رياض محرز يلعب أحسن مباراة له في الموسم

مباراة نموذجية أداها رياض محرز سهرة الثلاثاء، أمام ويلفرهامبتون وساهم فيها بقسط وافر في الفوز الكبير والصعب لفريقه مانشستر سيتي برباعية في طريقه لتحطيم أرقام قياسية في سلسلة انتصارات متتالية لرياض محرز قدم فيها.

فبالرغم من أنه يفصلنا عن بطولة أمم أوربا مئة يوم فقط، إلا أن المدرب الإسباني غوارديولا ترك نجوم أوربا وأساسيين في منتخبات بلادهم على التماس وأشرك رياض محرز مرة أخرى كأساسي في الدوري وأشركه أيضا لمدة تسعين دقيقة كاملة، في صورة الدولي الإنجليزي فودان والدولي الألماني غوندوغان والدولي الإسباني توراس الذين جلسوا على مقاعد الاحتياط ولم يتم إقحام سوى غوندوغان في نهاية المباراة لمساعدة الدفاع وليس للمشاركة في الهجوم.

لم يكن رياض محرز رجل مباراة، الثلاثاء، فقط، إنما كان قائدا لهجمات فريقه في الوقت الحرج عندما عدّل الفريق الزائر النتيجة، وأنصفه القدر بهدف كان الضربة القاضية التي أعلنت بصفة رسمية فوز فريقه ومواصلته السيطرة الكاملة على الدوري الإسباني.

تجاوز 1500 دقيقة لعب يعني بأن رياض محرز سيستفيد من وقت لعب أكبر من الموسمين الماضيين، وتسجيله لحد الآن سباعية كلها جميلة، يمنحه الفرصة للتسجيل أكثر من الموسمين الماضيين حيث سجل في أول موسم له مع مانشستر سيتي سباعية ورفع الرقم إلى 11 هدفا في الموسم الثاني، وأمام الفريق السماوي 11 مقابلة متبقية من أجل أن يحطم رياض محرز أرقامه القياسية السابقة خاصة إن تواصل تألقه من تسجيل وصناعة يمنحه ثقة غوارديولا.

ما ساعد رياض محرز في مباراة ويلفرهامبتون في التألق هو تواجد البرتغالي بيرناردو سليفا إلى جانبه في الجهة اليمنى حيث توالت النسوج بينهما، خاصة أن بيرناردو سيلفا هو في الأصل جناح أيمن، وبدا رياض أكثر راحة مع البرتغالي التقني مقارنة بالبلجيكي دوبراين، وظهر الرواق الأيمن أكثر قوة وفاعلية من الرواق الأيسر الذي كان فيه ستيرلينغ ودوبراين بسبب الدعم الذي تلقاه رياض من المدافع والكر، ويبقى السؤال المطروح حول اللياقة البدنية التي يتواجد فيها رياض محرز وثقل المباريات خاصة أن نهاية مارس ستشهد سفرية شاقة إلى أدغال القارة السمراء، ومباراة معقدة أمام منتخب زامبيا إضافة إلى سفرية العودة إلى الجزائر من أجل مواجهة بوتسوانا، ومشكلة رياض محرز، أن مدرب المنتخب الجزائري جمال بلماضي يريد تحطيم أرقام قياسية بمباريات من دون خسارة ويعوّل على محرز المساعدة والتوهج كما فعل في زيمبابوي، وتفادي الهزيمة في زامبيا تتطلب جهدا خارق للعادة في درجة حرارة مرتفعة وظروف رياضية وصحية صعبة، تماما كما يريد غوارديولا تحطيم الأرقام القياسية باستعمال رياض محرز أو لاعبيه الفائزين. وبهدفه السابع صار رياض محرز ثالث هداف في فريق مانشستر سيتي بعد الألماني غوندوغان صاحب 11 هدفا وستيرلينغ 9 أهداف وتفوق على فودان صاحب 6 أهداف وخيسوس صاحب 6 أهداف أيضا.

خلال مباراة ويلفرهامبتون تمكن رياض محرز على غير العادة من استرجاع الكثير من الكرات، وأكمل اللعب على نفس الريتم إلى غاية آخر دقيقة وسيكون رائعا لو لعب رياض محرز مباريات أخرى بنفس المستوى حتى لا يكون أداؤه متقطعا كما كان الحال في مناسبات سابقة، لأن مانشستر سيتي على موعد مساء الأحد مع مباراة الموسم أمام الغريم مانشستر يونايتد في ملعب مانشستر سيتي ومعلوم أن المباراة الأولى انتهت بالتعادل السلبي الذي أغضب غوارديولا وضيّع فيها رياض محرز هدف الفوز الذي حرمه من مباراة ليفربول الأولى بل كان خارج القائمة.
وتعتبر مباراة مساء الأحد هامة جدا لأن مانشستر سيتي سيجد نفسه بعدها على بساط من حرير عبر ملاقاة ساوثامبتون وفولهام والفوز يوم الأحد سيعني إمساك الدرع بيد أولى ومواصلة تحطيم الأرقام، ومانشستر سيتي الذي يمتلك حاليا 65 نقطة لا يمكنه تحقيق المئة نقطة حتى ولو فاز بكل المباريات المتبقية، والطريقة التي استرجع بها مانشستر سيتي لقب الدوري وبسرعة فائقة يصب في صالح رياض محرز الذي سيعتبر من اللاعبين النادرين في الدوري الإنجليزي من فازوا بهذا اللقب في ثلاث مناسبات.
ب. ع