-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

زوالي وفحل !

جمال لعلامي
  • 1093
  • 2
زوالي وفحل !
ح.م

بغض النظر عن الخلفيات والتوقيت والأسباب والأهداف والمبررات ونقاط الظل، يتفاعل عامة الجزائريين، بمثقفيهم وأمييهم، عندما يتعلق الأمر بقوانين السيادة والمصير المشترك، فهاهو قانون المحروقات يصنع مجددا الجدل والنقاش وحتى الاحتجاج، باسم الدفاع عن مستقبل الجزائريين وسيادة الدولة، وهذا الموقف إن دلّ فإنما يدلّ على نباهة الجزائريين وتمسّكهم بحرية القرار وكذا تخوفهم أو قلقهم المشروع من التفاوض مع الأجانب !

تقنيا ونظريا، الأمر متروك للخبراء والعقلاء معا، لكن هاهو الجزائري يثبت تمسكه بسيادته وحرّية قراره عندما يتعلق الأمر باضطراره إلى إبرام اتفاقيات تعاون مع شركاء أجانب، وهذا ليس بغريب على عقلية جزائرية تعيش بـ “النيف والخسارة”، وأحيانا تفضل التعامل بالمثل في القضايا المحورية، وقد يصل الأمر إلى مبدإ “اخسر وفارق” إذا تعلقت الحال بشبهة أو تجاوز ما !

لا يُمكن للحكومة، وهو ما أثبتته تجارب سابقة، أن تتجاوز كلمة الأغلبية، في الملفات الوطنية التي ينبغي فيها أن تسمع صوت المواطن من تاء تيزي وزو إلى تاء تمنراست، ومن تاء تبسة إلى تاء تلمسان، ولذلك، فإن النقاش الذي فجّرته “قنبلة” قانون المحروقات، في هذا الظرف الاستثنائي، يتطلب هدوءا وعقلانية ولغة إقناع في كلّ الحالات !

مصيبة المصائب، أن العديد من الخبراء لا ينذرون ولا يحذرون، إلاّ بعد وقوع الفأس على الرأس، والأكثر من ذلك، أن القطاعات الوزارية لا تستشير أهل الاختصاص، أو إنها تستشير الأصدقاء منهم أو الأخصائيين على المقاس، ولذلك تكون الحصائل دائما على التماس، وفي أسوإ الأوضاع “زفت”، بما يعقّد الملفات ويثير الريبة والغضب !

الأهم في المهمّ، أن السواد الأعظم من الجزائريين، يخافون فعلا وقولا وعملا على بلدهم، ولا يخشون في الدفاع عنه لومة لائم، وهذا مؤشر يؤمّن دون شكّ الطريق نحو المستقبل، فهم يرفضون الخنوع والركوع، ويكفرون بالأجنبي عندما يكتشفون طمعه وتلاعبه، ويتصرّفون من موقع الكبير الذي يفرض منطقه على الآخر، أو يتفاوض معه الندّ للندّ !

لا يجب حرق أعصاب المواطنين بقانون المحروقات، مثلما لا ينبغي إشعال نار الإشاعة والدعاية المغرضة لإصابة “البقرة الحلوب” بعدوى “الطيكوك”، والأهم من كلّ ذلك، المطلوب السماع لكلّ الآراء السديدة والمقترحات العديدة، طالما أنها تدافع عن “ملك البايلك” وترفض بيعه أو التنازل أو التخلّي عنه، أو مقايضته، أو رهنه، أو عرضه للمناقصات أو حتى المزايدات !

يبقى الجزائري “زوالي وفحل” بطبعه و”ما يحبّش الذلّ” بفطرته وغريزته، لا “يحول ولا يزول”، ولا يسمع إلاّ صوته عندما تكون القضية “قضية حياة أو موت”، أو مسألة كبرياء وشرف !

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • ياسين

    أين نيف الجزائري الذي يجعلنا نستورد كل حاجياتنا من الخارج؟ أين النيف الذي يجعل الجزائري ينام حيث يجب أن يكون صاحيا؟ أين نيف الجزائري الذي لا يتحرك حيث تجب الحركة؟ فالتاريخ لا يرحم المتقاعسين عن أداء واجباتهم و في المقابل يطالبون بالحقوق؟

  • الشعب

    مجرد زوبعة في فنجان أو سحابة صيف ..