-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رعب في الساعة الصفر!

رعب في الساعة الصفر!

بينما كانت مدن العالم الكبرى تطلق الألعاب النارية، وتزيّن سماء مدنها بألوان الفرح استبشارا بقدوم عام جديد، تتوخى فيه شعوب الأرض سلاما وعدلا وطمأنينة نادى بها قادة العالم في خطبهم الرسمية، جاءنا الخبر الأول في الساعة الصفر من واشنطن، يحمل معنى غير المعنى الاحتفالي، يستعير منه بعض طقوسه، في إطلاق أول رسالة رعب في عام 2019.
“القيادة الإستراتيجية الأمريكية وهي القوة العسكرية الموحدة التي تتحكم بإطلاق الأسلحة النووية نشرت صورة لقاذفة القنابل الأمريكية B2 تلقي بقنبلة تزن 300 ألف رطل على هدف بمرمى للرماية”.
لقد شبّهت الحدث، باحتفالية تقليدية، تشهدها ساحة “تايم سكوير” في مدينة نيويورك، برأس السنة الميلادية، حين تسقط في وسطها كرة كبيرة في الساعة الصفر، مؤكدة استعدادها لإلقاء شيء أكبر من المتخيل دفاعا عن أمريكا.
الجندي الأمريكي لم ينم الليل منذ إعلان الرئيس فلادمير بوتين قبل ساعات من خاتمة ليلة 2018، نجاح اختبار صاروخ عابر للقارات، فوق الصوتي، بعشرين مرة، فائق السرعة، لا يستطيع الجيشُ الأمريكي حاليا التصدي له.
عقيدة عسكرية يتحصَّن بها الجيش الأمريكي، لم يخلد للراحة، حين يستشعر بوجود ما يفوق قدرته فوق الأرض، فيلجأ لاختصار الزمن، لإعداد بدائله الأقوى، وفي الزمن الفاصل يطلق رسائله التحذيرية، مذكرا بقدراته المتأهِّبة في أي لحظة، حتى في لحظات الرقص طربا على دقات ناقوس الساعة إيذانا بعام جديد.
والقنابل التي عرضتها القيادة الإستراتيجية هي من فئة الأسلحة التقليدية غير النووية، تعرف بـ”مخترِقة التحصينات”، كان الهدف من عرضها، استعراض قوة متأهّبة على الدوام، لا يشغلها المرح في ليلة عام جديد.
بروك ديوالت، المتحدث باسم القيادة الإستراتيجية، وصف التغريدة بأنها رسالة تذكير بأولويات قيادته، وإعادة التأكيد للشعب الأمريكي أن القوات العسكرية الأمريكية مستعدَّة في كل الأوقات حتى في ليلة رأس السنة.
لكن القيادة الأمريكية تدرك أن رسالة التذكير، لا تسقط صاروخا عابرا للقارات، ينتمي لمنظومة “أفانغارد” الصاروخية الروسية الجديدة، احتفل الرئيس فلاديمير بوتين بعملية إطلاقه التجريبية من غرفة تحكُّم تابعة لوزارة الدفاع، في الساعات الأخيرة من عام 2018..!
انطلقت المنظومة من قاعدة “دومباروفسكي” في جبال الأورال الجنوبية، وأعلن الكرملين أنها نجحت في الوصول إلى هدف محدد في شبه جزيرة كامتشاتكا على بعد 6000 كيلومتر.
كيف تطمئن القيادة الأمريكية، وهي في مرمى صاروخ باليستي عابر للقارات، ومركبة انزلاقية ذات “سرعات فوق صوتية”، لا تمتلك الآن قدرة على ردعه، وجعل أنظمة دفاعاتها الصاروخية، مجرد قطع حديدية لا فائدة منها؟
روسيا تختتم عام 2018 برسالة رعب نووي، والولايات المتحدة الأمريكية تبدأ عام 2019 برسالة رعب مماثلة لا تخلو من قلق دولة عظمى، جعلتنا نتساءل: تحت أي غطاء سنحتمي من هول كارثة يخطط لها الكبار؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!