-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

زيتنا في بيتنا

عمار يزلي
  • 1269
  • 3
زيتنا في بيتنا
أرشيف

ليس ولد عباس وحده من صار من المسؤولين، ومن الشعبيين أيضا، يفضّل صلاة البيت على صلاة المسجد، وأيضا صلاة التراويح، ولولا لطف الله، لخلت المساجد من العباد والمصلين بفعل إقبال الناس على السهل، السريع من العبادات، تأثرا بثقافة الفاست فود، الكل صار يحسب الوقت الفعلي ولا يحسب الوقت الضائع منه في لا شيء، نستكثر على العبادات الوقت، ونستقله على مشاغل الدنيا.
ليس هذا وحده من حوّل المساجد إلى بيوت خالية في صلاة الفجر ومليئة في الأعياد والتراويح وبعض أوقات المساء، المغرب خاصة، فالكل صار يعرف مقولة “الإمام تي جي في” والإمام “الباطو” المطول في الصلاة والسريع فيها.. صار كثيرٌ منا يحب السرعة حتى في الصلاة، ولو وجد لصلى الإمام بهم بأصغر سورة أو آية، حتى إننا نلاحظ كيف صار الناس يتسابقون للخروج من المسجد بمجرد تسليم الإمام. لهذا، فليس من البدع أن تذكّر وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ببعض المسلمات في الممارسات الدينية، وخاصة الصلاة في المساجد، الكل قرأ كلام الوزير عيسى على أنه محاولة لسحب “الزربية” والهيدورة من تحت أرجل التيار السلفي المسمى “مدخلي” من فرض طرق أخرى في توابع الصلاة وجزئياتها: التسليم الواحد، والباقيات الصالحات، ودعاء القنوت في صلاة الصبح، وبعض الأمور الأخرى المتعارف عليها في المذهب المالكي، والتي لا يقوم بها التيار السلفي وأيضا بعض المذاهب الأخرى. كثيرٌ منا، صار ينفر من المساجد لكثرة الشقاق والصراع والخصام بين المصلين لهذا السبب أو ذاك.. يبدو أن توحيد الصلاة والشعائر في المسائل الفرعية من الصعب تحقيقها وفرضها، لأنها ليست من الأصول، ولو منعناها لمنعنا المذاهب الأخرى غير المالكية، وهذا لا يتفق مع حرية الاختيار وحتى مع ديمقراطية وتعددية المذهب والأحزاب، غير أن نفس المشكل يطرح في المسجد كما يطرح في السياسة: هل نحن نطبق التعددية السياسية الحزبية فعلا وعن قناعة؟ هل الحزب الواحد وقناعاته وممارساته وسلوكه وتاريخه يسمح له بأن يتحوّل إلى حزب تعددي ديمقراطي فكرا وعملا؟ أم أنه فقط يتماشى مع الموجة، مرغم أخاك لا بطل!؟ هذا هو السؤال الفلسفي الأكثر إلحاحا اليوم، والذي يناقشه كثيرٌ من فلاسفة المجتمع والسياسة: هل يمكن أن تُبنى ديمقراطية تعددية بعقل أحادي شمولي؟ إذا أجبنا على هذا السؤال، يمكن ثمة الجواب على السؤال الثاني: هل نستطيع قبول التعددية المذهبية في مجتمع أحادي المذهب؟ وهنا، لا أريد أن أذهب أبعد وأطرح مسألة التعددية الدينية!
مسألة في غاية الإشكال.. لهذا، إذا لم يصلِّ ولد عباس في المسجد، وصلى التراويح خلف التلفزيون كما قال، أو حتى حج أو عمّر وطاف حول الفريجيدير، فلعله يريد أن يُخرج مذهبا جديدا يقضي بجواز، بل بوجوب صلاة القياد أيام الجمعة والتراويح والأعياد خلف تلفزيون الأسياد، فيما الشعب يصلي في المساجد صلاة موحدة بتوجيه من قيادة الحزب العتيد.. الحاكم بالعدة والعتاد.. هذا في انتظار أن نفتي من أجل حج محلي (حج في بلادي)، دعما للخزينة العمومية ومنع انتشار عدوى المدخلية وحفاظا على المرجعية الجزائرية.. التي تقول: زيتنا في بيتنا!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • الشيخ عقبة

    يعجبني سي عمار بزاف ، أول مرة ولد عباس يقول الحقيقة ليس حبا في قولها إنما لا يستطيع قول غير ذلك ( رب واحد ، دين واحد ، عبادة واحدة بمفهوم واحد ، بشر مستنسخ من جنس واحد ، جهل واحد ، نفاق واحد ، حزب واحد ، سياسة واحدة ، الهم واحد . والخلاصة ( لادين لا ملة لا أصل لا سياسة لافهامة ) مجرد كومة من المتناقضات

  • سقرقرين

    هذه هي طبيعتكم يا مسلمين تحشرون أنوفكم في خصوصية الأخرين بإسم الدين ، لدافع الإيمان بالتحريض والإنزعاج من قلة المال في الجيب ، هذه هي طبيعتكم مزيرين في حياتكم ضيقين ، والبلد مساحته تكفي العالمين والبنايات كأنها أقفاص الزرزمين

  • الطيب

    يارحم والديك يا عمار هو راه حاب يصلي في دارو خليه راه حر ...تخاف يجي للمسجد كاش نهار و يحكم الميكرو و يحكيلنا على غزواته و نولو كلنا نصلوا في ديارنا ورا التيلي ....خليه يدبر راسو !!