رويشد: يوم أعجب الرئيس بومدين بـ”العميل”

رويشد هذا الفنان بل هذا العملاق الذي أبهر بأدائه الأجيال، وبقي راسخا بأعماله التي أضحكت الملايين وأبقت ذاكرة الأبيض والأسود حية وجميلة في زمن الألوان.. إنه أحمد عياد، المعروف باسم رويشد تصغيرا لاسم رشيد قسنطيني.

في سجله عدة أعمال خالدة على غرار “حسن طيرو”، “حسن النية”، و”حسن طاكسي”، تؤكد أن الفن لا يؤخذ من بين أسوار المعاهد والجامعات بل هو بذرة تولد مع الإنسان وتصقلها الحياة.. فرويشد الذي عاش في وجدان الجزائريين راسما البسمة على وجوه وقلوب الملايين لم يتخرج من مدرسة بل كان هو ذاته مدرسة وعبقرية فنية يجب أن تدرس.

ولد أحمد عياد “رويشد” بمنطقة القبائل عام 1928 عاش متواضعا منصهرا في الفضاء الذي احتضنه أحب العاصمة وعاش عاصميا وعصاميا برع في جمع ولم العائلات الجزائرية على طبق واحد وفي جلسة واحدة حيث ما يزال دوره في فيلم “حسان طيرو” مع محمد لخضر حمينة عام 1967 خالدا وحيا، وهو الدور الذي قدم فيه دور العميل ومن شدة إتقانه للدور طالب الرئيس الراحل هواري بومدين بمقابلته، في نهاية الفيلم وصافحه قائلا: أين تعلمت “العمالة”؟..

دشن رويشد مشواره الفني مبكرا في فرقة رضا باي بالعاصمة قبل أن يختاره الراحل رشيد قسنطيني عام 1942 في فرقة المسرح العربي بدار الأوبرا بالجزائر العاصمة قدم الراحل عدة أدوار فكاهية في الإذاعة سنة 1953، وبعد الاستقلال انضم إلى المسرح الوطني، وعمل مع عبد القادر علولة في مسرحية “الغولة”.

كما عمل إلى جانب أحمد راشدي وسيد علي كويرات و”حسان الحسني” الذي قدم معه أعمالا عدة منها “مصائب بوزيد” سنة 1953 انضم إلى الإذاعة الوطنية ومثل العديد من السكاشات القصيرة منها “الدراوشي” وحصص مثل “اشرب واهرب”، بعد الاستقلال انضم إلى المسرح الوطني وألف العديد من الأعمال منها “حسان طيرو” و”البوابون” مع مصطفى كاتب.

رحل عام 1999 وبقي اسما خالدا وهرما من أهرامات الفن في الجزائر، رحل قبل أن يكتب مذكراته ولكن الأعمال التي خلفها والأدوار التي أداها تجعله الاسم العابر للأجيال والمراحل التي من الصعب القفز فوقها.