-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سرّاق في كلّ مكان!

جمال لعلامي
  • 1105
  • 2
سرّاق في كلّ مكان!

في كلّ موسم، وبعد انقضاء موسم الحج، وقبله وبعده وما بينه، مواسم العمرة، يسمع الحجاج والمعتمرون، ومعهم الراغبون في الحج والعمرة والمصطفون من أجلهما، أسطوانة واحدة تنطق بنفس الكلمات وبعزف واحد: “الوكالات التي مرمدت حجاجنا ومعتمرينا في القائمة السوداء”!
لم يعد يفرق الأمر إن كانت قوائم سوداء أو حمراء، طالما أن التجارب أثبتت لعدّة سنوات، أن “المحتالين” لا يريدون التوبة ولا هم يحزنون، وإلاّ هل يُعقل يا عباد الله، أن ينقل هؤلاء البشر نصبهم واحتيالهم إلى البقاع المقدسة، ولا يخافون الله، في عشرات ومئات الضحايا الذين أرادوا الحجّ أو العمرة، فإذا بأموالهم تـُنهب وكرامتهم تـُضرب!
هي علامة “أخرى” من علامات الساعة، فهل يُعقل أن يُمارس النصب والاحتيال حتى مع الحجاج والمعتمرين؟ ولماذا وكيف تتورط وكالات سياحية وشركات خدماتية تدّعي زورا وبهتانا بأنها مبشرة بالجنة، لكن الأيام سرعان ما تثبت أنها أو على الأقل أعوان فيها يخدعون الناس بكلّ الوسائل؟
لم يعد تنظيم الحجّ والعمرة، وتوزيع جوازات الحجّ، سوى عملية بيع وشراء مفضوحة، وقد تورّطت وكالات وشركات “محظوظة” في مهازل وفضائح بالجملة، بدأت كلها وانتهت في أحسن الأحوال بمرمدة حجاجنا ومعتمرينا، أو أكل أموالهم بالباطل، أو التخلي عنهم في المطارات أو تضييع أمتعتهم، وهذا أضعف الإيمان في فنّ الاحتيال!
هذا النوع من الكائنات الطائرة والزاحفة والمتلوّنة، سواء تمّ إدراجها في القائمة السوداء أو الحمراء أو الصفراء أو الخضراء أو الزرقاء، أو حتى “غرين كارت”، فإنها حسب الشهادات والتجارب لن تتجدّد، بل ستتعدّد ولن تتبدّد، إلاّ إذا تغيّرت الذهنيات وتمّت معاقبة المتورّطين!
من العيب والعار، أن يضرب الاحتيال أقدس المقدسات، وينخرط محتالون في مخادعة شريحة من المفروض أنهم يقصدنها لتدعو لهم، لا عليهم، لكن الظاهر، أن “أفسدة” العقول، أفسد البطون، وطريقة التفكير، ويكاد يقتل كلّ شيء له صلة بالأخلاق وحسن السيرة والسلوك، ولذلك يحدث ما يحدث، في ملف العمرة والحجّ، رغم التهديد والوعيد!
عدة قضايا احتيالية انتهت في المحاكم، وبعضها مازال قيد التحقيق، ومع تنامي ظاهرة “سرقة” الحجّاج والمعتمرين، بهدف الثراء وممارسة هذه “البزنسة الجديدة”، أصبح النصب والاحتيال تجارة رائجة، في كلّ مكان وزمان، ولم تسلم منها المقدسات، فمن الحج والعمرة وصندوق الزكاة وأملاك الوقف وحتى المقابر، كلّ شيء قابل للبيع والشراء، فهل من مخرج؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • جزائري حر

    هذا لأن أغلب الجزائريين يتزوجوا باه يشببعو نزواتهم وليس بهدف تكوين عائلة تفعل بقية المخلوقات.

  • ابن الجزائر

    المخرج ياسي جمال ياجميل أن نكف عن الكدب بسم الدين والجنة والنار ،من يريد تواب الدنيا والآخرة لا يشتريها بالمال لأن الله سبحانه وتعالى لا يبيع ولا يشتري ولا يشترى؟ألم تر الخرجة الجديدة لمن يتولون البزنسة بالدين عبر الديوان؟ حتى ماء زمزم ان كان ماء زمزم حقيقة سيباع للحاج ويقتطع اجباريا من الثمن الأجمالي للحاج فكرة شيطانية هل هي من عند آل سعود خدام الحرمين دون القدس طبعا أم من عند عباقرتنا الدين لم يجدوا حلا للبرلمان وما شابه البرلمان ووجدوا حلا في ماء زمزمزم لأنه سيدخل عليهم أرباحا طائلة مادام هناك مغفلون