-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" تنقل القصة الكاملة لحادثة غرق الصحفي بن حليمة

زميله حذره من الذهاب.. لكنه استجاب لنداء القدر!

سيد أحمد فلاحي
  • 13126
  • 6
زميله حذره من الذهاب.. لكنه استجاب لنداء القدر!
ح.م
كريم بن حليمة

مرَت خمسة أيام على انطلاق عمليات البحث عن المصور الصحفي كريم بن حليمة، الذي جرفته أمواج البحر العاتية، مساء الأحد المنصرم، أثناء جلسة صيد اعتاد كريم على ممارستها على مستوى المنطقة المسماة الصخرة العجوز بالمرسى الكبير بوهران.
لا يزال أصدقاء ومحبَو كريم تحت وقع الصدمة، كيف لا وهو الذي لم يعرف عليه سوى الصفات الحسنة، ومحبة الناس، والسعي لفعل الخير والتجند لذلك، زيادة على تفانيه في عمله الصحفي الذي بدأه سنة 2006 بجريدة “لوكوتيديان دورون”، وقد ترك فراغا رهيبا في الوسط الاعلامي، خاصة انه رحل ولم يودع أحدا..

زميل في المهنة حذره.. ولكن!

خلال لقائنا عددا من معارف المفقود، ذكر زميله وهو سائق بالمؤسسة الإعلامية، أنه قبل ساعة من اختفائه، جلس معه داخل سيارته يتبادلان أطراف الحديث، بالقرب من مقر الجريدة، وخلالها أخبر كريم صديقه أنه ينوي الخروج في رحلة صيد رفقة اثنين من أبناء حيه سان إيبار، وهي الهواية التي يمارسها كريم منذ سنوات، وهنا طلب منه صديقه تأجيل الخرجة، طالما أن سوء الأحوال الجوية وبرودة الطقس ستعيقان لا محالة نشاطهم، وتفسد جلستهم، لكن المفقود أصر على الصيد، مؤكدا أنهم سيرتدون الألبسة المناسبة لحماية أجسادهم من البرد القارس، زيادة على أنها فرصة مواتية للعثور على بعض أنواع السمك الذي تقذف به أمواج البحر الهائج نحو اليابسة، وبعد انتشار خبر غرق كريم، تأكد صديقه أن إصراره على الخروج في هذا اليوم ما هو إلا
استجابة لنداء القدر.

مرافقه يروي القصة الكاملة لحادثة الغرق

ويروي صديق الراحل المدعو فريد، بالتفصيل كيف جرفت الأمواج العاتية صديقهما، على حين غرة حين كان الجميع منغمسا في الحديث، بينما كريم وقف فوق الصخرة ليعيد تثبيت الطعم جيدا، وكان خلفه البحر، ولم يلاحظ الموجة العاتية التي جرفته فجأة، وأخذت بعض لوازمنا الشخصية، فقمنا – يقول فريد – لمحاولة نجدته بإرشاده إلى مكان مناسب يمكنه الصعود منه، غير أن الأمواج الهائجة كانت تمنعه من ذلك، مشيرا إلى أن كريم سباح ماهر ولولا الأمواج العاتية لتمكن من الوصول لليابسة بكل سهولة، وفي نفس الوقت، يقول فريد، اتصلنا بالحماية المدنية ومصالح حراس السواحل لإعلامهم بالخطر الذي ألم بصديقنا، وفوجئنا أن بعض أعوان الحماية المدنية التي حضرت بعد 35 دقيقة من ندائنا لا تملك الإمكانيات المادية الكافية للتدخل، بدليل أنهم يملكون مصابيح يدوية جد ضعيفة، لا تفي بالغرض.

شعر بالارتياح خلال زيارته المقبرة قبل أسبوع

ذكر زميله ياسين، وعيناه تدمعان من شدة ألم الفراق، أنهما كانا قبل أسبوع من الحادث بمقبرة عين البيضاء بوهران، وعلى هامش الجنازة التي حضراها، اقترب كريم من قبر والده، للترحم عليه وقبل خروجهما من المقبرة، التفت لزميله ياسين قائلا “كم هي هادئة المقبرة، تحس بالطمأنينة هنا أفضل من أي مكان آخر”، وهي العبارة التي تذكرها صديقه يوم اختفائه فكانت الصدمة كبيرة يقول ياسين، مشيرا إلى خصاله الحميدة وشعوره المرهف، حيث كان يتألم لمشاهد جثث الحراقة الذين تقذفهم أمواج البحر، وبكى على عياش الذي علق في البئر، ونجا في الكثير من المرات من أحداث الشغب التي تحدث في الملاعب، ومع ذلك ظل عاشقا للمهنة حد الجنون. رحم الله كريم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • wahrani

    السباح الماهر هو الدي يحبه البحر ، لاكن إذا كان البحر هائجاً و به أمواج تيارية و عمقه مسّمر يعني فيه مسامير قوية فإنّك لا تستطيع إنقاد نفسك حتى و لو أنت في الشط ، لأنّ رجليك عندما تدخل في الرمل فإنّها تلصق ـ on dis la mére est crowée 0 البحر عالم آخر حتّى أكبر السفن غرقت و اختفت

  • الجلفاوي

    الله يرحمك يا سي عبد الكريم...يا أحباب عبد الكريم...ان شاء الله فقيدكم في جنة الرضوان ؛ لأنه غريق والغريق شهيد....الله يصبر أهله.... يا رب

  • بن حليمة مبروك من الطارف

    الله يرحمك يا ابن عمي لقد اصابنا الله بهذه المصيبة ولكن نحمد الله على على كل شيء ربي يرحم كريم وزود اهله بالصبر والسلوان

  • zaki l algerien

    رحمة الله عليه

  • قناص

    انا لله و إنا إليه راجعون...انتم السابقون ونحن الاحقون
    اللهم اغفر له وارحمه برحمتك التي وسعت كل شيء و اجعله من أهل الجنة و اعفوا عنه إنك عفوُ تحب العفو
    يا صحفي انت قلت ( خاصة انه رحل و لو يودع احد )
    و هل ملك يخبرنا أنه آت؟!

  • الشيخ عقبة

    ( ماساة لكن .. للقدر أحكام ) ربي يرحمو ويسكنه فسيح جنانه ويرزق ذويه الصبر والسلوان