-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وجهات نظر

زوج “مضروب”!

سمية سعادة
  • 2599
  • 2
زوج “مضروب”!
ح.م

وهي تبحث عن شريك حياتها عبر المواقع الالكترونية وصفحات الجرائد، تبدو المرأة أكثر جدية من الرجل الذي تكشف طريقة صياغته للإعلان الموجه للبحث عن عروس عن نواياه “غير الصافية” حتى إن حاول أن يتظاهر بغير ذلك.

لأن الرجل يملك كل الوقت وكل “الصلاحيات” ليمارس حريته في اختيار زوجة المستقبل بالمواصفات التي يتمناها ويحلم بها دون أن يحتاج إلى أن ينخرط في مواقع إلكترونية خاصة بالزواج أو ينشر إعلانه في صفحات الجرائد، بينما تشعر المرأة، حتى إن كانت لا تزال في سن صغيرة، أن المساحة التي تتحرك فيها أضيق من أن تمنحها الحق في البحث عن “الفارس” الذي يمتطي فرسه في خيالها، وما إن تبدأ في البحث عنه، حتى يترجل وتسقط عنه كل ملامح الفروسية، لأن الواقع لا يحتمل كل هذه الأحلام التي نسجتها في خيالها، لذلك تبدو أكثر جدية منه وهي تبحث عن نصفها الآخر.

في إحدى إعلانات الزواج المنشورة على فيسبوك، كتبت إحدى الجزائريات التي تبلغ من العمر 26 سنة أنها تريد أن ترتبط برجل أعزب لا يهم سنه ولا عمله، والمهم لديها أن يكون إنسانا صالحا يصلي ويخاف الله، وأن يكون جادا في التقدم لها ولا يشترط عليها أن تقابله أو تخرج معه، بل ترغب في أن يخطبها مباشرة من أهلها، والملاحظ أن معظم الإعلانات الخاصة بالمرأة تتم على هذا النسق الذي يكشف عن النية السليمة لها.

أما أكثر الشباب الذين ينشرون إعلاناتهم على العديد من الوسائط الالكترونية ووسائل الإعلام، فيركزون على الجانب المادي للمرأة، ويحاولون استقطاب الموظفة التي تملك مسكنا وسيارة ورصيدا في البنك مع استمالتها بتنازلات ليس لها أي داع بالنسبة لرجل يملك المواصفات التي تؤهله لاختيار الزوجة الملائمة لوضعه الاجتماعي، فما الذي يدفعه إلى توجيه النداء للمطلقة أو الأرملة أو الأكبر  سنا منه إذا كان لا يخفي عيبا كبيرا؟!.

أحد الشباب كتب في إعلانه على موقع مشهور للزواج، إنه متخرج من معهد الإدارة ويعمل حاليا في مجال البناء، يبحث عن امرأة تقوم بالتوسط له للعمل في الوظيف العمومي حتى يتزوج بها ولا يهم إذا كانت فيها “عيوبا”!.

هذا التسامح الكبير بشأن وضع المرأة، لا يعد تنازلا من الرجل بقدر ما هو محاولة مكشوفة لإخفاء حقيقة صادمة قد تتعثر فيها المرأة بعد الارتباط وتكتشف حجم الخطأ الذي وقعت فيه، لأنها غضت بصرها عنها وتجاهلتها حتى تظفر بالزواج الذي تعتقد أنه أكبر من أن تدقق في التفاصيل التي تسبقه.

لقد بات معروفا أن الفضاء الالكتروني ينطوي على مفاجآت كبيرة، وفي هذا الباب بالذات، أي الزواج، على المرأة أن تتوقع كل شيء باعتبارها الطرف الذي سيخسر سمعته ومستقبله إذا تورط في زيجة ربما تبدأ ببيانات ليست صحيحة، فكيف سيكون مصير الزواج الذي بني على باطل؟!.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • turbo

    سمية سعادة هل أنت متزوجة أم عزباء؟

  • مراد من قالمة

    الأستاذة مشكورة . لكن اسمحي لي أن أعقب
    1- دائما تقارنون بين الرجل و المرأة و هذا خاطئ لأن كل واحد لديه خصوصياته و مميزاته التي خلقه الله عليها .
    2- دائما ما تقصفون الرجل و تصفونه بأنه ذلك الفرد المستهزء و الطماع في المرأة و صاحب المصلحة و النية المبيتة و هو ما لا ينطبق على كل الرجال لانهم أنواع و لو بحثت المرأة عن الرجل السوي لوجدته لكن عليها أن تكون هي كذلك أولا.
    3- شتان بين كيد الرجال و كيد النساء / لا داعي للشرح
    4- تأخر سن الزواج و العنوسة أسبابها معروفة و لايتحمل الرجل المسؤولية وحده فيها
    5- من حق الرجل أن يخطب من يشاء و من حق المرأة أن تقبل أو ترفض من تشاء.