لجس نبض الكثير منهم، وفي كيفية وقوعهم في هذه الحروق التي تتفاوت في خطورتها من شخص لآخر، حيث كان أغلبها حروقا وقعت في البيت، لذا وجدنا أغلب المصابين نساء، سواء للاستعمال الخطأ لبعض الأجهزة الكهرومنزلية المختلفة، أو لتسرب الغاز في بعض البيوت، او للإهمال والنسيان في ترك الزيت أو الماء الساخن على الطباخة أو “الطابونة”، أو بعض الأطفال احترقوا نتيجة لسقوطهم فوق فرن التدفئة، وغيرها من الأسباب التي اختلفت في مجملها، لكنها اشتركت في تشويه جزء من أجزاء الجسم سواء الواضح للعيان مثل الوجه والأطراف أو ما هو مخفي تحت القماش أو الألبسة.

نختصر الجانب الإداري، الذي يمر عبر الكثير من الفحوصات التي يجب القيام بها، والتحاليل وأخذ صور مختلفة لمكان الإصابة، تتنوع في الوضعية لإظهار مكان الضرر من كل النواحي، بالإضافة إلى هذا يجب أن يقوم كل مصاب بالأشعة الخاصة بالقلب والصدر، وهي كل الوثائق التي تقدم لإكمال ملف المتابعة في هذه المستشفى، من أجل إجراء عملية الجراحة البلاستيكية في الموعد الذي يحدده الطبيب المشرف عليها، لكن قبل هذا وجب على المصاب أن يمر عبر موعد قبل اجراء هذه العملية، وهي موعد الإنعاش وهو عبارة عن فحص ثان من طرف مختصين في هذا المجال، للوقوف على تفاصيل مهمة ودقيقة في حياة المصاب، ولعل أهمها هي نوعية الأدوية التي يتعاطاها ومعرفة إن كان مصابا بأمراض مزمنة مثل السكري والضغط وغيرها، وهذا من أجل تفادي مضاعفات قد تحصل اثناء العملية الجراحية، وكذا تحديد نوعية الإنعاش الواجب استعماله سواء المحلي أو العام، فكل حالة لها إنعاش خاص، حسب الحالة الصحية للشخص وحسب شدة الاصابة كذلك التي تختلف بين الأفراد، بعدها يصل المريض إلى مرحلة العملية الجراحية في موعدها المحدد، عملية ربما تكون بنزع قطعة من الجسم وإضافتها إلى المكان المصاب كعملية تركيب أو ترميم لها، بعدها ينتقل المريض إلى مرحلة أخرى في العلاج، وهي مرحلة تلبيس الجزء المصاب بواق أو قناع خاص.

موعد لأخذ المقاييس وآخر للتركيب

قبيل العملية الجراحية، يتجه المصاب إلى مركز خاص من أجل الحصول على التلبيس المخصص للجزء المصاب، يمر المتضرر بهذه الحروق عبر استشارة طبية، وتكون عبارة عن أخذ المقاييس الخاصة بمكان الإصابة، سواء في الوجه أو الصدر أو أحد الأطراف، اتجهنا إلى هذا المركز الموجود في العاصمة، ووقفنا على هذه التفاصيل، إجراءات بسيطة جدا، إلا أنها واجبة في الحصول على هذا الجزء الهام من البلاستيك الذي سوف يصاحب المريض إلى شهور عديدة، أو لسنة واثنتين حسب تطور العلاج.

عشرون ألف دينار جزائري وأكثر لقناع الوجه

كنا محظوظين في أخذ تفاصيل كثيرة في هذه المصلحة المتخصصة في التلبيس الخاص بالحروق، بل لمسنا الكثير من الحالات لشباب ومراهقين أصيبوا بحروق بليغة، لكنهم بعد هذه العملية حصلوا على نتائج جد ايجابية، من بينهم طالب ثانوي حدثت له حروق كبيرة على مستوى الصدر، أجبرته على وضع صدرية لأكثر من سنة ونصف، لكن النتيجة كانت باهرة وهو ما شاهدناه في الصور قبل وأثناء وبعد العلاج، حيث بقي اثر طفيف لها، أما فيما يخص القناع المخصص لمن أصابته هذه الحروق على مستوى الوجه فيتطلب استعمال المصاب لقناعين لمدة سنة إلى سنة ونصف تقريبا، يغير كل واحد عشرين يوما من أجل تنظيفه، وينزع من طرف المستعمل له مرة واحدة لكل أربع وعشرين ساعة من الاستعمال، وهي من بين التوصيات الواجب إتباعها من طرف المريض للحصول على نتائج جيدة.

شهر من الانتظار والاستيراد من اسبانيا

تخصص مدة الحصول على مثل هذه المواد المساعدة في الجراحة البلاستيكية، شهرا كاملا من تاريخ القيام بمختلف القياسات عند طلبها، وهي ليست محلية الصنع، بل مستوردة من دول أخرى على غرار اسبانيا، لهذه الأسباب يجب انتظار كل هذه المدة للحصول عليه، ويكون التركيب في هذه المصلحة من طرف طبيب مختص.
هي جراحة بين الجراحة التجميلية وأخرى لإعادة ترميم جزء من الجسم، الفرق بينهما أن الأولى تحاول الحصول على ملامح جديدة، أما الثانية فتقوم على استرجاع ملامح قديمة مفقودة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!