-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سكوتٌ مريب لعلماء الأمة

حسين لقرع
  • 2067
  • 13
سكوتٌ مريب لعلماء الأمة
ح.م

يمكن لأيّ متابع للأوضاع المزرية في المنطقة العربية والإسلامية أن يلاحظ غيابا كاملا للعلماء والفقهاء إزاء ما يحدث فيها من تطوّرات خطيرة متسارعة ستؤثّر بالتأكيد في المنطقة عقودا طويلة، بالرغم من أنهم مأمورون شرعا بتبيين الحق للناس وعدم كتمانه خوفا ورَهَبا من الحكام الظَّلمة.

أولا: هناك عددٌ معتبر من الدول العربية أشاد بـ”صفقة القرن” الأمريكية التي تمنح الصهاينة “دولة يهودية” عنصرية، عاصمتها القدس الموحّدة، وسيطرة كاملة على المسجد الأقصى، مع السماح للمسلمين بالصلاة فيه كما هو جار حاليا.. وهنا كنا نودُّ أن نسمع موقفا واضحا من علماء الأمة، من جاكرتا إلى الرباط، وفي المهجر، بشأن الحُكم الشرعي في تنازلِ هذه الدُّول عن فلسطين وقبلة المسلمين الأولى، ولكنهم آثروا الصمت المطبق مع أن الخطب جلل، وقضيةُ عقيدة لا قضية صراع على حدود!

ثانيا: هناك خطواتٌ متسارعة يقوم بها عددٌ من الأنظمة العربية، للتطبيع مع الاحتلال، والاعتراف بـ”حقه” في احتلال فلسطين، وإقامة “دولة يهودية” فيها، بل إن بعضها تستعدّ للتحالف عسكريا مع الاحتلال. وبرغم هذه التطورات الخطيرة التي حوّلت العدوّ الصهيوني إلى “صديق”، وحوّلت الفلسطينيين إلى أعداء يتعرّضون للشيْطنة الإعلامية الخليجية في كل حين، إلا أنّ علماء الأمة وفقهاءَها لزِموا صمتا مطبقا إزاء ما يحدث، ولم يبيّنوا للعوام من الناس: هل يجوز التحالف مع الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين وأراضي عربية أخرى والتطبيعُ معه والإلقاء بالمودّة إليه بأيّ ذريعة؟ ولماذا لم يحرّموا التطبيع، وهو نُصرةٌ واضحة للعدوّ وخيانةٌ للأشقاء في العقيدة والدم، باستثناء فتوى أصدرها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بهذا الشأن منذ نحو عامين؟ وما حكم الشرع في من يعلن استعداده لتمويل “صفقة القرن” بـ50 مليار دولار من أموال شعوبه لإرشاء الفلسطينيين وحملهم على القبول بالتنازل عن القدس والسواد الأعظم من أراضيهم للاحتلال؟

وبالمناسبة، نلاحظ أيضاً غيابا شبه تام للفتاوى المتعلقة بضرورة النفير إلى فلسطين والجهاد فيها إلى غاية تحريرها، باستثناء الفتاوى القديمة منها، فهل أصبح الخوفُ من السلاطين يُلجِم علماء الأمة وفقهاءَها عن تجديد هذه الفتاوى باستمرار انسجاما منهم مع الموجة التطبيعية الخطيرة التي تجتاح المنطقة؟

إنّ مهمّة علماء الأمة هو أن يبيّنوا الحق لعامّة الناس ولا يكتمونه خوفا من السلاطين أو طمعا في دنيا، لكن الكثير منهم شلّه الخوف والجبن وأصبح يؤثر الصمت للنجاة بأنفسهم، ولا يجرؤ على قول كلمة حق في وجه سلطان جائر، مع أنها أفضل أنواع الجهاد، ويفضّل بدل ذلك الترويج لفكرة عدم جواز الخروج على وليّ الأمر وإن أكل مالك وجلد ظهرك…

الشعوب التي يصفها هؤلاء العلماء عادةً بـ”الدهماء” تثور ضد التطبيع و”صفقة القرن” وتتظاهر في الرباط والخرطوم وتونس وعمّان وغيرها من العواصم العربية، لكنّ علماء الأمة لا يتحرّكون ولا يُصدرون أيَّ فتوى بشأن خيانة عددٍ من الحكام.. حتى دار الإفتاء المصرية لم ترَ كل هذه التطوّرات الخطيرة وغير المسبوقة بالمنطقة ولم تحذّر منها، ورأت فقط مسلسلي “أرطغرل” و”ووادي الذئاب” وحذّرت الشعوب العربية من متابعتهما، لأنهما “يسوّقان للخلافة العثمانية”، وكأنَّ المشكلة في المسلسلات التركية أو سياسة أردوغان، وليس في تآمر بعض أنظمتنا على فلسطين ومقدَّسات المسلمين وعرضها للبيع بأبخس الأثمان!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
13
  • جزائري

    وماذا ابتكر هؤلاء وماذا اخترعوا وماذا أنجزوا............ لتسميهم بالعلماء ????????????

  • الجزائري المتسائل دوما

    (( مافهمت والو )) حسب ما سجل في تاريخ الديانات وما ورد في القرآن أن المسجد الأقصى كان موجودا قبل الإسلام وتواجد العرب هناك , فقصة البراق والإسراء والعراج وصلاة الرسول في المسجد الأقصى توضح كثيرا من الحقائق .

  • okba

    لاندري منهم علماء الامه...

  • يوغرطة

    علماء آخر الزمان اقصد علمء الامة اصبحوا اداة في ايدي الحكام يعبثون بهم كيفما شاؤوا والدليل الاقوي علماء السعودية الذين تحولوا الي الدفاع عن الصهاينة وامرريكا وامراء الخليج -السديس امام الحرمين السلفي الوهابي يقول ان امريكا وحكام السعودية ينشرون الامن والسلام بالعالم عجيب غريب -
    اما علماء الامة الصادقون والمخلصون لربهم ولدينهم فكلهم بالسجون بمصر والسعودية والبحرين وغيرها من الدول العربية الدكتاتورية
    حسبنا الله ونعم الوكيل

  • جزائري حر

    إلى أمين الوراني
    بئس ما قلت.. الواضح أن الرويات الإسرائيلية قد سمّمت تفكيرك، قبل اليهود كان الكنعانيون يقطنون فلسطين وقبلهم اليبوسيون وغيرهم، وهم أجداد الفلسطينيين الحاليين.. الآيات في القرآن تتحدث عن مرحلة معيّنة وبعدها عاقب الله اليهود على معاصيهم بإخراجهم من الأرض المقدّسة والتيهان في الأرض، وسيتكرر ذلك قبل يوم القيامة "...فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مره وليتبروا ما علوا تتبيرا"، " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ* [الأعراف: 167].

  • امين الوهراني

    لا يوجد في القران الكريم او عبر التاريخ شيء اسمه فلسطين.و الدولة اليهودية كانت موجودة قبل الاسلام في الاراضي الحالية لاسرائل .و كل الرسائل السماوية منها القران تتكلم عن وعد الله لمنح الاراضي الحالية و الاخرى لاسرائل.و قيام الدولة الاسرائلية في 1948 ما هو الا بداية لتجسيد ارادة و وعد الله.

  • عبد الله...

    لا يوجد شيء اسمه علماء الامة.......فقط اساتذة امعلمين في الشريعة الاسلامية....العلماء مصطلح كبير عليهم اما مفهوم الامة مختلف علية في منظور الدولة الحديثة محدد في اقليمها ...كل مايفعله هولاء الاجتماع والتنديد مثل الحكام لاغير.

  • عبدو

    عندما تقوم الانظمه العربيه بصناعه علماء على مقاسهم يسبحون بحمدهم و يتجاوزون عن خياناتهم فمن عير المعقول ان نطلب من هؤلاء العملاء العملاء الصدح بالحق .و هذه قديمه اتذكر فتوى من بن باز في التسعينات افتى بها للملك فهد بجواز اقامه علاقات مع اسرائيل ان كان بها مصلحه للامه !!! و فهد حينها لم يطبع بالرغم من رغبته بالتطبيع خوفا من صدام

  • عربي أصيل000

    هؤلاء الذين تسميهم علماء الأمة ، مارسوا و يمارسون الجهاد ضد الاتحاد السوفياتي و الاتحاد الروسي ، لكي يخلو الجو لأمريكا وأوروبا لاحتلالنا من جديد ، بل لإبادتنا عن بكرة أبينا . فالاتحاد السوفياتي الذي ساعدنا في التحر ر من الاستعمار الغربي و وقف معنا وقفة بطولية ، حررتنا من عبودية الاستعمار ، رأى علماء الأمة ذلك شيوعية و إلحادا بل وكفرا ، واعتبروا الغرب الاستعماري صديقا حميما ، ورضوا بهمجيته و وحشيته أيما رضى . وهم اليوم يأتمرون بأوامره وينفذونها تنفيذا حرفيا. فهؤلاء الذين تسميهم علماء الأمة ، أيها الكاتب القدير ، هم المشكلة كل المشكلة و هم الخطر كل الخطر على شعوبهم وأوطانهم. وشكرا جزيلا.

  • أبو إسحاق

    عملية تحييد العلماء مستمرة منذ أربعة عقود بمختلف الطرق:
    أولا: الاعتقالات التعسفية في حق المخالفين للسياسات التي تنتهجها الدول ( ثلاثون ألف معتقل في السعودية لوحدها دون محاكمة).
    ثانيا: الرشوة الممنهجة عن طريق تولية المناصب في الجامعات والمراكز البحثية بحيث تصبح الصالونات الفخمة هي ملاذ العالم والمفكر بعيدا عن ضوضاء الشعوب.
    ثالثا: إقحام الكثير من العلماء في معتركات سياسية بمعطيات مغلوطة نجمت عنه فتاوى أتت على الأخضر واليابس( سوريا- اليمن- ليبيا أنموذجا).
    رابعا: تغييب دور المجامع الفقهية عن قضايا الأمة المصيرية مما أنتج فتاوى قُطريّة تخدم مصلحة الدول على حساب مصلحة الأمة.

  • سليم الجزائر

    من تبع السعودية تبع السعودية ومن تبع قطر تبع قطر فامريكا افتعلت الازمة السعودية القطرية حتى تعطي لعلمائنا فسحة

  • جزائري حر

    بل هو تواطؤ لأن ما تسميهم بعلماء الأمة إنما هم في الحقيقة عملاء للغرب يعني مخترقين

  • عمران

    أكثر وأكبر علماء الامة الربانيين من مصر والحجاز ومنهم من يقبع في السجن بتهم باطلة ,ومن لم يُسجن منهم مهدد إن هو تكلم بما يخالف سياسة امراء المؤمنين ..لقد هيأ أمراء المؤمنين الجو المناسب لفتوى ترامب بشأن القدس بحبس االعلماء او تهديدهم .
    ولكن مالا يعلمه امراء المؤمنين ان الله يمهل ولايهمل وأن التاريخ لايرحم ولكن ماأريدك أن تعلمه أخي أن هذه الصفقة لن تنجح وكما هيأ الله لظهورها أسبابا هي أهون من بيت العنكبوت, سيُهيء لمن سيُفشلها من ابناء الامة المخلصين أسبابا أقوى وأرسخ..ولكن كيف يكون هذا ومتى ؟ فالله وحده يعلم