-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" تدخل سجن الحرّاش وتنقل كواليس الامتحانات

سجناء يُنافسون “الأحرار” على المراتب الأولى في “البيام”

نوارة باشوش
  • 2210
  • 8
سجناء يُنافسون “الأحرار” على المراتب الأولى في “البيام”
ح.م

شوق وندم… اعتراف بخطأ.. عين على النجاح وأخرى على الحرية، راضون بقضاء الله وقدره… يجمعهم هدف واحد وغاية نبيلة، وهو تحقيق الذات والتكفير عن الذنب، والتطلع إلى مستقبل أمثل.. وكلهم أمل أن ينجحوا في امتحاناتهم حتى يظفروا بعفو رئاسي، أو إفراج مشروط… هي صور وأحاسيس لمسناها عند سجناء مؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالحراش، الذين زراتهم أمس “الشروق” وهم في صدد إجتياز امتحانات شهادة التعليم المتوسط.
شباب وكهول، وحتى نساء حرموا من الحرية وحضن العائلة التي ستشجعهم في مثل هذا اليوم ..يوم الامتحان بسبب أخطاء ندموا عليها حيث لا ينفع الندم ورمت بهم للعيش وراء الجدران.. لكنهم تحدوا كل شيء كيف لا وسجناء قبلهم أصبحوا أطباء، صيادلة، ومحامين وأخصاء نفسانيين وحتى أئمة.

طوارئ بعد “منع” الصحافيين من دخول قاعات الامتحانات

كانت الساعة في حدود الثامنة والنصف صباحا ، لما اقتربت سيارتنا من مؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالحراش، عندما توقفت مدرعة شرطة أمام جدار المؤسسة لتلفت أنظارنا فيما بعد طوابير طويلة للعائلات وخاصة النساء اللواتي أمام البوابة لإحضار قفة رمضان لذويهن المسجونين قبل الإفطار.
انتظرنا لحظات حتى جاء الحارس الذي عين لمرافقتنا في الزيارة، وبعد أن دخلنا السجن وقدمنا بطاقاتنا المهنية وهواتفنا النقالة في غرفة الاستقبال، وصل المدير العام لإدارة السجون مختار فليون، حيث رافقناه إلى قاعات الامتحانات، لكن الشيء الذي لم نكن نتوقعه هو رفض ممثلي وزارة التربية دخول الصحافيين إلى القاعات، وهذا بتعليمة من وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، ليجري فليون اتصالا هاتفيا مع الأمين العام لوزارة التربية الوطنية، ليسمحوا لنا بعد أزيد من ساعة بالدخول إلى قاعات الامتحانات.

سأعوض بكاء وتعب أمي بالخروج من القضبان بالشهادة

يبدو واثقا من نفسه.. كله أمل وحيوية.. كان غارقا في ورقة أسئلة اللغة العربية… عندما اقتربنا منه قال لنا “الأسئلة في متناول الجميع .. وسأعمل حتى أتحصل على أعلى معدل في “البيام” ليس فقط على مستوى سجن الحراش بل على المستوى الوطني…سأكفر عن ذنبي الذي حرمني من نعمة الحرية، سأنتقم لنفسي من خلال نجاحي… سأعوض بكاء وتعب أمي بالخروج من القضبان وأنا حائز على شهادة تسمح لي بمزاولتي دراستي.. وداعا للإجرام ولن أعود إلى هذا المكان بعدما أصلحت ذاتي”، هي عبارات سمعناها من سجين رقم “3240” ، وكله ثقة بأن يكون إجتياز امتحان شهادة التعليم المتوسط بداية البدايات ونهاية المأسي.
نفس الأحاسيس لمسناها من السجين محمد وهو شاب لا يتعدى عمره 22 سنة، حكم عليه بـ 5 سنوات، رفض أن يكشف لنا عن تهمته .. وبعينين مغرورقتين بالدموع .. لكنه الشعور بالندم والشوق إلى الأهل والأقارب والحنين إلى الحرية، يقول لنا “بالرغم من أنني تحصلت على شهادة “البيام” في الخارج لأدخل بعدها مباشرة إلى السجن ، إلا أن فرحتها داخل أسواره لا تتصور، تحس وكأنك تثبت وجودك من جديد لتقول للعالم أجمع، “أنا هنا والحبس ليس للمجرمين فقط.. بل يمكن لأي كان أن يخطأ ويصيب بعدها”.. ليطلب منا إيصال رسالته ليس وحده فقط بل للعديد من أمثاله والمتعلقة بمساعدتهم على الاندماج وتمكينهم من الإفراج المشروط أو الحرية النصفية خاصة وأنهم لا يبعدون عن الشروط اللازمة إلا خطوة يسيرة”.

سجناء ينتظرون العفو الرئاسي كـ “هلال العيد”

“عاونا سيدي الرئيس عفوك سينقذنا”… هي عبارات لسجين محكوم عليه بعقوبة 10 سنوات لتورطه في جنحة المتاجرة بالمخدرات، ومضى من عقوبته 3 سنوات فقط.. ولكن بالرغم من ذلك فهو لم يستفد من تخفيف العقوبة عن طريق العفو الرئاسي، لأن المتورطين في قضايا تهريب والمتاجرة بالمخدرات لا يشملهم الإجراء…
وما سجلناه ونحن في سجن الحراش، هو أن العفو الرئاسي يؤجج رغبة المساجين في التعليم، فالحيوية والديناميكية التي وجدنا عليها المترشحين والمتحمسين لاجتياز شهادة التعليم المتوسط، كانت أكبر دليل على ذلك فحديثهم في هذه الفترة ينحصر فقط على يوم 5 جويلية والعفو الذي يصدره الرئيس فهو بالنسبة لهم “كهلال العيد” كما يقال بالعامية.

فليون: أيها الناجحون نعدكم بامتيازات خاصة

كشف المدير العام لإدارة السجون مختار فليون الإثنين لدى إشرافه على انطلاق امتحانات شهادة التعليم المتوسط بالمؤسسة العقابية للحراش، عن إجتياز 102 محبوس لامتحان شهادة التعليم المتوسط على مستوى سجن الحراش، فيما يقدر العدد الإجمالي للمحبوسين الذين اجتازوا الامتحان 4600 مترشح، موزعين على مستوى 43 مؤسسة عقابية معتمدة من طرف وزارة التربية الوطنية كمراكز للإجراء.
وأوضح فليون، أن وزارة العدل أحصت خلال الموسم الدراسي الجاري 2017/2018، 42937 مسجل في التعليم العام منهم 34035 مسجل لمزاولة الدراسة عن بعد، 1554 يزاولون دراستهم الجامعية، 73 مسجلا بفصول محو الأمية وكذا 4391 مترشح لاجتياز امتحان شهادة البكالوريا، مذكرا أن الناجحين في مختلف مراحل التعليم “المحكوم عليهم نهائيا” سوف يستفيدون سواء من اجراءات العفو الرئاسي أو من تخفيض العقوبة أو من الإفراج المشروط أو إجازة الخروج أو امتيازات في مجال الزيارات المقربة للعائلة، كما أكد فليون عدم تسجيل أية “حالة عود” في صفوف الناجحين لمختلف الشهادات التعليم والتكوين المهني.
بالمقابل، كشف فليون أن العاصمة ستحتضن ولأول مرة ملتقى دوليا حول إصلاح السجون نهاية جوان المقبل لإبراز تجربتها في هذا المجال.

مدير السجن لـ “الشروق”: تجاوز الإحباط النفسي هدفنا

من جهته، أكد مدير المؤسسة العقابية للحراش ميكاحلي بن يونس أن المؤسسة وبكل ضباطها وإطاراتها، تخوض معركة على طريقتها من أجل إنجاح سياسة الاندماج الاجتماعي بتخرج نزلاء مسلحين بشهادة مهنية وتعليمية تحصنهم من آفة الجريمة، وتقيهم شر السقوط فيها ثانية، وتكشف عن نشاطها البناء، حالة نجاح المساجين في امتحانات البكالوريا والتعليم المتوسط، ناهيك عن الشهادات المهنية في مختلف تخصصات التكوين التي تعرف إقبالا منقطع النظير، مما تشجع السجناء على حالة “اللاعود”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • الشيخ عقبة

    يا أستاذنا المحترم لا استطيع الجزم لا في النفي ولا في التأكيد فقط التعميم خطأ كبير ففساد ذمم بعض المسؤولين على مستوى الوطن ثابت ولا استطيع لا انا ولا الغير إنكاره كذلك وجود شرفاء ووطنيين مخلصين يستوجب علينا تجنب التعميم حتى لا نجرم في حقهم .فقط أسألك ( هل تعتقد أن الدكاترة اللذين تحصلو علىى شهاداتهم من مصر ودول المشرق والسودان وكذا هؤلاء المتحصلين عليها وهم في مناصب المسؤولية على حساب الطلبة النجباء واللذين قد يشكلون عددا كبيرا من الأساتدة الجامعين يستحقون تسمية استاذ ؟

  • الأستاذ عمر

    يا ((شيخ عقبة)) المساجين استفسرت منهم لما حرستهم و أخبروني أنهم يراجعون جماعيا و ليس لهم أساتذة .
    أما غش المساجين فهو علني و شامل بتبادل أوراق مطبوع عليها الإجابات و يحدث هذا رغما عن الأساتذة النزهاء و لكن بمباركة و مساعدة بعض الأساتذة و رئيس مركز الإجراء الذين باعوا ضمائرهم و أساؤوا للتعليم و للأساتذة أجمعين .
    بعض الأساتذة حثالة يعملون كسعاة ((بلانتوات - Les plantons )) يجلبون للمساجين أوراق الغش من حجرة إلى أخرى .

  • أستاذة

    لقد حرستهم السنة الماضية في الباك \ و أحرسهم حاليا 28 و 29 و 30 ماي 2018 .
    أحلف بالله العظيم أنه تم سنة 2017 و يتم حاليا الغش في جميع القاعات و جميع المواد بتواطؤ العساسين الذين يدخلون رغم أنف الأساتذة إلى قاعات الامتحان و في أيديهم أوراق طبعت عليها الإجابات الصحيحة يوزعونها عليهم لينقلوها على أوراقهم مع خوف الأساتذة الحراس و سكوت أعضاء الأمانة و الملاحظ .
    غش علني و غير مقنن و شامل .

  • ملاحظ

    بطبع المجرمون لهم الشرف کبير في بلد ترعی الاجرام ان يمتحنوا وهم يقضون اوقاهم في السجون 3 النجوم في بلد ترعی الفساد وهٶلاء من سيرتقون نواب مستقبلا ولو بدون شهادة کون الباک اصبح يشتری ويباع ولک الفضل يا وزير لوح ان تشجع هٶلاء الفيٸة خارج القانون للمجتمع بتقليد من فرنسا وعاودوا جراٸمهم معليش لان عمي لوح سيسمح لهم وبن غبريط تعطيهم باک لرفع نسبة النجاح

  • الشيخ السوفي

    1 و 2 ( زعمة الشاوي أنتاع بكري مايكذبش أتكن ساكن اجديد ولا شاوي متخونج ) أعلاه أنتا أحضرت أمعاهم ؟ لو قدر لك وشاركتهم في الدراسة والأمتحان وهو مالا أتمناه لكل جزائري صالح ، لتأكدت أن من ابلغك لم يقل لك كل الحقيقة .

  • الشيخ عقبة

    ( الأنضباط والنظام هو أساس النجاح ) لمحابسية أساتذتهم وطنيون وغير كسولين ( ماشي كي لخرين يحرضون على الإضراب ويتفرغون للدروس الخصوصية مقابل مبالغ ضخمة كذلك إن حاولوا الإضراب سيبقوت مع تلامذنهم )

  • الباتني

    غش بامتياز و فساد كبير

  • الباتني

    لمن لا يعرف سر تفوق السجون في الامتحانات الرسمية...اسالوا الحراس انهم يغشون بامتياز...و من يقل العكس فهو مغفل و لا يعلم ما يدور في ايام الامتحانات الرسمية