-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مشروع رياضي استغرق 3 سنوات باستعمال الفأس والمجرفة!

سكان عرقوب بالبويرة يشيدون ملعبا لكرة القدم بإمكانياتهم الخاصة

فاطمة عكوش
  • 679
  • 0
سكان عرقوب بالبويرة يشيدون ملعبا لكرة القدم بإمكانياتهم الخاصة
ح.م

تعتبر قرية عرقوب ببلدية بودربالة بولاية البويرة من بين القرى المعزولة، التي ظلمتها السلطات منذ الاستقلال، لكونها لم تستفد من أي مشروع تنموي، ما جعل سكانها يعتمدون على إمكانياتهم الخاصة والبسيطة لتغيير الوجه البائس للقرية.

قرية عرقوب الجبلية، التي يقطن فيها قرابة 5000 نسمة، التي تبعد بنحو 8 كلم عن مقر البلدية، ونحو 60 كلم عن عاصمة الولاية، تعتبر من بين القرى النموذجية التي لا يزورها المسؤولون إلا خلال موسم الزردات لتناول الكسكسى وارتشاف القهوة بمقهى “عمي عرقوب”، رافعين شعار “اشرب واهرب”، دون تقديم أي بديل للسكان الذين قرروا التشمير عن سواعدهم لتعويض غياب الدولة، التي تتذكرهم فقط خلال الانتخابات، حيث تمكنوا في ظروف صعبة ورغم قلة الإمكانيات من إنجاز عدة مرافق مهمة، من بينها ملعب القرية الذي أصبح هو الآخر، وبفعل العوامل الطبيعية والإهمال، يصلح لكل شيء إلا لكرة القدم.

وحسب شباب القرية، الذين اتصلوا بـ”الشروق”، فإن ملعب سيدي واضح يوجد وسط الغابة، حيث تم إنجازه من طرف أطفال وشباب القرية وحتى الكهول، وهذا سعيا منهم للابتعاد عن الآفات الاجتماعية والانحراف، وكان مشروع إنجاز الملعب قد لقي في البداية معارضة من مصالح الغابات لمنع تشييده وعدم قطع أشجار الفلين، وبعد أخذ ورد وإلحاح سكان القرية على مسؤولي إدارة الغابات تم الاتفاق على منح مساحة معينة ومحددة لإنجازه.

وكانت بداية أشغال إنجاز أول ملعب لكرة القدم بالبويرة دون دراسة ولا تخطيط عن طريق جمع التبرعات، وتم مباشرة أشغال نزع النباتات الغابية وبعض الأشجار يدويا بأدوات تقليدية محضة (الفأس والمجرفة)، حيث يجتمع السكان كل يوم جمعة ويتوجهون إلى غابة سيدي واضح لمواصلة العمل دون مقابل، كما استغلوا فرصة عمل أحد المقاولين بالغابة مكلف بشق الطرق الغابية، وقاموا بالاتفاق معه على أخذ جزء من وقته في تهيئة الملعب ولو لجزء منه مقابل تسديد مبلغ لترات المازوت مقابل العمل في تهيئة الملعب ولو لساعة فقط.

ورغم العراقيل التي وجدوها في الأرضية من صخور وجذور الأشجار، قام سكان القرية بجلب الأطر المطاطية وأحرقوها فوق أرضية الملعب من أجل تفتيتها بسهولة، كما قاموا بتطوير الأرضية من ترابية إلى رملية من مالهم الخاص.

وللإسراع في وتيرة إنجاز الملعب، قام سكان القرية بالاتصال بمصالح البلدية من أجل تقديم يد المساعدة للشباب الطموح في مواصلة تهيئة الملعب، لكن البلدية، بحسبهم، رفضت رفضا قاطعا مساعدتهم لكون المشروع غير مبرمج، لكنها لا تتوانى في استغلال الملعب لتنشيط التجمعات الانتخابية.

وساهم الملعب الذي استغرق قرابة ثلاث سنوات لإنجازه في تطوير كرة القدم وجعلها وسيلة ترفيه عن النفس للكثير من الفئات، وهذا عن طريق تنظم دورات في كرة القدم من تنظيم أبناء القرية منذ أن كانت أرضيته ترابية، غير أن الملعب اليوم في حالة كارثية، وكثيرا ما يتعرض اللاعبون لإصابات خطيرة، بالإضافة إلى أنه غير مسيج، حيث إنه كلما خرجت الكرة إلى التماس يستغرق الأمر وقتا كثيرا في البحث عنها وسط أشجار الفلين الكثيفة، ما يفقد متعة كرة القدم، ليتم استرجاع الكرة بصعوبة، خاصة لما تتقاذفها قردة الماغو التي ساهمت هي الأخرى في إفساد أغلبية الأعراس الكروية التي يحتضنها الملعب، الذي سمي بالبويرة “ملعب نصف ساعة لعب وبقية الوقت البحث عن الكرة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!