-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رقّد اللعب !

جمال لعلامي
  • 821
  • 0
رقّد اللعب !
ح.م

الحقائق والشهادات المثيرة التي أدلى بها النائبان السابقان موسى عبدي ومحمد حديبي في “منتدى الشروق”، الأسبوع الماضي، بشأن ملف تجريم الاستعمار، وعلاقة بعض المسؤولين السابقين بوأده أو قبره في المهد أو إحباطه، يكشف أن كل البلاوي مصدرها الأفراد والجماعات التي دارت في فلك “العصابة”، وقد اتهم البرلمانيان بعض هؤلاء بالأسماء والوظيفة !

بالمختصر المفيد، فإن أمثال أويحيى بصفته رئيس الحكومة في تلك الفترة، وعبد العزيز زياري باعتباره رئيس المجلس الشعبي الوطني، “تفاهما”، أو طبقا “أوامر فوقية”، جاءتهما في أغلب الظن بالهاتف الملعون، تقول لهما: “رقّد اللعب” فالقضية مرتبطة بالسيدة “فافا”، والغريب أن المعنيين بقرار خنق التجريم، اختفوا وراء اتفاقيات إيفيان !

من خلال تصريحات الشاهدين، يتبين أن “المصالح الدنيا” للسلطة السياسية آنذاك، أو لمجموعة من الأشخاص، أريد لها أن تكون فوق “المصلحة العليا” للشعب والدولة، وأريد لها أن تكود ضد الأسرة الثورية، وضدّ الذاكرة التاريخية، وضد حلم الشهداء وتضحيات المجاهدين، فتم “اغتيال” مشروع تجريم الاستعمار الفرنسي، باسم “المصالح” بين الدولتين “الصديقتين” !

ليس غريبا أن تحدث مثل هذه “الخيانة الجبانة”، لصالح الاستعمار و”الاستحمار” ولفائدة ما يسمى “ممتلكات الأقدام السوداء”، باسم “معاهدة الصداقة”، التي تسوّق لما تسميه زورا وبهتانا بـ “الدور الإيجابي للمستعمر”، وهو الدور الذي يرى فيه وزير خارجية فرنسا الأسبق، بيرنارد كوشنير، بأن تحسن العلاقات بين البلدين لن يحصل إلاّ إذا “انقرض جيل الثورة” !

لنفس الهدف وتحت نفس الغطاء المشبوه، كان الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي قد قالها في سياق حديثه عن الذاكرة أيام الحديث عن تجريم الاستعمار: “الأبناء لا يعتذرون عن جرائم آبائهم”(..)، وهو الاستفزاز الأرعن، الذي تكشف التطورات الآن، أنه لم يكون سوى الجزء الثاني من مرآة “الاتفاق السرّي والمصلحي” بين المجموعتين المستفيدتين هنا وهناك، في زمن العصابة و”حماية” أو “رعاية” المصالح الفرنسية !

الفرنسيون من “جيل الاستعمار”، يتجاهلون أن جيل الاستقلال من جيل الثورة، وأن شباب اليوم يتقاسمون جينات وفطرة وانتماء وولاء ووطنية بن مهيدي وزيغوت وديدوش وعميروش ولابوانت وبن بولعيد، وغيرهم من الشهداء الأبرار والمجاهدين الأحرار، وهذه المعادلة هي التي حرّضت على قتل مشروع تجريم الاستعمار، حتى لا تضيع المصالح، التي تمزجها “فافا” بإقامة آلاف المغتربين و”الفيزا” و”مزدوجي الجنسية”، وتزوّقها باتفاقيات إفيان و”الصداقة” التي لم تصدق عمليا !

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!