-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
السلطات المحلية والولائية بالمدية تجاهلت مطالبهم

سكان قرية أولاد زيد بالبرواقية يعانون الإقصاء والتهميش

منير ركاب
  • 928
  • 0
سكان قرية أولاد زيد بالبرواقية يعانون الإقصاء والتهميش
ح.م

تعيش قرية أولاد زيد، ببلدية البرواقية بولاية المدية، المعروف خلال الثورة التحريرية باسم “لاسيتي لابير”، الإقصاء والتهميش، نتيجة ظروف الحياة البدائية التي يعيشونها بسبب البطالة وسوء الأحوال الاجتماعية ونقص التغطية الصحية، حيث دفعوا الثمن خلال فترة الاستدمار الفرنسي وخلال العشرية السوداء ويدفعون حاليا ثمن تماطل وتجاهل المجالس البلدية المتعاقبة على بلدية البرواقية.

غياب للتنمية وافتقار للمشاريع

ونتيجة الإقصاء وتجاهل المسؤولين، لجأ سكان قرية اولاد زيد، إلى “الشروق”، للتعبير عن معاناتهم ومتاعبهم التي عاشوها منذ الاستقلال، جراء غياب التنمية وافتقار القرية للمشاريع التي من شأنها إخراجهم من التخلّف التنموي الذي يتخبّطون فيه، مقابل عدم بذل المجلس البلدي أي مجهود لإقرار التنمية، في الوقت الذي تشهد فيه القرية حالة النمو الديمغرافي المتواصل وانعدام ضروريات العيش الكريم، ما دفع السكان إلى الاعتماد على خدمة الأرض وتربية المواشي، التي تعتبر شريان الحياة لهذه المنطقة والولاية بصفة كاملة أمام انعدام فرص العمل وانتشار البطالة.

سكنات هشة وطرقات مهترئة

التفاصيل التي أكدها سمان القرية لـ”الشروق” أظهرت أن المشكل الحقيقي الذي اعتبروه هاجسا حقيقيا هو السكنات القصديرية الهشة التي يعيشون بداخلها، ما جعلهم يصبحون ويمسون على الهلع والخوف من الموت، حيث يواجهون متاعب يومية تتفاقم عند تساقط الأمطار، التي تحوّلها القرية إلى برك من المياه، وحقول من الأوحال، حيث يصعب عليهم اجتياز طرقاتها ومسالكها المؤدية إلى الأحياء المجاورة، والضحية الأولى يضيف السكان المحتجون، هم الأطفال المتمدرسون الذين يدفعون ثمن تجاهل الوصاية ويجبرون على قطع الطرقات المهترئة رغم صعوبة اجتيازها ومحاذاة القرية للطريق الوطني رقم 18 الذي يعتبر أكبر خطر يواجهه في ظل غياب معبر علوي، يستخدمونه للتنقل للأحياء المجاورة.

غياب قنوات الصرف سبب كارثة بيئية وصحية

في السياق ذاته، أكد المحتجون، غياب قنوات الصرف الصحي التي اعتبروها كارثة بيئية، حيث يغرقون فيها في فترة التقلبات الجوية، وتتجمّع هذه المياه القذرة في شكل برك متعفنة تتّخذ لها مسلكا عبر الطرق المهترئة بسبب عدم ربطها بشبكة الصرف الصحي، والتي تنبعث عنها روائح كريهة تضّر بالأطفال وكبار السن، الأمر الذي أدى إلى إصابتهم بأمراض مزمنة، ناهيك عن مشكل الصحة الذي تفتقر إليه القرية، خاصة بعد عزوف مدير المؤسسة الجوارية بالبرواقية عن زيارة المستوصف الذي لا يوجد به أقل شيء يثبت أنه هيكل صحي، حيث أن الطبيب يزور المبنى مرة في الأسبوع وغياب تام للقابلة، الأمر الذي يجبرهم على التنقل لمقر البلدية للعلاج في ظل غياب وسائل النقل.

خريجو الجامعة يعانون البطالة

قرية اولاد زيد التي تعيش بؤسا كبيرا، حسب شهادات سكانها تعيش واقعا مريرا نتيجة الفقر المتفشي الناجم عن البطالة التي خنقت شبابها بسبب انعدام المشاريع التنموية وفرص العمل تنتشلهم من الضياع الذي يتربص بهم بسبب الفراغ القاتل الذي يتخبطون فيه، مقابل وجود عدد كبير من الكفاءات وخريجي الجامعات، ناهيك عن انعدام المرافق الرياضية والثقافية ووسائل الترفيه، حيث يطالب هؤلاء من السلطات المحلية والولائية وعلى رأسهم والي الولاية بإدراج مشاريع تنموية لخلق مناصب شغل وتخصيص مشاريع تنموية لتدارك العجز بدءا بتعبيد الطرقات والمسالك الداخلية، وربط منازلهم بشبكة الصرف الصحي والمياه القذرة، وضرورة التفات المسؤولين المحليين إلى قريتهم لوضع مخطط تنموية التي تعتبر ضمن اهتماماتهم وأولوياتهم، لدفع عجلة التنمية من أجل إخراجهم من دائرة البؤس والحرمان التي يعيشونها منذ عدّة سنوات.

وحسب المحتجين، فإن غياب وسائل النقل زادهم متاعب صحية ومالية، حيث يلجؤون مكرهين إلى سيارات “الكلونديستان” التي تستغل فرصة غياب حافلات النقل، ناهيك عن حرمانهم من الغاز الطبيعي، ويطالبون بربط قريتهم بالغاز الطبيعي على غرار القرى الأخرى، وتزويدهم بهذه المادة الحيوية التي تبقى الهاجس الأكبر للسكان في ظل معاناتهم مع قارورة غاز البوتان التي أرهقت كاهلهم، بحيث يصل سعر القارورة الواحدة في عز فصل الشتاء إلى 400 دج، كما عبّر سكان القرية عن امتعاضهم جراء انعدام الإنارة العمومية التي أصبحت تشكل خطرا عليهم خاصة خلال تنقلاتهم الليلية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!