-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

زاوش القرمود!

جمال لعلامي
  • 5051
  • 8
زاوش القرمود!

لا يفهم السياسيون أنفسهم، لماذا لم يعودوا قادرين على تحريك “الأغلبية المسحوقة” وتجنيدها وحشدها وكسب ودّها وتعاطفها وثقتها. والحال أن الطبقة السياسية، سلطة ومعارضة، أصبحت فارغة من محتواها، بالنسبة إلى مواطنين أدركوا إلى ما لا نهاية أن السياسة “ماتوكلش خبز”!

تشهد هذه الأيام الساحة السياسية هوشة مرعوشة ومفروشة بين أطياف الطبقة السياسية، زادت من نفور المواطنين الذينكرهوامن السياسة والسياسيين الذين قتلوهم بالقنطة، وفي أحسن الأحوال قتلوهم بالوعود والعهود التي لن تتحقق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها!

فشل السياسيين في الحكومة والأحزاب والبرلمان والمجالسالمخليةوالإدارة والحركة الجمعوية، هو واحد من بين الأسباب المباشرة التي حرّضت الباقي المتبقي للبقية الباقية من بقايا المولعين بمتابعة عراك الراعي والخماس حول أرزاق الناس، حرضتهم على الممانعة والامتناع!

الاستقالة شبه الجماعية التي يعيشها الشارع الجزائري، من الصناعة السياسية، لا يتحمّلها دون شك، وبأيّ حال من الأحوال، هذا المواطن البسيط، الذي مازال يلهث وراء لقمة عيشه يوميا، وإنما يتحملها سياسيون عجزوا عن الإقناع والاستدراج بالتي هي أحسن!

لقد أثبتت المواعيد الانتخابية المتكرّرة والمتعددة، أن المواطن خارج مجال تغطية هؤلاءالمحتالينمن المترشحين والمتحرّشين بالأصوات والصدقات الانتخابية، ولذلك لم يعد نصف تعداد الجزائريين مكترثا للمشاركة في الانتخابات، رغم آلافالأجهزةالتي لا تظهر إلا في الانتخابات!

على الطبقة السياسية أن تجلس مع نفسها في جلسة تقييم وجرد وحساب، حتى تضع النقاط على الحروف، وتفهم أسبابهروبأغلبية الجزائريين من الفعل السياسي، ومن مجرّد الاستماع إلى سياسيين أصبحوا مثلزاوش القرمودينتجون صوتا عذبا في الصبح والمساء، لكن، حتى وإن تمّ اصطيادهم بأعجوبة، فإن نفعهم لا يقدّم ولا يؤخر!

لم يعد صوتزاوش القرمودمسموعا، ولا عذبا، ولا مطربا، بقدر ما تحول إلى مصدر إزعاج وإحراج وقلق وفوبيا“. ولذلك، فلا فائدة من تجمّعالزاوشأوالبلارجأواللقلقأوالغربان، ومختلف أنواع الطيور المهاجرة والقارة، طالما أن الساكنين تحتالقرمودلم تعد تهمهم لا الأصوات ولا حتى خطر تساقط الأسقف!

 

على الطبقة السياسية أن تلحق نفسها، قبل أن تجد نفسها وحيدة، فلا ينفعها حينها مخاطبة نفسها، ولا المونولوج الذي سيتحوّل إلىمسخرةيضحك عليها المنشغلون بالمآدب والمنادب معا!  

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • سعيد مقدم

    لكل جواد كبوة

  • وادي العثمانية

    حتى أنت كلامك لم يعد مسموعا و لا مؤثرا منذ شتمت المصريين و وصفتهم باللقطاء ، و هنا لا أدافع عن المصريين بل أدافع عن اللقيط الذي لا نعير به لأنه نتيجة خطأ لا ذنب له فيه .

  • جمال

    لقد اختلط الحابل بالنابل. غريب مايحدث اليوم السياسيون تركوا هم عين صالح والاضربات وراحوا يتبادلون السب والشتم. متعلقين بسفاسف الأمور.

  • سعيد مقدم

    ذكرتني يا استاذ جمال بربيع الطفولة المزهر . عندما كنا في عمر الزهور نطارد "زاوش القرمود" وعصفور "اللقلق". وأعدت شريط الذكريات فرأيت من خلال مقالك م شهد مطاردة " البلارج "في بداية موسم الحرث في الحقول فكنا نمرح ونجري خلف الجرار . كما لا انس الأفخاخ التي كنا نضع لطائر "السويد". أه ليت الطفولة تعود يوما لأخبرها بما فعل بي الشباب.

    أما اليوم يا جمال أصبحنا مثقلين بهموم ومتاعب الدنيا. لامنظر العصافير يروقنا.و الوعدات أو "الحضرة" أو الطعم" كما يسمى عندنا في الغرب لم تعد تستهوينا....
    شكرا أستاذ.

  • SoloDZ

    من اجلك فسدنا يا بطني , نفدي بالغاشي مناصبنا , قد كنا امس عباقرة , في السلب تطول ايادينا , و إنا اليوم اباطرة , في النهب حماة مصالحنا , من اجلك يا, يا بطني , اشكال كنا لا نرضى , غير الكراسي لي نوصلولها , نزهو بفكر ننتجه , و المكر يميز تفكيرنا , يا سائل خبث منبتنا , نفس المقصود يؤاخينا , هامات الشكب مرابعنا, و نظام فاشل يحمينا, من اجلك يا, يا بطني, حشد التزوير و لعبته, بعض الاوامر تكفينا, خيرات الشعب نقسمها, فينا بالعدل موازينا, و الدعم المطلق نبذله, لمن يقول للشعب روح اخطينا, من اجلك يا, يا بطني

  • SoloDZ

    الانحطاط الذي وصلت إليه الطبقة السياسية يمكن تشبيهه بفريق كرة قدم ينافس من اجل نيل الالقاب لما له من امكانيات تمكنه من تحقيق ذلك ولكن يسيره "بيرو" فاشل فاسد يستغل تلك الامكانيات لمصالح شخصية و يفشل بسبب انشغال تفكيره في اموره الخاصة من تحقيق الاهداف المسطرة و معارضة لا تختلف عن المكتب المسير في شيء كل همها هو ما يملكه الفريق من امكانات مادية تسعى و بأي طريقة الوصول الى تلك البحبوحة فيقوم المكتب المسير بإسكات معارضته بغمسها في العسل كلما ازعجته و الخاسر هو الفريق و انصاره لا ألقاب و ربما السقوط !

  • SoloDZ

    سبق و ان عبرت على ممارسات الطبقة السياسية سلطة و معارضة و التي لا يهم كلاهما سوى الهبش و الهمهم حول موائد الزردات في اعراس العهدات و المحليات و التشريعيات ثم بعد ذلك في التمثيليات و قلت بطريقة فكاهية (خيرات الشعب نقسمها , فينا بالعدل موازينا , و الدعم المُطلق نبذله , لمن يقل للشعب روح اخطينا , من اجلك يا بطني) لقد اقتسموا خيرات الشعب في السلطة و بذلوا جهدا باقتطاع من ذلك الريع و دعموا به دعما مطلقا من نجحوا بطريقتهم الموجهة في قولهم للشعب روح اخطيهم واخطينا و هذا ما حصل باستقالة الشعب من السياسة

  • شوشناق

    كيف تلوم أحزاب المعارضة وهى تحت القمع و المضايقات التي يتعرضون لها يوميا من حزب بن عميس والعفيس والقهر والاستبداد

    قوله تعالى ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا )