زطشي يريد “الخلود” في رئاسة الفاف!

وجه رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي رسالة مشفّرة للرأي العام الكروي في الجزائر مفادها بأنه يريد البقاء لفترة طويلة على رأس “الفاف” قصد تطبيق “برامجه” و”مشاريعه” على المدى الطويل، بالرغم من الأخطاء الكثيرة التي وقع فيها، والقرارات السيئة المتخذة، والدوس على القوانين، منذ وصوله إلى هذا المنصب في ربيع العام الماضي، والتي جعلته ومكتبه الفدرالي عرضة لانتقادات لاذعة.

كشف رئيس الفاف خلال استضافته بإذاعة “جيل أف أم” بأن “البرامج” و”المشاريع” التي ينوي تجسيدها تحتاج لعشر سنوات على الأقل، خلال تطرقه للحديث عن مرور عام كامل عن ملتقى تجديد الكرة الجزائرية “السمبوزيوم” الذي عقد نهاية العام الماضين وقال زطشي في هذا الصدد: “لقد أعددنا قائمة بالتوصيات التي خرج بها الملتقى، وسنقدمها لوزير الشباب والرياضة خلال لقائنا به الثلاثاء، والذي سينقلها بدوره لرئاسة الجمهورية”، مضيفا: “لا يمكننا عقد ملتقى كل سنة، وإنما نحتاج لحوالي 10 سنوات قصد تجسيد هذه التوصيات”، في إشارة واضحة إلى تشبثه بكرسي رئاسة الفاف رغم كل المهازل والفضائح التي شهدتها ولا تزال تشهدها المنظومة الكروية كاملة.

الوزير يسلم الفاف مراكز بلعباس وبسكرة وخميس مليانة

وكشف زطشي في سياق آخر، بأن وزارة الشباب والرياضة سلّمت الفاف ثلاثة مراكز تحضير، قصد مباشرة العمل بها، ريثما يتم الانتهاء من بناء المراكز الأربعة التي تمت المصادقة عليها خلال الجمعية العامة الاستثنائية الأخيرة، وقال في هذا الصدد: “الوزير سلم لنا ثلاثة مراكز جاهزة سنستغلها لمدة 3 سنوات أو أربع ريثما تنجز المراكز الأربعة”، مضيفا: “الأمر يتعلق بكل من مراكز بسكرة وسيدي بلعباس وخميس ملينة، وسننطلق في عملية انتقاء المواهب وتكوينها، حيث سيتم الشروع في العمل مع المجموعة الأولى في نهاية شهر جانفي المقبل، وبالموازاة مع ذلك سنشرع في بناء مراكزنا وسنرسم كل هذه الأمور مع الوزير الثلاثاء”.

مركز تلمسان سيكلف 100 مليار سنتيم والمراكز الأربعة ستستهلك 400 مليار

وكشف زطشي بأن أول مركز سيتم الشروع في انجازه هو مركز تلمسان، والذي ستقوم شركة “حسناوي” ببنائه بعد أن فازت بالصفقة، وقال رئيس الفاف: “أنهينا عملية المناقصة وفتح الأظرفة، وفازت شركة حسناوي بالصفقة بعد منافستها لشركة أخرى، حيث ستتكفل هذه الشركة بالأشغال الكبرى، قبل أن يتم فتح مناقصة أخرى لإنجاز باقي الأشغال، وستنطلق الأشغال الأولى في شهر جانفي القادم على أن تنتهي بعد ثمانية أشهر”، وعن تكلفة بناء مركز تلمسان، قال زطشي: “مبدئيا رصدنا مبلغ 140 مليار سنتيم، وبعدها يمكن أن ينزل إلى حدود 90 أو 100 مليار سنتيم باحتساب التجهيزات، عموما ستكلف المراكز الأربعة قرابة 400 مليار سنتيمم”، وعن أهداف هذه المراكز، قال: “هدفها مزدوج، يتمثل الأول في تكوين نواة من لاعبين سيتم تأطيرهم بشكل متواصل، وسيتوفر كل مركز على فندق سيكون موجها للأندية الجزائرية والأجنبية للقيام بتربصات، تسمح بجلب أموال للاتحادية”.

جمعية عامة انتخابية للرابطة الجهوية للجنوب الغربي

وكشف رئيس الفاف على صعيد آخر عن بعث الرابطة الجهوية للجنوب الغربي ومقرها بشار، مشيرا إلى أنها ستعقد جمعيتها العامة الانتخابية في نهاية العام الحالي أو مطلع شهر جانفي القادم، ووقع زطشي في المحظور مجددا، بتزكيته قرار وضع لجنة تسيير مؤقتة “دريكتوار” لهذه الرابطة، رغم أن القوانين الأساسية للفاف تتنافى مع ذلك، فضلا عن أن حتى المراسيم الوزارية لا تنص على هذا الأمر إطلاقا، على غرار ما قامت به الفاف مؤخرا عندما “خلعت” رئيس رابطة ولاية البويرة نور الدين باكيري عضو المكتب الفدرالي من رئاسة الرابطة، وعوضته بـ”ديريكتوار”، رغم أنه منتخب ويترأس مكتبا منتخبا أيضا، وكان من المفروض استخلافه بنائبه الأول، قبل القيام بعقد جمعية عامة انتخابية لانتخاب رئيس جديد للرابطة.

وشدد رئيس الفاف من جهة أخرى، على ضرورة استغلال الأموال التي تتوفر عليها بعض الرابطات لدفع عجلة تطوير كرة القدم على مستواها.

زطشي يفضل إجراء “كان 2019” في مصر ويصرح:
عوار يحب الجزائر والمنتخب الوطني والقرار الأخير يعود إليه

تطرق رئيس الفاف إلى قضية اللاعب الفرنكو جزائري حسام عوار نجم نادي أولمبيك ليون الفرنسي، ومستقبله “الدّولي” بين اللعب للمنتخب الوطني أو الفرنسي.

حيث أكد أن اللاعب يحب الجزائر ومتعلق بها وبالمنتخب الوطني، لكن القرار الأخير يعود إليه وإلى عائلته رافضا الضغط على اللاعب أو التأثير عليه لضمه إلى صفوف “الخضر”، وقال زطشي في هذا الصدد: “قضية اللاعب حسام عوار فنية وتخص أولا المدرب جمال بلماضي ومناجير المنتخب حكيم مدان”، مضيفا: “لا يمكننا القول بأننا غير معجبين باللاعب أو غير متحمسين لضمه إلى صفوف المنتخب، لكن عليه اتخاذ مثل هذا القرار بمفرده، أو رفقة عائلته، وإن هناك العديد من العوامل التي تتحكم في مثل هذه القرارات”.

لكن زطشي أكد بالمقابل تعلق عوار بالجزائر و”الخضر” قائلا: “فتحنا قنوات الاتصال مع اللاعب، ويمكنني أن أؤكد أنه يحب الجزائر كثيرا ومتعلق بها وبمنتخبنا الوطني”.

وعلى صعيد آخر، عبر خير الدين زطشي عن رغته في تنظيم نهائيات كأس إفريقيا 2019 بمصر بدلا من جنوب إفريقيا، بعد ترشحهما لتعويض الكاميرون التي سحبت منها البطولة يوم 30 نوفمبر الماضي.

وقال زطشي في هذا الصدد: “شخصيا، أفضل أن تجري البطولة في مصر، بسبب قرب المسافة بين الجزائر وبينها”، مضيفا: “عموما، القرار الأخير سيعود للاتحاد الإفريقي الذي سيختار الدولة المنظمة لهذه المسابقة”.

دخل في عدة تناقضات
زطشي يغلق ملف شباب بلوزداد ويرفض الحديث عن “النقاط الثلاث”

أغلق رئيس الفاف خير الدين زطشي قضية “النقاط الثلاث” التي يطالب بها فريق شباب بلوزداد منذ مدة والتي خصمت من رصيده في بداية الموسم الكروي الحالي، قبل أن يدخل في تناقضات كثيرة فيما يخص الديون المتراكمة على الأندية.

وقال زطشي: “لا توجد أي قضية اسمها النقاط الثلاث لشباب بلوزداد، القرار تم اتخاذه ولا رجعة فيه”، وأضاف: “لا يجب أن نبيع الأوهام للمشجعين، وعلى شباب بلوزداد أن يركز على لقاءاته المتبقية، ويدعم صفوفه في فترة الانتقالات الشتوية، ولديه عدة جبهات ينافس عليها على كأس الجزائر، وأتمنى له حظا موفقا في مرحلة العودة من البطولة”، مضيفا: “اعتدنا على القيام بزوبعة من لا شيء، فريق شباب بلوزداد لم يحضر المباراة وخسرها وتم خصم 3 نقاط منه بسبب غيابه، وهذا لا يستدعي الطعن ونحن طبقنا القوانين فقط، لقد وقعوا فقط بخلاف فريق اتحاد الحراش الذي حضر المباراة، وخسرها رياضيا فقط”.

وتحدث زطشي مجددا عن قرار الفاف الخاص بتحديد سقف أقل من مليار سنتيم للسماح للأندية المدانة بالقيام بتعاقدات جديدة، والذي يعتبر غير شرعي أصلا، بما أنه يتنافى مع قوانين الفيفا وتعليماتها، بما فيها النشرية التي وصلت إلى الفاف من الفيفا في شهر ماي الماضي، والتي تؤكد على ضرورة خصم النقاط لكل الأندية التي لم تدفع حقوق لاعبيها ولم تحدد أي سقف، واللجوء بعدها إلى اسقاط الأندية المدانة إلى الدرجة السفلى، فضلا عن أن النشرية لا تنص أبدا على عدم منح اجازات اللاعبين، كون قوانين الفيفا تحمي اللاعبين، ولا تحملهم مسؤولية المشاكل التي تتخبط فيها الأندية، وهنا وقعت الفاف ورئيسها في هذا الخطأ، عندما كالت بمكيالين بين الأندية، على غرار اتحاد عنابة الذي عاش نفس وضعية الأندية التي عاقبتها الفاف، وعلى الرغم من ذلك تم السماح للفريق بالصعود إلى الدرجة الثانية والقيام بتعاقدات، ولعب المباريات بشكل طبيعي، وتهرب زطشي من المسؤولية عندما رمى بالكرة في مرمى المكتب الفدرالي والرابطة السابقة، قائلا: “لماذا لم يتم الحديث عن قضية اتحاد عنابة رغم أنه تم الفصل فيها عام 2014؟”، وأضاف: “النادي يجب أن يدفع مستحقات اللاعبين، لأن اللاعب لا ذنب له عندما يوقع لصالح فريق وهو لا يدري بأنه تحت طائلة الديون”، وهو تناقض آخر سقط فيه زطشي، كون لاعبي شباب بلوزداد، والحراش والقبة والبليدة وضعيتهم مماثلة للاعبي اتحاد عنابة، وبالتالي ما كان على الفاف حرمانهم من اجازاتهم.

زطشي يكشف:
اعتبار لاعبي شمال إفريقيا “محليين” ليس ضمن اهتمامات الفاف

كشف رئيس الإتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الدين زطشي، بأن مقترح اعتبار لاعبي شمال إفريقيا كلاعبين محليين ليس ضمن اهتمامات “الفاف”، مشيرا إلى أن تطبيق هذا المقترح الذي يسمح بالتنقل الحر للاعبين بين مختلف بطولات دول أعضائه، غير ممكن بسبب عدم جاهزية الفاف لذلك.

وقال زطشي في هذا الصدد: “إعتبار لاعبي شمال إفريقيا محليين ليس ضمن جدول أعمالنا، لأن القرار يحتاج إلى دراسة ولجنة عمل في مختلف المجالات، للقيام بتقييمه وإذا تمت الموافقة، سيتم تفعيله في الموسم المقبل”، وقال زطشي بأن الفاف تعتبر لاعبي شمال إفريقيا لاعبين أجانب وليسوا محليين، بخلاف ما ذهب إليه الاتحاد التونسي للعبة. وأشار زطشي إلى أن الفاف غير جاهزة لتنفيذ هذا القرار، بالنظر إلى أرضية الإجراءات التنظيمية والتشريعية الواجب تحضيرها، خاصة فيما يتعلق برخص العمل والتصريح لدى الضمان الاجتماعي، مثلما تصر على احترامه وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي.

وحدد اتحاد شمال أفريقيا يوم الأربعاء، آخر مهلة للاتحادات الأعضاء، وهي الجزائر، وليبيا، وتونس، والمغرب، ومصر، وموريتانيا، لاعتماد قراره من عدمه.

م. ع