-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

زبائنية في نشر الكتاب!

حسن خليفة
  • 147
  • 0
زبائنية في نشر الكتاب!
ح.م

يعلم الكثيرُ من المتابعين للشأن الثقافي في وطننا أنّ هناك عددا من الجهات تهتم بطبع ونشر الكتاب، وهي: وزارة الثقافة، وزارة المجاهدين، وزارة الشؤون الدينية، وبالطبع مع بعض المؤسسات الحكومية المختصة في مجال الطبع والنشر والتوزيع.

ثمة أكثر من سؤال يفرض نفسه (كما يقولون).. وتتفرع تلك الأسئلة عن سؤال كبير متعدد الأوجه وهو: أين هي تلك المطبوعات والكتب التي اهتمت بطبعها ونشرها مصالح تلك الوزارات؟ وهل وصلت تلك المطبوعات (مجلدات، كتب، كتيبات إلخ) إلى من يستحقها ويستفيد منها؟ سواء عن طريق البيع أم الإهداء أم التبادل..؟

مناسبة هذا الكلام هو اطلاعي شخصيا على عدد من العناوين التي وجدتُها تباع على الأرصفة، في بعض أماكن اختصت بهذا اللون من البيع (كتب قديمة وجديدة) وهي معروفة لهواة الكتب في قسنطينة وبعض المدن الأخرى. وقد دفعني الفضول إلى سؤال البائع: كيف حصل على مثل تلك الكتب؟ فكان جوابه مبهما وقاسيا بعض الشيء.. إذ قال: “أنت واش تكون”؟

ليست المشكلة هنا في وجود الكتب على الأرصفة، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في معرفة حقيقة الاستراتيجية التي بُنيت عليها عمليات الطبع والنشر، وهي مسألة حيوية نبيلة رائعة في ذاتها.. إنما هل دار في خَلد القائمين على هذه العملية الحرص على إيصال الكتب إلى من يحتاج إليها في مختلف ولايات الوطن؟ وهل كان من الأهداف الكبيرة لهذه العملية- التي ابتلعت دون ريب أرصدة مالية كبيرة- أن تغذّى المكتبات العمومية، ومكتبات دور الثقافة، ومكتبات البلديات، فضلا عن مكتبات الجامعات والكليات بما يجعل هذه الكتب النفيسة والهامّة والجيدة منها على الأقل تصل إلى القراء والقارئات وهم المستهدفون في الأساس؟ أم إنه كان في حسابات هؤلاء القائمين أمورٌ أخرى، ما جعل تلك الكتب تتكدّس في المخازن والمستودعات، وحتى في رفوف جميلة في بعض الأماكن، أو تُصرف إلى بائعين هنا وهناك، لكنها لا تصل أبدا إلى أيدي القراء؟

بعض ما يصل إلى المسامع عن رائحة الفساد والبزنسة في مسألة طبع الكتب ونشرها يزكم الأنوف. والظاهر من جبل الجليد ذي الصلة بالشأن الثقافي في هذا المجال يشير إلى بعض المظاهر المشينة في التكسّب والتّربح والثراء السريع، ووجود “زبائنية” حقيرة في إتمام صفقات الطبع والنشر. ولكن مع ذلك تبقى الخسارة الكبيرة في هذا الشأن الثقافي الوطني الهام ممثلة في مسألتين:
– بقاء الكتب في المخازن وعدم توزيعها على الوجه الأنصف الأمثل بإيصالها إلى القراء حيث كانوا.

– توزيع البعض منها توزيعا زبائنيا- معارف وما أشبه- بما يوصلنا إلى النتيجة المرة: على الرغم من الميزانيات الضخمة، وعلى الرغم من أن الفكرة (طبع ونشر التراث الجزائري) نبيلة في ذاتها وجيدة، ولكن سوء التدبير جعل المسألة في النهاية خسارة بدلا من أن تكون ربحا صافيا للثقافة الجزائرية القديمة والحديثة والمعاصرة.

فهل يُفتح هذا الملف بكل متعلقاته؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!