-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ظاهرة النفاق الاجتماعي:

سلوك خبيث قطع صلة الأرحام والأرزاق

صالح عزوز
  • 2822
  • 1
سلوك خبيث قطع صلة الأرحام والأرزاق
ح.م

أصبحت هذه ظاهرة، عند الكثير منا، حالة مرضية، وما يقال من حسن وكرم في الحضور، هو العكس تماما مما يقال في الغياب، ويتحول هذا الكلام الطيب إلى حسد وغيرة وحقد وتمني زوال النعمة، سواء المادية أم المعنوية.. ما يعرف عندنا بالنفاق، الذي يشتكي منه الكثير من الأشخاص، خاصة عبر الوسائط الاجتماعية بمختلف أنواعها. لذا، تجد أغلبهم يوجه رسالات مقصودة كما يقال، أو مشفرة، إلى مثل هؤلاء الأشخاص. وهو تعريف بسيط بالنسبة إلينا، لكنه متشعب، ويندرج تحت تعريف أكبر من هذا، وهو النفاق الاجتماعي.

 ما يعرف اليوم بالنفاق الاجتماعي، هو ظاهرة تحولت إلى سلوك منفعة، من طرف بعض الأشخاص، ووسيلة عند بعضهم للوصول إلى أهداف في أنفسهم، على حساب غيرهم بهذه الطريقة الملتوية، ولعل أكبر نفاق اجتماعي ضار، قد يغير الكثير من الأشياء في المجتمع، هو النفاق عند المسؤولين، الذي يتخذه الكثير من الأفراد من أجل مناصب أو رفعة أو سلطان عندهم. وقد أثر هذا بشكل كبير على الترقيات والامتيازات، وظلم الكثير من العمال في حضرة أشخاص، يمارسون هذا النفاق العلني أمام مديريهم، أو التملق الزائد من أجل تزيين صورة وتشويه صورة أخرى عندهم، حسب ما يريدونه، كما لم يسلم حتى من ينقلون لهم الأخبار، أو الذين يتملقون عندهم من هذا السلوك، فيرون فيهم عكس ما يقولونه في حضرتهم، وهو الأساس الأصح الذي يقوم عليه هذا النفاق الاجتماعي، الذي أصبح ظاهرة متفشية في مجتمعنا، وجب دراستها، بل ووجب ملاحقة الأشخاص الذين يتميزون بهذا السلوك المنحط المسيء إلى المروءة. بالإضافة إلى هذا، فقد أصبح سلوكهم هذا غير طبيعي، وكان له أثر سلبي على الأفراد والجماعات.

ذو الوجهين…     

غالبا ما يعرف هذا الشخص في المجتمع بذي الوجهين، لأن ما يقوله في حضرة الشخص الذي يحدثك عنه، ليس نفسه ما يحدثك به في غيابه، فتجده في حضرتك يصفك بخير الأوصاف، حتى ما لا تعرفه عن نفسك، لكن عندما تغيب، يعيرك بأسوإ الأسماء، بل ويسخر منك في غيابك رفقة من يجلس إليهم. ولعل الغريب في كل هذا، أنه لا يجد حرجا في أن ينقلب حال حديثه من سوء إلى حسن، لو اطلعت عليه في مجلسه، ويغير ما كان يحدث به من سلبي إلى إيجابي وسط دهشة من كان يجالسه.. مثل هؤلاء الأشخاص لا يملكون أصدقاء ولا زملاء في العمل، ولا حتى في محيطهم كله، لأن الذي يجلس معه، هو الأقرب إليه، وما إن ينتهي مجلسه معه حتى يحدث غيره عنه وهكذا هي يومياته.

لقد أصبحت هذه الممارسات في مجتمعنا مثل أداة حادة تقطع كل شيء أمامها، فقد كانت سببا في قطع صلة رحم، وزرع الفتنة والقطيعة بين الأفراد في كل مكان، سواء في محيط العمل أم المحيط الاجتماعي ككل، كما كانت سببا في قطع حتى أرزاق بعض الأفراد، لذا وجب علينا أن نتصرف بشدة مع كل من يحملون في قلوبهم هذا السلوك السيئ، الذي أصبح كحال النار تأكل الهشيم، لأن القضاء على هذه الظاهرة يمكن أن يترجم بعدها في عدالة الأفراد بينهم، وعدالة المسؤولين مع موظفيهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • sidahmed alili

    الانانية تنتج حالة من الانسجام في المجتمع الجزائري