-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ريفكا.. النموذج!

ريفكا.. النموذج!
ح.م

تغريدة وزير الثقافة عز الدين ميهوبي حول الشاب الظاهرة “ريفقا” الذي استطاع جمع 10 آلاف شاب في حفلة عيد ميلاده تؤكد مرة أخرى أننا نعيش أزمة أخلاقية عنوانها انهيار قيم العمل والاجتهاد والتفوُّق وبروز قيم الكسل والخمول والابتذال وبيع الخصوصيات على مواقع التواصل الاجتماعي.

“لا يمكن إلا أن نبدي كل الإعجاب بالشاب “ريفكا” الذي نجح في استقطاب الآلاف من شباب الجزائر الذين قاسموه فرحة عيد ميلاده”، بهذه العبارات تبنى وزير الثقافة قضية “ريفكا” التي هزَّت الرأي العام وفتحت نقاشا عاما حول فشل مؤسسات الدولة ومعها الأحزاب والمنظمات في تعبئة الشارع، فيما نجح شابٌّ معدوم في ذلك بمجرد تغريدة في مواقع التواصل الاجتماعي.

والسؤال المطروح: ما القيم التي يحملها هذا الشاب وأثارت اهتمام وزير الثقافة لعلها تُعمَّم على كل الشباب؟ وهل تابع الوزير فيديوهات هذا الشاب التي صنع بها الشعبية؟ وما موقف الوزير ممن يرمي نفسه في شاحنة قمامة من أجل تحدٍّ تافه يكسب من خلاله 2000 دينار، أو يبذر مبلغا أعطته إياه والدته في جولة مع صديقته!

ليس ذما في هذا الشاب اليافع فأخطاؤه ليست كارثة، ولكن أن يتم تقديمه لنا على أساس أنه “نموذج الشاب الناجح” من طرف عضو في الحكومة فهي الكارثة الحقيقية، والأغرب من ذلك أن الوزير لم يتفاعل مع الكثير من الحالات المشرِّفة لشبان تفوقوا في دراستهم وانتزعوا اعترافا دوليا، وتركوا انطباعا رائعا لدى العالم عن الشباب الجزائري المثابر، والأمثلة كثيرة ليس بطل نجوم العلوم محمد دومير أولها، ولا بطل تحدي القراءة العربي الطفل محمد جلود آخرها.

أما أولئك الذين حرَّموا انتقاد ظاهرة “ريفكا” وهاجموا كل من يقول إن التفاف الناس على شخص يبث خصوصياته ويومياته على موقع “سناب شات” مظهر تخلُّف لا مظهر تطوُّر وتقدُّم، فنقول لهم: إن الظاهرة هي تعبيرٌ صادق على حالة الإخفاق المسجَّلة في كل المجالات بما فيها المجال السياسي، وإن دراسة الظاهرة واجبٌ للخروج من هذه الحالة التي تجعل الشباب يلتف حول القضايا التافهة، ويُعلي من شأن أشخاص لا يحملون قيما مفيدة للمجتمع، والدليل ما يحدث مع نوع من المطربين الذين لا يمكن تصنيفهم إناثا أو ذكورا، لكن أقلهم شأنا بإمكانه أن يجمع مئات الآلاف في مكان ووقت واحد وليس عشرة آلاف فقط كما فعل ريفكا!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • ++++++++++

    لم أكن أعلم أن البعض يمكنه الإحتفاظ ببعض التخلف الذهني و الخلل الفكري حتى و هو متقلد لمنصب عالي !!!!! ... البعض تجده مخلوع من كل شيء لأنه بقي غارق في البداوة الفكرية.

  • دزيري حار عليك و على ماليك

    واش من شربة حرقتلك شواربك
    ولاد لبلاد كل
    هذا وزير الشباب والرياضةمهوش وزير الدين والدنيا
    رفيق انسان ارتجالي عفوي مهوش متصنع مبيش كما خرين :يالمزوق من برا واش حوالك من داخل.
    ويقولو: اخرج لربي عريان يكسيك
    الفاهم يفهم و الحمار يبات يخمم

  • جزائري حر

    أهااو نتموا الوزير هادا في عقلو. يسمى هدا هو مستواه. إلى كان هكدا يقولنا باه مانزيدوش نلموه. وزير من مستوى شخص يعمل في مقهى. يعني فالحقيقة والله إلا لاحظت هده العقلية على الجنس العبري خاصة المتعرب فهم يتبعون الجهال بدل أن يكون العكس.

  • محب الله

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته ، أنا معك يا أستاذ في طرحك لكنه عصر التفاهة كل ما هو تافه يبجل لكن لماتبقى دائما فئة على تنافح الحق يقال أن الوضع أصبح لا يطاق لقد جثم على صدورنا التافهون في جل المجالات و أصبحو يكرمون بعضهم البعض في منظر تتقزز منه النفوس النقيةشكرا أستاذ لقد أثلجت صدري و ارتاحت نفسي لوجود أمثالك بعد ضني انقراضهم في زمن تميع فيه المثقفون من أجل عرض من الدنيا قليل.

  • مهدي

    قال معلق ميهوبي غني عن تعريف؟عند حق واش يجيك من علماني يخسر 3 ملاير على حجرة العجيب من يدافعون عن هاته تفاهات وهم نفسهم من تحدثوا عن مسجد اعظم ومسجد اعظم على اقل تجمع فيه صدقات لتوزعها على فقراء

  • tiger

    je suis d'accord à148%

  • عبد الرحمان المانيا

    شكرا لكاتب المقال لقد اثلجت صدرى نعم كم هو غريب امر وزراءنا فيى السنوات الاخيرة ساعات احس والله ان الدنيا انقلبت راسا على عقب مع ان السيد الوزير مهوبي غني عن التعريف ولم اكن اضن يوما انه يفكر هكذا

  • عبد النور

    لايريدون شعبا مثقفا متعلما واعيا يكشف أخطاءهم وخداعهم وضعف مستواهم، هم يريدون مجرد قطيع غنم، يقوده خروف مهرج آخر الى صناديق الإنتخابات ليملؤوها وكفى، لايهمهم تفاهة ولا نباهة.
    إبليس إنتصر لنفسه وقال "أنا" ولم ير إلا نفسه، وترك سنته لبعض الناس ممن لايرون إلا أنفسهم، لايهمهم لاوطن، ولا إهمال النفس لخدمة الآخرين، لايهمهم سوى ما كنزوه ومكانتهم الإجتماعية ومناصبهم.
    كيف لايعجب به، وقد أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي "جنة النرجسيين"وأصبحت عبادة الذات أهم لدى البعض من عبادة الله، والسعي في إرضاءه بخدمة عباده.
    لوكان التنصيب يتم على شروط الأخلاق، الحكمة، اللاأنانية، الولاء والكفاءة، ماكان هذا حالنا.

  • franchise

    - الجميع يدعو إلى دراسة الظاهرة، و لكنكم تعلمون أنّنا لا نعرف دراسة الظواهر أصلاً ، لهذا نرى مكاتب دراسات جمعت الملايير بدراسات تستنسخها من الأنترنت
    رصد، تحليل، تجربة...؟؟... أبداً

  • مجبر على التعليق - للتذكير فقط

    لاحتواء الوضع لا اكثر و لا اقل