-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رحيل (خادمة القرآن) مريم إبراهيم إنياس -النّسويّة الرّوحيّة-

بومدين بوزيد
  • 534
  • 2
رحيل (خادمة القرآن) مريم إبراهيم إنياس -النّسويّة الرّوحيّة-
ح.م
مريم إبراهيم إنياس

رحلت يوم السبت  (خادمة القرآن ) العارفة بالله السيدة مريم بنت الشيخ ابراهيم انياس -رحمها الله -، وهبت حياتها لخدمة القرآن والمعرفة وكانت مدرستها (دار القرآن) بداكار تتسع لأكثر من الف وستمائة طالب.

وحين تابَعتُ نعيها تذكرت كتاباً ترجم صاحبه لأكثر من مئة إمرأة تيجانية، منهنّ من تمشيخت في العلم والطريقة ولقّنت الأوراد والذِّكر ، وعلاقة التصوف بالمرأة في التاريخ الثقافي الديني يرتبط برمزيات مثل رابعة العدوية ولالة زينب (زاوية الهامل) وتلك النّسوة اللواتي بسطن ايديهن لعمل المعروف والخير فشيدن المساجد والمدارس العلمية مثل القيروانية (جامع القرويين) وكم من قرية أو مدينة تنسب للقب تعبدي زهدي اجتماعي (لالّة فلانة) ومنهن من نُسبت لها الأرجوزات العلمية لأنهن  طلبن ذلك من فقائهن ك(خيرونة الفقيهة الاندلسية) التي بفضلها  ألّف أبو عمر السلالجي الفاسي (ت 574ه) كتابا في العقيدة أصبح مرجعا للمغاربة (العقيدة البرهانية والفصول الإيمانية).

انتقال السيدة مريم الى رحمة الله ذكرني   باوريلي بيكارد الفرنسية زوجة أحمد عمار التيجاني وأصبح اسمها (لالة يامينة) وشيدت في نواحي عين ماضي (قصر كوردان) المهمل الآن والذي لم نستثمره سياحيا ولم تبذل وزارة الثقافة منذ الاستقلال جهدا في ترميمه والاهتمام به بحجة أنه خاص بالعائلة التيجانية والورثة.
وفاة (خادمة القرآن) يحزننا لأننا ضيعنا بوصلتنا الافريقية واتلفنا الطريق الروحي الآمن نحو  إخواننا في السينغال والساحل الافريقي ، أصابنا التيهان والضياع في إعادة إلينا من كانوا يَحجُّون لعين ماضي وتوات وسيدي عقبة والثعالبي والعلوي بمستغانم والتواتي ببجاية ، تلكم معالم  ونجوم كنا نهتدي بها حين  تُغْرَق سواحلنا بجحافل الناهبين والغاصبين.،  كان الجنوب دوما خيرنا وأمننا  عزُّنا وخريفنا ، منه نستمد القوة لتحرير سواحلنا برباطات جهادية يشارك فيها القادمون من الصحراء (الملثمون في تأسيس دولة المرابطين ، والشيخ عبدالقادر بوسماحة في وهران والتواتي في بجاية ).

وفاة (خادمة القرآن) رحمها الله ذكرنا بالمغرمين والمغرمات بثقافة (الجندرة) والنسوية ، فهلاَّ كانت هذه الولية الصالحة تعبيرا عن تكسير احتكار الرجل لمقام العرفان والمشيخة والفتوى ؟ إنها نموذج التّحرير الإنساني في السينيغال وإفريقيا وقد أدرك ذلك بعض الهيئات الاوربية والأمريكية في تكريمها لأنهم ينظرون إلى رمزية العمل العلمي والديني والاجتماعي دون عقدة تُجاه الدين والإسلام والعِرق والجهة .

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • خليفة

    رحمها الله ،و رحم كل العلماء الاتقياء و العاملين ، و الذين خدموا دينهم و امتهم على احسن ما يرام.

  • دونا النقريني البربري

    رحم الله كل المخلصين الاوفياء لدينهم الربانيون العابدون المتقون
    رحم الله هذه المراة المؤمنة واسكنها فسيح جنانها امين امين